أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن بالغ التقدير لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على الجهود المستمرة، خلال الرئاسة الروسية لتجمع "بريكس" للعام الجاري، وما جرى بذله من جهد دؤوب لدفع أطر التعاون بين دول التجمع على جميع المستويات،
وقال الرئيس المصري، خلال كلمته المسجلة أمام منتدى أعمال تجمع "بريكس"، إن الاجتماعات، التي استضافتها مختلف المدن الروسية العريقة، أسهمت في تعميق أواصر العلاقات وأطر التعاون بين دولنا.
وثمّن "السيسي" انعقاد منتدى أعمال تجمع بريكس الذي يعكس الحرص على تنمية العلاقات بين دول التجمع، بما يُسهم في تعزيز الاستثمارات والتجارة البينية والمشروعات المشتركة، التي ستفضي دون شك إلى تعزيز جهودنا لتلبية تطلعات شعوبنا، وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود.
وأوضح الرئيس المصري أنّ هذا المنتدى يُعقد في وقت يشهد العالم فيه تحديات وأزمات دولية متعاقبة وغير مسبوقة تتطلب تكاتف جميع الجهود لإيجاد حلول فاعلة لها، بالإضافة إلى تكثيف العمل على دفع مسيرة التنمية المستدامة وهي مسؤولية مشتركة في المقام الأول يضطلع فيها القطاع الخاص ومجالس الأعمال، بدور رئيسي باعتبارهم شركاء لا غنى عنهم في ذلك الصدد.
وأضاف: "بالتالى، فإن هذا المنتدى يمثل منصة مهمة تتيح استشراف مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية، بين دول التجمع وتعزيز التعاون بين مؤسسات القطاع الخاص عبر استثمار المميزات التنافسية لكل دولة لتدشين مشروعات مشتركة بما يسهم في إثراء التكامل الاقتصادي بين دول التجمع ويعظم دور البريكس، كتكتل اقتصادي بارز في زيادة النمو الاقتصادي العالمي خاصة في ظل ما تمتلكه دولنا من فرص اقتصادية واستثمارية هائلة.. لاسيما في مجالات الطاقة المتجددة، والتحول الرقمي والصناعات التحويلية، التي أضحت من أهم ركائز تحقيق التنمية".
وأشار "السيسي" إلى أن مصر تسير بخطى واثقة على طريق الإصلاح الاقتصادي والتنمية الشاملة وصولًا إلى اقتصاد أكثر استدامة وقدرة على الصمود في مواجهة الأزمات، وفى هذا الإطار اتخذت الحكومة مؤخرًا، مجموعة من الخطوات والإجراءات الطموحة لتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز دور القطاع الخاص فى قيادة التنمية الاقتصادية فضلًا عن تذليل العقبات التي تواجه المستثمرين، ومن أبرز تلك الإصلاحات: فرض سقف على الاستثمارات الحكومية بهدف إتاحة المزيد من الفرص للقطاع الخاص ومواصلة تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية في إطار وثيقة ملكية الدولة، إلى جانب تقديم حزمة من الإعفاءات الجمركية والحوافز الضريبية، التي تستهدف تبسيط الإجراءات البيروقراطية.
وتابع: "كما تواصل مصر جهودها لتطوير قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة لاسيما الهيدروجين الأخضر بالإضافة إلى الاستمرار في تنفيذ مشروعات البنية التحتية العملاقة وتطوير منظومة النقل والمواصلات والموانئ، في مختلف أنحاء البلاد بما يتسق مع خططنا وأهدافنا الطموحة لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي والفريد لمصر".
أضاف الرئيس المصري، في كلمته: "لعل من أبرز المشروعات المصرية الطموح المنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي تنطوي على فرص استثمارية كبيرة، سواءً من حيث ما توفره من قاعدة صناعية متنوعة أو مميزات تصديرية لجميع مناطق العالم.. في ضوء عضوية مصر، في العديد من الاتفاقيات ومناطق التجارة الحرة الإقليمية التي تجعل من مصر، المسار الأفضل للنفاذ إلى الأسواق الواعدة، خاصة بالقارة الإفريقية، التي أضحت قارة المستقبل، في ضوء ما تمتلكه من فرص اقتصادية واستثمارية وكثافة شبابية تصل إلى نحو 65% من سكانها".
واختتم الرئيس السيسي كلمته قائلًا: "إننى أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن أصدق تمنياتنا، بخروج هذا المنتدى بنتائج ملموسة، تسهم فى تعزيز الاستثمارات والتعاون الاقتصادي بين دولنا، مع إيلاء الاستثمار في الموارد البشرية الأهمية القصوى، باعتباره مكونًا وشرطًا أساسيًا، لتحقيق التنمية والنهضة في بلادنا".