الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قوات كورية شمالية في روسيا.. زيلينسكي للغرب: اسمحوا لنا بشن هجمات استباقية

  • مشاركة :
post-title
وعدت كوريا الشمالية بـ "رفقة عسكرية لا تُقهر" إلى جانب الروس حتى النصر

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن شركاء أوكرانيا يجب أن يسمحوا لكييف بضرب القوات الكورية الشمالية داخل روسيا، في الوقت الذي يستعد فيه أكثر من 10 آلاف مقاتل لدخول القتال على الخطوط الأمامية؛ وفق وسائل إعلام.

وكرر زيلينسكي، أمس السبت، دعوته الدول الغربية إلى رفع الحظر المفروض على شن ضربات صاروخية بعيدة المدى على الأراضي الروسية، وفي هذه الحالة شن هجمات استباقية ضد المعسكرات التي تضم جنودًا أجانب.

واشتكى الزعيم الأوكراني في منشور على "تيليجرام": "بدلًا من التفويض الضروري طويل المدى، تراقب أمريكا، وتراقب بريطانيا، وتراقب ألمانيا. الجميع ينتظرون فقط أن يبدأ الجيش الكوري الشمالي في مهاجمة الأوكرانيين".

وأضاف القائد العسكري الأعلى في كييف، أوليكساندر سيرسكي، أن القوات الأوكرانية تصد حاليًا "أحد أقوى الهجمات الروسية" منذ بدء العمليات العسكرية قبل نحو ثلاث سنوات؛ حسبما نقل موقع "بوليتيكو".

ويواصل المسؤولون الأمريكيون رفض طلبات أوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن الانتشار الوشيك للقوات الكورية الشمالية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في واشنطن، الخميس: "نتوقع أن يحدث ذلك في الأيام المقبلة".

كما أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أن نحو 8 آلاف مقاتل من كوريا الشمالية انتقلوا بالفعل إلى إقليم كورسك في غرب روسيا، حيث تكافح القوات الأوكرانية للاحتفاظ بالأراضي التي سيطرت عليها خلال توغلها المفاجئ في أغسطس الماضي.

كما قدرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الاثنين، أن نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي يتلقون تدريبات عسكرية في شرق روسيا، وهو رقم أعلى من تقدير سابق للبيت الأبيض، أشار إلى أن العدد يصل إلى 3 آلاف جندي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون
رفقة لا تُقهر

حسب "بوليتيكو" فإن المحللين الغربيين يزعمون أن جنود كوريا الشمالية "الذين لا يمثلون سوى أسبوع واحد من الخسائر الروسية" -حسب تعبير الصحيفة- أقل أهمية من مخزونها الضخم من الذخائر.

ويشير التقرير إلى أن بيونج يانج أرسلت إلى موسكو ما يصل إلى تسعة ملايين قذيفة مدفعية، أي ما يقرب من نصف إجمالي القذائف التي أطلقتها روسيا في عام 2024، وفقًا للاستخبارات الكورية الجنوبية والاستخبارات الأوكرانية.

وبينما تتصاعد المخاوف الأوكرانية ويزداد الصمت الغربي المترقب، زارت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي، العاصمة الروسية موسكو؛ للتأكيد على التزام بيونج يانج بالشراكة الاستراتيجية التي وقعتها في يونيو الماضي.

وقالت تشوي، الجمعة: "سنقف دائمًا بثبات إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر"، ووعدت بـ"رفقة عسكرية لا تُقهر"، مشيدة بـ"القيادة الحكيمة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كان الكرملين قد نفى في البداية مزاعم نشر قوات كورية شمالية، ولكن خلال قمة "البريكس" في روسيا الأسبوع الماضي، لم ينكر الرئيس فلاديمير بوتن أن بيونج يانج أرسلت جنودًا إلى بلاده.

والجمعة، قالت كوريا الشمالية إن أي نشر لقواتها في روسيا للمساعدة في الحرب في أوكرانيا سيكون متوافقًا مع القانون الدولي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، دون تأكيد صريح لمثل هذا الوجود؛ رغم نفي العاصمة الشمالية في السابق مثل هذه التقارير.

مقطع من فيديو زُعم أنه يضم جنود كوريين شماليين يتعلمون اللغة الروسية
تعليم الروسية

الثلاثاء، نقل نواب من كوريا الجنوبية عن مسؤولين استخباراتيين في البلاد، إن جنودًا من الجارة الشمالية "ربما يستعدون للانتقال إلى الخطوط الأمامية في حرب روسيا ضد أوكرانيا بعد تعليمهم الأوامر الروسية الأساسية"، كما نقلت شبكة CNN.

وقال النائبان لي سيونج كويون وبارك سون وون، اللذان أطلعهما جهاز المخابرات الوطني في كوريا الجنوبية خلال اجتماع مغلق للجنة الاستخبارات البرلمانية، إن الجهاز يراقب الآن احتمال "انتقال بعض الأفراد الكوريين الشماليين، بما في ذلك كبار المسؤولين العسكريين، إلى الخطوط الأمامية".

وقال المشرعان إن روسيا تقوم بتعليم الجنود الكوريين الشماليين حوالي 100 كلمة عسكرية أساسية مثل "إطلاق النار" و"في الموقع". لكنهما أضافا أنه من الواضح أن الجنود الكوريين الشماليين يواجهون صعوبة في التواصل "وليس من الواضح ما إذا كانوا قادرين على سد الفجوة اللغوية".

كما عززت كوريا الشمالية إجراءاتها الأمنية؛ لمنع انتشار أنباء نشر قواتها في روسيا "ولتحقيق هذه الغاية، يُحظر على الضباط الكوريين الشماليين المشاركين في الجهود الروسية استخدام الهواتف، في حين يتم إبلاغ عائلات الجنود بأن أحباءهم يشاركون ببساطة في تدريب عسكري"، حسبما قال المشرعان الجنوبيان.

وأشار النائبان الكوريان، إلى أن الاستخبارات الكورية الجنوبية، رصدت -رغم هذه الإجراءات- انتشار أنباء داخل كوريا الشمالية عن نشر قوات في روسيا "ما أثار اضطرابات في بعض أجزاء البلاد"، وفق زعمهما.

قبل نحو أسبوعين، اعترضت أوكرانيا قنوات بث روسية، ونشرت تسجيلًا صوتيًا تضمن أصوات جنود روس يتحدثون بازدراء عن الجنود الكوريين الشماليين القادمين، ويطلقون عليهم اسم "الكتيبة K" ويشيرون إليهم باسم "الصينيين اللعينين".

وحسب ما نشرت CNN، تكشف التسجيلات الصوتية عن خطط لتعيين مترجم وثلاثة ضباط كبار لكل 30 رجلًا من كوريا الشمالية، وهو الأمر الذي يُسمع الجنود الروس يدينونه في التسجيل الصوتي.

وتضمن التسجيل ما زُعم إنه أحد العسكريين الروس يتساءل: "الشيء الوحيد الذي لا أفهمه هو أنه يجب أن يكون هناك ثلاثة ضباط كبار لكل 30 شخصًا. من أين نحصل عليهم؟"

ويثير الغرب أن هذا قد يكون أول تدخل من جانب كوريا الشمالية في صراع دولي، رغم امتلاك بيونج بانج أحد أكبر الجيوش في العالم، والذي يبلغ تعداده 1.2 مليون جندي، لكن أغلب قواته تفتقر إلى الخبرة القتالية.