قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية عبد الله الدردي، إنَّ مؤشر التنمية البشرية في غزة عاد 69 سنة إلى الوراء، وأن المنطقة العربية كلها خسرت نحو 25 مليار دولار بسبب الحرب على فلسطين ولبنان.
جاء ذلك خلال استضافة جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، فعالية لإطلاق التقييم الثالث للآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب الإبادة ضد قطاع غزة، والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، الذي يقدّم موجز تقديرات محدثة لأثر الحرب على الفقر، والناتج المحلي الإجمالي والبطالة والتنمية البشرية، بعد مرور عام كامل على بدء الحرب، إضافة إلى السيناريوهات المقدرة لاحتمالات التعافي بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقال الدردري: إنَّ الاقتصاد الفلسطيني خسر أكثر من 36% من ناتجه المحلي في عام واحد بسبب الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية، مضيفًا أن هذه كارثة لا تحدث إلا مرة كل 100 عام في التاريخ.
وقال: إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدأ بالعمل على الأرض رغم استمرار الحرب، إذ تمكن من توفير مياه الشرب النظيفة لنحو مئة ألف فلسطيني، وبدأ بالعمل على إزالة الألغام والركام، إذ تم التعاقد مع آلاف الشباب الفلسطينيين لتقديم الخدمات الطبية والهندسية للشعب الفلسطيني، وتم تأسيس مركزين للمجتمع المدني بقطاع غزة في ظل تدمير كل مباني الجمعيات الأهلية.
وأوضح "الدردري" أن تكلفة التعافي المبكر في غزة تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار، وهذا التقييم الصادر عن الإسكوا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو محاولة لتسليط الضوء على ما تم تنفيذه والاحتياجات المطلوبة، لأن المعونات الإنسانية لا تكفي للتعافي، مؤكدًا أن فلسطين بحاجة إلى 230 مليون دولار من المعونات الإنسانية سنويًا.
واتصالًا بذلك، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن هذا التقرير يأتي بعد أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية على غزة، التي استُشهد وأصيب خلالها عشرات الآلاف، والتي ألحقت أضراراً كارثية بالقطاعات الحيوية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها خدمات الصحة والتعليم، وقدم تحليلا لثلاثة سيناريوهات توضح آفاق التعافي، وذلك من خلال تقييم كل من التأثير الفوري المتوقع لعام 2025، والتأثير الطويل الأجل المتوقع بحلول عام 2034.
من جهته، قال العكلوك: إن هذه الأرقام تعبّر عن خسائر اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، واصفًا ما ترتكبه إسرائيل اليوم في قطاع غزة بجريمة إبادة جماعية كاملة الأركان.