كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن تفاصيل أكبر هجوم شنه حزب الله على دولة الاحتلال، بالمُسيرات والصواريخ، في وقت متأخر من مساء أمس الأول الأحد.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه بعد مقتل أربعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي وإصابة أكثر من 60 آخرين في هجوم بطائرة بدون طيار على قاعدة تدريب لواء جولاني بالقرب من بنيامينا في وقت متأخر من ليلة الأحد، أطلق حزب الله جولة تلو الأخرى من الصواريخ عبر إسرائيل، من الحدود الشمالية إلى حيفا، إلى وسط إسرائيل، وتل أبيب.
وأضافت إن الجولة التي أُطلقها حزب الله في المساء، على وسط إسرائيل، تضمنت ثلاثة صواريخ باليستية، وأدت إلى إطلاق الإنذارات في نحو 180 منطقة منفصلة، وهرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ والغرف الآمنة.
وشمل القصف عشرات الصواريخ وأسفر عن مشاهد لأشخاص يقفزون من سياراتهم ليرتطموا بالأرض على جانب الطريق السريع الكبير.
في الجولة الأولى من القصف، أطلق حزب الله عشرة صواريخ على منطقة حيفا، وقال جيش الاحتلال إنه اعترض معظمها، رغم أن بعضها سقط في مناطق مفتوحة.
واستهدفت الجولة الثانية من الصواريخ منطقة نتانيا وسط إسرائيل، وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه اعترض جميع الصواريخ.
وتضمنت الجولة الثالثة إصابة مباشرة في كرمئيل، وتضمنت الجولة الرابعة الصواريخ الباليستية، التي دفعت معظم وسط إسرائيل إلى حالة إغلاق مؤقت. وأفادت التقارير بأن حركة الملاحة الجوية في مطار بن جوريون تأثرت مؤقتًا أثناء ذلك الهجوم.
وكشف جيش الاحتلال، أمس الاثنين، أن 221 طائرة بدون طيار من أصل 1200 مسيرة أرسلها حزب الله هبطت في إسرائيل بطريقة أو بأخرى، على الرغم من أن عددًا أصغر بكثير وغير محدد ضرب مناطق مأهولة بالسكان أو قتل أو جرح إسرائيليين.
ومن بين 1200 طائرة بدون طيار، أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي 80% منها، على الرغم من أن تقديرات غير رسمية أخرى تأخذ في الاعتبار فئات مختلفة من الطائرات بدون طيار تضع تقدير النجاح أقرب إلى 70%.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن دفاعاته اعترضت نحو 23 ألف صاروخ على جبهات مختلفة خلال الحرب الحالية.
ويأتي هذا الكشف بعد فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في إسقاط الطائرة بدون طيار، التي ضربت قاعدة جولاني، داخل إسرائيل على بُعد حوالي 40 ميلًا من الحدود.
وبحسب جيش الاحتلال، فإن أنظمة الدفاع الجوي تعقبت الطائرة المذكورة وأطلقت النار عليها مرتين، ظنًا منها أنها أسقطت في البحر الأبيض المتوسط. كما كانوا يتعقبون في نفس الوقت طائرتين بدون طيار أخريين، تم إسقاطهما، لكن كل هذا بدا وكأنه عرض جانبي لوابل ضخم من الصواريخ أطلقها حزب الله في نفس الوقت تقريبًا على شمال إسرائيل.
وفي نهاية المطاف، فقدت أنظمة الدفاع الجوي مسار الطائرة بدون طيار، وحلقت فوق إسرائيل، بالقرب من الطرق السريعة، لمدة 30 دقيقة كاملة حتى وصلت إلى هدفها المبرمج مسبقًا بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" في قاعدة جولاني بمنطقة بنيامينا.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الهجوم الدامي الذي شنه حزب الله على قاعدة عسكرية في عمق الأراضي الإسرائيلية، يشكل صداعًا كبيرًا لإسرائيل.
وحسب الشبكة، يشير كل من توقيت وموقع الضربة إلى أن حزب الله جمع معلومات استخباراتية كافية ويمتلك القدرات لتعظيم عدد الضحايا.
ونقلت الشبكة عن الخبير الأمني الدولي في الجامعة العبرية في القدس، دانييل سوبلمان، أن الهجوم يظهر أن حزب الله لا يزال قادرًا على توجيه الضربات.
وتشير "جيروزاليم بوست" إلى أنه رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إيجاد حل لمشكلة الطائرات بدون طيار منذ عدة أشهر، إلا أن نجاحه لا يزال محدودًا.
وخلال العدوان المكثف الذي يشنه جيش الاحتلال على لبنان، قصف سلاح الجو الإسرائيلي نحو 200 هدف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات ومواقع أخرى لحزب الله.