تنطلق أعمال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي "WUF12"، اليوم الاثنين، وهو المؤتمر الرئيسي للأمم المتحدة المعني بالتنمية الحضرية المُستدامة، والذي يُقام في مصر كأول دولة تستضيفه في إفريقيا منذ 20 عامًا تحت شعار "كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة".
ويعود المنتدى إلى إفريقيا بمشاركة 172 دولة وأكثر من 20 ألف مشارك من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، لتسليط الضوء على الإنجازات المصرية في التنمية العمرانية خلال العقد الماضي، وتبادل الخبرات والابتكارات لتحقيق مستقبل أفضل للمدن.
ما هو المنتدى الحضري العالمي؟
أنشئ المنتدى الحضري العالمي "WUF"، بحسب موقع الأمم المتحدة في عام 2001 لمعالجة قضية التحضر العالمي، بوصفها أحد أكثر القضايا إلحاحًا، ومنذ ذلك الحين، يعقد المنتدى العالمي كل عامين، ويُعقد هذا العام في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر في العاصمة المصرية القاهرة.
أهمية المنتدى
يعيش حوالي 50% من سكان العالم في المدن، ومن المتوقع أن ترتفع هذا النسبة إلى 70% بحلول 2050، والانتقال إلى المراكز الحضرية له تأثير كبير على المجتمعات والمدن والاقتصادات وتغير المناخ والسياسات.
ومن المقرر أن تشهد إفريقيا أكبر معدل في النمو السكاني، إذ إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان القارة تقريبًا، خلال السنوات الـ 30 المقبلة، وتصبح العاصمة المصرية القاهرة إلى جانب العديد من مدن القارة الإفريقية، واحدة من أكبر المراكز الحضرية في العالم.
أناكلوديا روسباخ، المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة قالت: "أرى المنتدى الحضري العالمي بوصفه تحالفًا كبيرًا لدعم التغيير التحويلي، هدفه تعزيز التعاون والتآزر بين المشاركين في النهوض بالتنمية الحضرية المُستدامة وتنفيذها".
ويركز المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر، على بناء تحالفات قوية لتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومعالجة التحديات العالمية الرئيسية التي تفرضها أزمة الإسكان العالمية وتغير المناخ ومواجهة تعقيدات التنمية الحضرية المستدامة بشكل مباشر، كما سيناقش الاستراتيجيات الأساسية للشراكات لربط الأهداف العالمية بالواقع المحلي، وكذلك تسليط الضوء على قوة التعاون في دفع التقدم المحلي بين مختلف الأطراف.
مصر مركز للتنمية والسلام
وسط زخم عالمي كبير، تستقبل مصر وفود العديد من الدول وكبار المسؤولين والشخصيات للمشاركة في أعمال المنتدى، والذي ينظمه برنامج موئل الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) بالتعاون مع وزارتي الإسكان والتنمية المحلية المصريتين.
ويعكس إقامة هذا الحدث الدولي في مصر كأول دولة تستضيفه في إفريقيا منذ 20 عامًا، الدور الريادي والاستراتيجي لمصر على المستويين الدولي والإقليمي كمركز للتنمية والتحضر والسلام والتطور الاستثنائي الذي تقوم به الدولة المصرية في النهوض بملف التنمية الحضرية والعمرانية المتكاملة كونها من أوائل الدول التي تبنت الأجندة الحضرية الجديدة.
تحديات عالمية
وينعقد المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر في توقيت يواجه فيه النظام المتعدد الأطراف العالمي تحديات غير مسبوقة، مما يهدد التقدم الجماعي ويعقد التحديات المشتركة، وفي ذلك السياق، يمثل المنتدى فرصة فريدة لتجديد وتعزيز التعاون العالمي والاتفاق على ميثاق للمستقبل، حيث سينعقد قبل خمس سنوات فقط من الموعد النهائي المحدد لتحقيق أجندة 2030، وبالتالي فإن المنتدى يُشكل لحظة استثنائية لتسليط الضوء على دور العمل المحلي في إنقاذ التعاون المتعدد الأطراف وأهداف التنمية المستدامة وحل القضايا الملحة مثل توافر السكن وسهولة التنقل وسلامة إمدادات المياه، والقدرة على الوصول إلى الأماكن العامة الآمنة وتأثيرات تغير المناخ فضلًا عن الأزمات والصراعات الحضرية.
30 ألف شخص
وشددت وزيرة التنمية المحلية المصرية، الدكتورة منال عوض، في وقت سابق، على أن دولتها حريصة على التنظيم والإخراج الجيد للمنتدى الحضري العالمي، والذي يعد ثاني أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة، بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي والذي استضافته مصر في مدينة شرم الشيخ ولاقى إشادة إقليمية وعالمية.
وأشارت إلى أن هناك أكثر من 30 ألف شخص من 180 دولة، قاموا بالتسجيل للحضور والمشاركة في المنتدى، وهناك متابعة مستمرة من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري مع الوزراء المعنيين بالترتيبات الخاصة بالمنتدى، وعلى رأسها وزارتا الإسكان والخارجية.
وأوضحت أنه تأكد حضور عدد من رؤساء الدول والمسؤولين الدوليين وحوالي 103 وزراء، و36 من نواب الوزراء، و300 محافظ، كما يوجد نحو 115 عارضًا في المعرض، بالإضافة إلى حوالي 900 متطوع يشاركون في تنظيم المنتدى.