أعلن حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش"، في منطقة كهرمانكازان في العاصمة أنقرة، والذي أسفر عن سقوط 5 ضحايا و22 مصابًا.
وكتبت وكالة (إيه. إن. إف) للأنباء التابعة للحزب، نقلًا عن الجناح العسكري للحزب (إتش. بي. جي) أن "العملية التي وقعت داخل مقر صناعات الفضاء في أنقرة في 23 أكتوبر نفذتها مجموعة من "كتيبة الخلود"، وحددت اسم المنفذين وهما رجلٌ وامرأة.
وقال الحزب المُصنَّف إرهابيًا في تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، في بيانٍ، إنه تم التخطيط للهجوم منذ فترة طويلة، مضيفًا أنّه لا علاقة له بالأجندة السياسية التي تمت مناقشتها مؤخرًا في تركيا. وأكد هوية منفذي الهجوم اللذان تم تحييدهما بعد الحادث وهما علي أوريك ومنجم سيفجين ألتشيشيك.
والخميس، قال علي يرليكايا، وزير الداخلية التركي، إنّ المهاجميْن المتورطيّن في "الهجوم الإرهابي" الذي وقع أمس الأول الأربعاء، على شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش" المملوكة للدولة قرب أنقرة "كانا عضوين في حزب العمال الكردستاني".
وأعلن "يرليكايا"، خلال مؤتمر صحفي، عن اسم المرأة التي شاركت في الهجوم، وقال إنّ اسمها هو ميني سيجين ألتشيشك، وهي عضوة في حزب العمال الكردستاني.
والأربعاء، نفذ مسلحان، رجل وامرأة، في نحو الساعة 15.30 بالتوقيت المحلي، هجومًا ببنادق آلية ومتفجرات على مقر شركة "توساش" في أنقرة، وصفته الداخلية التركية بالإرهابي، وأعلن يرليكايا لاحقًا تحييدهما.
وكان توقيت الهجوم محل جدل، خاصة أنه وقع بعد دعوة زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، المسجون في سجن إمرالي منذ عام 1999، إعلان تفكيك الحزب وإلقاء كلمة في البرلمان التركي مقابل تمتعه بالحق في الأمل.
وفي محاولة لحل المشكلة الكردية، قال بهتشلي، الذي يعد الحليف الأبرز للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمام المجموعة البرلمانية لحزبه الثلاثاء: "إنه إذا تم رفع عزلة أوجلان فيجب أن يأتي ويتحدث في اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، (مؤيد للأكراد)، ويجب أن يعلن بأعلى صوته أنّ الإرهاب انتهى تمامًا، وأن المنظمة (حزب العمال الكردستاني) تفككت".
وذكر بهتشلي: "إذا أبدى أوجلان عزمه على اتخاذ هذه الخطوة، فسوف يكون من الممكن وضع ضوابط قانونية بشأن استخدام حق الأمل والاستفادة منه، في إشارة إلى إمكانية إطلاق سراحه".
وبينما تمت مناقشة التوقيت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وأدان العديد من السياسيين الهجوم الإرهابي، معتبرين أنه وقع في وقت استفزازي.
من جهته، قال زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزيل، في حديثه إلى الصحفيين: "نحن ندين الإرهاب، بغض النظر عمّن يأتي ولأي سبب كان.. لا يسع المرء إلا أن يفكر في مدى روعة التوقيت".
ونقل موقع "إفرنسال" الإخباري التركي، قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن مرتكبي الهجوم المسلح، تسللوا إلى تركيا من سوريا.
وفي تصريحات للصحفيين على متن طائرة عائدة من مدينة قازان الروسية، حيث حضر قمة "بريكس"، تعهد أردوغان بالقضاء على الإرهاب، مضيفًا أن تركيا ستواصل معركتها ضد المسلحين حتى النهاية.
وبدأت المناقشات حول عملية الحل الجديدة للمشكلة الكردية في تركيا عقب مصافحة مفاجئة بين بهتشلي والنواب الأكراد خلال جلسة افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان، في الأول من الشهر الحالي.
يتيح "الحق في الأمل" الفرصة للمحكوم عليه بالسجن المؤبد المشدد بديلاً عن عقوبة الإعدام، للعودة إلى المجتمع بعد فترة معينة، والحفاظ على الأمل في استعادته الحرية.