الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أصبحوا أجانب في بلدهم.. الإسبان يرفضون "السياحة المفترسة"

  • مشاركة :
post-title
احتجاجات في جزر الكناري

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تظاهر نحو 10 آلاف شخص مرة أخرى ضد السياحة الجماعية وفي عدة أماكن بجزر الكناري، الواقعة في المحيط الأطلسي التي تستقبل أكثر من 16 مليون زائر كل عام، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.

وتظاهر عدة آلاف من الأشخاص ضد السياحة الجماعية في جزر الكناري التابعة لإسبانيا، وقدّرت السلطات عدد المشاركين بنحو 10 آلاف خرجوا إلى الشوارع في المناطق التي يقصدها السياح تحت شعار "جزر الكناري لها حدود". 

وتعد الجزر، التي يعيش فيها نحو 2.2 مليون شخص، وجهة سفر شهيرة حتى في فصل الشتاء بسبب موقعها قبالة الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا ومناخها، تمثل صناعة السفر ما يقرب من 14% من الناتج الاقتصادي في إسبانيا، وتبلغ هذه النسبة في جزر الكناري 35%، وفي مايوركا تصل إلى 45%.

يعاني السكان المحليون من أوضاع صعبة بسبب ما وصفوه بالسياحة المفترسة، التي سببت أزمة في المياه والعقارات، إلى جانب التلوث البيئي، الأمر الذي يدفعهم للتظاهر في مناسبات عدة كان آخرها احتجاجات سكان جزر الكناري وسبقها احتجاجات برشلونة.

 رفع المشاركون ملصقات تحمل شعارات "جزر الكناري ليست متنزهًا ترفيهيًا"، "نحن أجانب في بلدنا"، وندّد مختلف المنظمين بنموذج التنمية غير العادل وغير المستدام في قطاع السياحة، وطالب المتظاهرون، من بين أمور أخرى، بتحديد عدد السياح وشن حملة على شقق العطلات.

اخرجوا أيها السياح

وشهدت مدينة برشلونة، التي استقبلت وحدها 12 مليون سائح أجنبي خلال العام الماضي فقط، مظاهرة، بسبب زيادة المصطافين وآثار السياحة الجماعية على المدينة الأكثر زيارة في إسبانيا.

وفي مسيرة عبر عاصمة إقليم كتالونيا، شارك فيها نحو 2800 متظاهر تحت شعار "كفى! دعونا نضع حدودًا على السياحة"، في ظل شكوى العديد من المتظاهرين في برشلونة من أنهم بالكاد يستطيعون دفع إيجار منازلهم.

وردد المشاركون شعارات مثل "اخرجوا أيها السياح من منطقتنا"، إلى جانب إغلاقهم شرفات المطاعم "بشكل رمزي" بشريط الشرطة الأحمر والأبيض.

وقال أحد المتظاهرين: "اضطرت العديد من المتاجر إلى الإغلاق وإفساح المجال أمام الشركات التي لا تلبي احتياجات الأحياء، ولم يعد الناس قادرين على دفع إيجاراتهم، وأصبحت برشلونة مكتظة للغاية بدرجة أن مدينتنا لم تعد تستحق العيش فيها".

وارتفعت الإيجارات بنسبة 68% في السنوات العشر الماضية، قبل أسبوعين، أعلنت إدارة المدينة أنها لن تسمح بعد الآن بشقق العطلات للسياح اعتبارًا من عام 2028.

المياه في مايروكا

وفي الوقت الذي تزدهر في السياحة الفاخرة في مايوركا، إلى جانب جزر البليار بعد افتتاح العديد من فنادق الخمس نجوم في السنوات الأخيرة، تشهد الجزر أزمة مياه كبيرة.

ويقول أستاذ الجغرافيا سيلسو جارسيا من جامعة البليار، وهو يدرس استخدام المياه في مايوركا، إن السياحة تستخدم في بعض المجتمعات ما يصل إلى 65% من المياه المتاحة، ويحتاج النزيل إحصائيًا إلى نحو 275 إلى 300 لترًا من الماء يوميًا في فئة الثلاث نجوم، وفي فندق خمس نجوم به حديقة كبيرة ومنتجع صحي، من ناحية أخرى، من 600 إلى 800 لتر.

ووصف سيلسو جارسيا، الوضع بــ"السياحة المفترسة" قائلًا: "مشكلتنا من حيث استهلاك المياه حاليًا هي السياحة الفاخرة مع حمامات السباحة الضخمة والمروج الخضراء ذات الري الاصطناعي". 

أزمة السكان المحليين

ويشكو السكان المحليون من أن أسعار الشقق العادية ارتفعت أيضًا بشكل حاد أخيرًا، ولم يعد بالإمكان دفع ثمن شقة بمعاش تقاعدي قدره 600 يورو شهريًا.

 ويقول الجغرافي سيلسو جارسيا: "ما زلنا نتمتع بسياحة جماعية والآن أيضًا السياحة الفاخرة، ما يدفع السكان المحليين إلى الخروج من المنازل والعقارات، ومن المقرر أن تتم المظاهرة الكبيرة القادمة في بالما يوم 21 يوليو تحت شعار: "مايوركا ليست للبيع".

ضريبة بيئية على السياح 

وفي الأسبوع الماضي، بدأ العديد من الناشطين من حركة "بيع جزر الكناري" الاحتجاجية، إضرابًا عن الطعام ضد السياحة الجماعية.

وطالب المتظاهرون، على سبيل المثال، بأن تقوم السلطات بمراقبة أفضل للوائح استئجار أماكن الإقامة لقضاء العطلات وتنظيم شراء العقارات من قبل الأشخاص الذين ليس لديهم إقامة في الجزر، وتشمل المطالب أيضًا فرض ضريبة بيئية على السياح.

يعيش 2.2 مليون شخص في جزر الكناري، وقد زار الجزر ما يقرب من سبعة أضعاف عدد السياح الأجانب في العام الماضي، أي حوالي 14 مليون زائر، معظمهم من بريطانيا وألمانيا وهولندا.

زيادة الرحلات إلى إسبانيا

وبلغ عدد المقاعد المعروضة على الرحلات الدولية إلى إسبانيا نحو 11.3 مليون مقعد في مايو الماضي، وهذا يمثل زيادة بنحو 13% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

السياحة في الاقتصاد الإسباني

وتلعب السياحة أيضًا دورًا مهمًا لإسبانيا إذ تبلغ حصتها في الناتج المحلي الإجمالي 12.8% على الأقل، على الرغم أن في الأشهر الأخيرة، تزايدت الاحتجاجات ضد السياحة في جميع أنحاء البلاد.

وبحسب الإحصائيات، من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا إلى نحو 1.65 تريليون دولار، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2008.