يُمكن أن يلعب المواطنون المجنسون دورًا حاسمًا في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، خاصة في الولايات المتأرجحة التي عادة ما تحسم نتيجة السباق الرئاسي، بحسب صحيفة نيوزويك الأمريكية، التي أشارت إلى تأثير محتمل وكبير لهذه الفئة من الناخبين في تشكيل المشهد السياسي الأمريكي القادم.
قوة تصويتية مُتنامية
كشف تحليل أجراه مركز "بيو" للأبحاث للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي أن عدد المواطنين المجنسين المؤهلين للتصويت، وصل إلى مستوى قياسي في عام 2022، حيث بلغ حوالي 24 مليون مواطن، يشكلون نحو 10% من إجمالي الناخبين الأمريكيين.
وأشارت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إلى أن نحو أربعة ملايين مهاجر حصلوا على الجنسية الأمريكية منذ انتخابات 2020، في تطور لافت قد يكون له تأثير كبير على المشهد الانتخابي.
وتقوم إدارة الرئيس جو بايدن حاليًا بمعالجة طلبات الجنسية في فترة قياسية تقل عن خمسة أشهر، في محاولة لتقليص التراكمات التي نتجت خلال فترة إدارة ترامب وجائحة كوفيد-19.
ويؤكد البروفيسور جيسون كيد، من جامعة جورجيا، في تصريحات لصحيفة نيوزويك، أن هذا التسارع في معالجة الطلبات يأتي بعد فترة من التباطؤ الشديد خلال الإدارة السابقة، حيث كانت حتى أبسط طلبات التجنيس تستغرق وقتًا طويلًا للمعالجة.
معركة الولايات المتأرجحة
تكتسب أعداد المواطنين المجنسين أهمية خاصة في الولايات المتأرجحة، حيث يشكلون نسبًا مؤثرة من الناخبين، ففي نيفادا، يمثل المواطنون المجنسون 14% من الناخبين المؤهلين، وفي أريزونا 9%، وفي جورجيا 7%، في حين يشكلون 5% في كل من بنسلفانيا وميشيجان، و3% في ويسكونسن.
وسجلت جورجيا أكبر عدد من المواطنين المجنسين المؤهلين للتصويت بين الولايات المتأرجحة في 2022 بواقع 574 ألف ناخب، تليها بنسلفانيا بـ 546 ألف ناخب.
ويشير تقرير حديث لمجلس الهجرة الأمريكي إلى وجود 7.4 مليون مهاجر مؤهلين للحصول على الجنسية.
وفي الولايات المتأرجحة "أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا ونيفادا ونورث كارولينا وويسكونسن" يفوق عدد المؤهلين للتجنيس هامش الفوز في انتخابات 2020.
ففي جورجيا وحدها، هناك 158 ألف شخص مؤهل للتقدم للحصول على الجنسية، في حين أن الفارق في نتيجة انتخابات 2020 كان أقل من 12 ألف صوت.
تنوع سياسي وديموجرافي
يؤكد البروفيسور كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، في حديثه لنيوزويك، أن المواطنين المجنسين ليسوا كتلة متجانسة، فبينما يشكل المكسيكيون والهنود أكبر نسبة منهم، يليهم المهاجرون الآسيويون من الصين والفلبين وفيتنام، تختلف توجهاتهم السياسية بشكل كبير.
وقد يكون لترشح كامالا هاريس تأثير خاص على الناخبين من أصول آسيوية جنوب شرقية، باعتبارها تنتمي لنفس الأصول.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن التأييد التقليدي للديمقراطيين من قبل الناخبين اللاتينيين قد يشهد تراجعًا، ومع ذلك، يلاحظ الخبراء أن المهاجرين من أصول لاتينية وآسيوية يميلون للمشاركة في التصويت بمعدلات أعلى من نظرائهم المولودين في الولايات المتحدة.
وفي تقييم شامل للمشهد، يرى البروفيسور جرانت ديفيس ريهر من جامعة سيراكيوز، أنه في ظل التوقعات بأن تكون الانتخابات مُتقاربة للغاية، قد يكون لأي عامل، بما في ذلك أصوات المواطنين المجنسين، تأثير حاسم على النتيجة النهائية.
ومع ذلك، يُشير الخبراء إلى أن الفترة الطويلة التي يقضيها المهاجرون في الولايات المتحدة قبل حصولهم على الجنسية تجعل آراءهم السياسية تتشكل بنفس العوامل التي تؤثر على مواطني الولادة، مما يجعل من الصعب التنبؤ باتجاهات تصويتهم بشكل قاطع.