حذّرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، اليوم الجمعة، من الخطر الذي تشكّله الحرب بين حزب الله وإسرائيل على مواقع أثرية لا سيما في مدينة بعلبك في شرق البلاد وفي مدينة صور في الجنوب اللتين تعرضتا لغارات كثيفة مؤخرًا.
وكتبت "بلاسخارت" في منشور على موقع إكس: "تواجه مدن فينيقية قديمة ضاربة في التاريخ خطرا شديدا قد يؤدي إلى تدميرها"، مشددة على أنه "يجب ألا يصبح التراث الثقافي اللبناني ضحية أخرى لهذا الصراع المدمر".
وجاء في البيان، أنه منذ 6 أكتوبر2023، أفادت التقارير أن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت أو ألحقت أضرارًا جسيمة بما لا يقل عن 10 مبانٍ مخصصة للدين:
استهدفت الغارات، المساجد في يارون، وكفردونين، ومارون الراس، وطير دبا، وكفر تبنيت، والقنطرة، وبليدا، ومجدل سالم، كما جرى تدمير أو إتلاف حسينية نسائية في بلدة مفدون وكنيسة روم كاثوليكية ملكية في مدينة صور.
بالإضافة إلى ذلك، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي أو ألحق أضرارًا بمسجدين في العباسية والضيرة بالمتفجرات في 13 أكتوبر.
وفي 29 أكتوبر، ورد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر مسجد أم التوت في قضاء صور، محافظة جنوب لبنان، بالمتفجرات، هذا ويُحظر أي إتلاف أو تدمير متعمد للمباني المخصصة للدين.
وفي الأيام الأخيرة، اقتربت الهجمات على مواقع في بعلبك في وادي البقاع بشكل خطير من مجمع المعبد القديم الذي أدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي.
وباعتبارها أهدافًا مدنية، فإن المباني المخصصة للدين وغيرها من المواقع ذات الأهمية الثقافية محمية من الهجوم بموجب القانون الإنساني الدولي ما لم تصبح أهدافًا عسكرية، وإذا فقدت حمايتها، فإنَّ أي هجمات عليها يجب أن تمتثل لمبادئ التناسب والاحتياط، ونؤكد لجميع أطراف النزاع أنه يجب توخي عناية خاصة في العمليات العسكرية لتجنب إلحاق الضرر بالمباني المخصصة للدين أو غيرها من المواقع ذات الأهمية الثقافية أو التاريخية - ويجب على جميع الأطراف التصرف بدقة لضمان حمايتها.
وذكرت المنسقة الأممية أن إلحاق الضرر بأماكن العبادة أو تدميرها يؤثر أيضًا على التمتع بالحق في حرية الدين وإظهار دين المرء، ويثير المخاوف بشأن حماية التراث الثقافي، بما في ذلك المواقع الدينية، إن تدمير التراث الثقافي يستنزف الهوية التاريخية والثقافية للمجتمعات التي يمثلها.