قالت باميلا دي كاميلو، مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان بلبنان، إن الموقف الراهن في بيروت حرج للغاية، خاصة بالجنوب؛ إذ يمكن القول إن الأمر كارثي بالنسبة للنزوح الداخلي، وكل البلاد تأثرت بما حدث في لبنان.
وأضافت "كاميلو" خلال مداخلة لـ "القاهرة الإخبارية"، اليوم الجمعة، أن فريق عمل المكتب الأممي بلبنان، يعمل في أحد أماكن بالعاصمة بيروت، ورصد الكثير من المعاناة، مشيرة إلى أن النازحين خسروا منازلهم ومصدر دخلهم وظلوا يتحركون من مكان لآخر يواجهون كل المخاطر المصاحبة لهذه التحركات، بالإضافة إلى أن الأطفال لا يستطيعون دخول المدارس ويعيشون في أماكن غير مؤهلة بشكل تام.
وأوضحت مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان بلبنان، أنه فيما يتعلق بالوضع الصحي، فإن القطاع داخل لبنان شهد تدهورًا كبيرًا، كما أن النزوح الكبير في الجنوب قد يؤدي إلى مزيد من المخاطر بسبب هذا الصراع، لافتة إلى أن النازحين لديهم الكثير من المخاوف.
وأكدت أن المكتب الأممي في لبنان يعمل على دعم الحكومة اللبنانية للتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجهها جراء النزوح من الجنوب، مشيرة إلى أن أكثر من 700 ألف نازح في جنوب لبنان معظمهم من النساء والأطفال.
وأشارت إلى أن المكتب الأممي بلبنان، مستمر في مناصرة كل الحقوق وفقًا للقانون الإنساني الدولي، كما أن زيادة عمليات القصف وتداعيات الصراع، تؤدي إلى تدهور الحالة الأمنية، وتؤثر على البنية التحتية الصحية، كما أن الكثير من المرافق الطبية أغلقت، والكثير من المستلزمات الطبية والإمدادات أصبحت غير متوفرة.
وتتواصل المعارك في جنوب لبنان بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 12 شهرًا بعد إعلان "حزب الله" فتح جبهة مساندة لغزة، حيث تشهد العمليات توسعًا بشكل يومي على طول الحدود من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا.
ومنذ منتصف سبتمبر الماضي، تصاعدت حدّة المواجهات بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، وصولًا إلى اغتيال الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومعه قائد جبهة الجنوب في "حزب الله" علي كركي وعدد آخر من القادة.
وبداية أكتوبر الجاري، أعلن جيش الاحتلال بدء تنفيذ عملية برية في جنوب لبنان ضد أهداف وبُنى تحتية لـ"حزب الله" في عدد من القرى القريبة من الحدود، ما يمثل تصعيدًا جديدًا في الصراع الدائر بين الجانبين ويهدد بنشوب حرب إقليمية.
وأسفرت غارات الاحتلال عن دمار واسع؛ ما دفع أكثر من 1.2 مليون شخص للنزوح، فيما ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر من العام الماضي إلى 2412 شهيدًا و11.267 جريحًا.