الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد اعتزام تقديم 200 حلقة.. دراما الجريمة "وتر حساس"

  • مشاركة :
post-title
أحمد فهمي في مسلسل سفاح الجيزة

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

تلقى المسلسلات المصرية التي تتناول موضوعات الجريمة شعبية متزايدة، إذ تأخذ هذه الأعمال المشاهدين في رحلات مثيرة عبر عوالم مليئة بالإثارة والتشويق، وأثبتت هذه النوعية من الدراما نجاحها، ما دفع العديد من صنّاع الفن إلى التحضير لأعمال جديدة تستكشف الجريمة بأسلوب درامي مبتكر.

"القصة الكاملة"

برز مشروع "القصة الكاملة" كسلسلة متكاملة، إذ أعلن المنتج والمخرج مجدي الهواري عزمه تقديم 200 حلقة درامية من الجرائم التي حدثت بالواقع، وتحويلها إلى عالم الدراما، بالتعاون مع صانع المحتوى المصري سامح سند؛ للحصول على حقوق القصص الحقيقية من عالم الجريمة، مع تقديم تفاصيل أعمق حول الجرائم الشهيرة، ما يعزّز من مكانة هذه النوعية من الدراما.

قصص حقيقية

تجسد الأعمال الدرامية المصرية أخيرًا ظاهرة قصص الجرائم الحقيقية، إذ تُستوحى العديد من السيناريوهات من أحداث واقعية، ومن أبرز تلك الأعمال مسلسل "سفاح الجيزة"، الذي يروي قصة مجرم تخفّى في شخصيات متعددة ليهرب من العدالة، ولعب أداء أحمد فهمي دورًا محوريًا في جذب المشاهدين، إذ استطاع تقديم شخصية معقدة تجمع بين الكاريزما والشر.

مسلسل "سفاح التجمع"

مع استمرار تطور هذا النوع من الدراما، برز مسلسل "سفاح التجمع" الذي يسرد قصة سفاح تم القبض عليه في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، ويتناول العمل قضايا معقدة ترتبط بالانتقام والخيانة.

وأثار إنتاج هذا المسلسل خلافًا بين السيناريست جوزيف فوزي ومحمد صلاح العزب حول أحقية كل منهما بتحويل القصة إلى عمل درامي، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه القصص في الوسط الفني.

محدي الهواري وسامح سند أثناء توقيع تعاقد القصة الكاملة
دوافع نجاح

تتزايد شعبية مسلسلات الجريمة لعدة أسباب، أبرزها قدرتها على تلبية فضول الجمهور تجاه قضايا الجريمة والعدالة، كما توفر هذه الأعمال فرصة للكتّاب والمخرجين لاستكشاف قضايا اجتماعية ونفسية عميقة، ما يزيد من جاذبيتها لدى المشاهدين.

المخاوف من التأثير

كن على الرغم من النجاح الذي تحققه هذه الأعمال، يثير تناول قصص الجرائم الحقيقية مخاوف لدى البعض من أن يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة، ويرى معارضو هذا النوع من الدراما أنّ تحويل الجرائم إلى أعمال فنية قد يساهم في زيادة الوعي بأساليب تنفيذها، مشيرين إلى أنه ينبغي التعامل معها بحذر.

هذا النقاش المفتوح حول تأثير الدراما على المجتمع يستمر في إثارة الجدل بين مؤيد ومعارض، ما يجعل هذه القضية محل اهتمام كبير.

محمد صلاح العزب أثناء توقيع تعاقد مسلسل سفاح التجمع


مجدي الهواري: الدراما يمكن أن تعزز الوعي وتقلل من الجريمة

من جهته، أعرب المخرج مجدي الهواري عن رأيه في تأثير تناول الجرائم التي وقعت في المجتمع المصري من خلال الأعمال الفنية الدرامية. وأكد أن تحويل هذه القصص إلى شاشة التلفزيون يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في توعية الجمهور، خاصة الفئات البسيطة.

وأشار "الهواري" في تصريحاته لموقع " القاهرة الإخبارية" إلى أن المعالجة الفنية التي سيقدمها مؤلفو مسلسل "القصة الكاملة" ستهدف إلى غرس قيم إنسانية تعزز من وعي الناس بحقوقهم وواجباتهم القانونية. موضحًا أن هذه الأعمال تؤكد أن الجريمة لا تفيد، وأن الرسائل التي تُطرح عبر الدراما، رغم كونها غير مباشرة، غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا.

ولفت المخرج إلى أن جميع الحكايات المعروضة ستكون موثقة، ما يجعلها مصدر إلهام للكتّاب ويساعد في تقديم سرد يتسم بالواقعية والمصداقية.

طارق الشناوي: ينبغي التعامل معها بحذر

أعرب الناقد الفني طارق الشناوي عن وجهة نظره حول تأثير تناول قصص الجرائم في الدراما المصرية وما يمكن أن تسببه من زيادة هذه الظاهرة في المجتمع. وأكد "الشناوي" على أهمية التعامل بحذر مع هذه النوعية من الأعمال، مشددًا على ضرورة الدقة في معالجات الكتاب.

وأشار "الشناوي" في تصريحاته لموقع " القاهرة الإخبارية" إلى أن تقديم قصص الجرائم يمكن أن يكون جزءًا من عملية التوعية للمواطنين، شرط أن يتم ذلك بطريقة مسؤولة. وأوضح أن الكتّاب يجب أن يكونوا واعين للتبعات المحتملة لعملهم، حيث إن التناول غير المدروس قد يؤدي إلى ترويج أفكار سلبية أو تعميق مشاعر الخوف لدى الجمهور.

واختتم "الشناوي" حديثه مؤكدًا أن الدراما، إذا ما تم توظيفها بشكل سليم، يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تسليط الضوء على قضايا اجتماعية ونفسية، ما يسهم في رفع الوعي وتعزيز القيم الإنسانية في المجتمع.