الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فيضانات إسبانيا.. فالنسيا الأكثر تضررا والحكومة تواجه غضب الناجين

  • مشاركة :
post-title
دمار جراء الفيضانات والأمطار في إسبانيا

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تعاني إسبانيا أسوأ فيضانات منذ عقود بعد هطول أمطار تعادل ما تهطل لمدة عام في غضون ساعات فقط هذا الأسبوع، بالمناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، فيما لا يزال يكافح عمال الطوارئ من أجل إنقاذ المحاصرين، مع استمرار العمليات لانتشال الجثث وإزالة الحطام.

غالبًا ما تشهد المناطق الشرقية والجنوبية في إسبانيا أمطار الخريف، لكن هطول الأمطار الغزيرة هذا العام كان غير مسبوق.

وبدأت العاصفة، أول أمس الثلاثاء، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 155 شخصًا على الأقل، وفقًا للسلطات في منطقة فالنسيا الأكثر تضررًا، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.

وتسببت العاصفة في فيضانات بالمدن والطرق، وأدت إلى فيضان الأنهار وتركت الآلاف دون كهرباء أو مياه للشرب.

فالنسيا الأكثر تضررًا

شهدت فالنسيا أشد هطول للأمطار منذ 28 عامًا، تسببت في حصار المواطنين بالأقبية والطوابق السفلية من المباني.

ووقعت معظم الوفيات في المدينة، التي تقع على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ​​ويقطنها أكثر من 5 ملايين شخص.

وأدت الفيضانات المفاجئة في المنطقة، وهي نقطة جذب سياحية خلال أشهر الصيف، إلى غمر القرى الريفية بالمياه وجعل الطرق السريعة الرئيسية غير صالحة للاستخدام، ليلة الثلاثاء وحتى الأربعاء.

وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" أن 40 شخصًا على الأقل، 6 منهم كانوا في دار للمسنين، لقوا حتفهم في بلدة بايبورتا بفالنسيا، نقلًا عن عمدتها.

وتم تعليق القطارات في فالنسيا، وكذلك الخدمات العامة الكبرى الأخرى بالمناطق المتضررة الأخرى.

ووفقًا للحكومة المحلية، أغلقت المدارس والمتاحف والمكتبات العامة، حتى الخميس.

غضب الناجين

وفي حديثه لشبكة "سي إن إن"، قال أحد الناجين "إن الفيضانات جعلته يشعر بالعجز"، مضيفًا: "في غضون نصف ساعة، فقدنا كل شيء تقريبًا، اضطرت زوجتي إلى حمل ابنتي بين ذراعيها عندما وصل ارتفاع المياه إلى مستوى الصدر للهروب إلى فندق".

وفي حي لا توري بفالنسيا، حيث ارتفع منسوب المياه إلى مستوى الصدر، خرج المتطوعون إلى الشوارع، الخميس، في محاولة لتنظيف المنطقة.

وأعرب بعض السكان المحليين للشبكة الأمريكية، عن إحباطهم قائلين إنهم لم يتلقوا تنبيهًا حكوميًا يحذر من حدوث فيضان أو حتى احتمال وقوعه حتى حدث بالفعل.

ولجأ البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن إحباطهم، قائلين إنهم تلقوا تنبيه الطوارئ في خضم العاصفة.

وقالت هانا كلوك، أستاذة علم المياه في جامعة ريدينج بالمملكة المتحدة، إن ارتفاع عدد القتلى يشير إلى فشل نظام التنبيهات الطارئة الإقليمي في إسبانيا.

وصرّحت كلوك لشبكة "سي إن إن"، بأنه من المروع أن نرى الكثير من الناس يموتون في الفيضانات بأوروبا.

وأضافت: "إن مأساة موت الناس في السيارات وانجرافهم بالشوارع يمكن تجنبها تمامًا إذا أمكن إبعاد الناس عن مياه الفيضانات المتصاعدة".

جهود حكومية

أرسلت الحكومة الإسبانية تنبيهات طارئة، أول أمس الثلاثاء، تطلب من الناس البقاء في المنازل أو البحث عن أرض مرتفعة.

وتم وضع تحذيرات من هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق بما في ذلك حول فالنسيا، وفقًا لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية "AEMET".

ومن جانبها، قالت مارجريتا روبليس، وزيرة الدفاع الإسبانية، إن أكثر من ألف فرد من أفراد الجيش تم نشرهم للمساعدة في جهود الإنقاذ. لا يمكن الوصول إلى بعض المناطق إلا بطائرة هليكوبتر.

وقال كارلوس مازون، الرئيس الإقليمي بمنطقة فالنسيا للصحفيين في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، إنه عُثر على جثث بينما بدأت فرق الإنقاذ في الوصول إلى المناطق التي كانت معزولة سابقًا بسبب الفيضانات.

واعتبارًا من صباح اليوم، قالت خدمات الطوارئ إنها وصلت إلى جميع المناطق المتضررة، كما أعلنت الحكومة الإسبانية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام، اعتبارًا من اليوم الخميس.