زعمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن حركة حماس الفلسطينية "سعت إلى الحصول على دعم إيراني لهجوم كبير"، بناء على ما قالت إنه محاضر عشرة اجتماعات بين كبار قادة الحركة، وتُظهِر هذه السجلات أن الحركة تجنبت عدة تصعيدات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2021 لتوحي بشكل مخادع بأنها مستكينة.
ووفق التقرير "توفر الوثائق سياقًا أكبر لواحدة من أكثر اللحظات المحورية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حيث تظهر أنها كانت تتويجًا لخطة استمرت لسنوات، فضلًا عن كونها خطوة تشكلت جزئيًا من خلال أحداث محددة، بعد عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل في أواخر عام 2022".
ووفق الصحيفة الأمريكية، اجتمع زعيم الحركة يحيى السنوار لأكثر من عامين، مع كبار قادة حماس "وخططوا لما كانوا يأملون أن يكون الهجوم الأكثر تدميرًا وزعزعة للاستقرار على إسرائيل في تاريخ الحركة الممتد لأربعة عقود".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن محاضر الاجتماعات المزعومة، التي سرّبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما زُعم أنه "سجل مفصل للتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر"، فضلًا عن تصميم السنوار على إقناع حلفاء حماس، إيران وحزب الله، بالانضمام إلى الهجوم، أو -على الأقل- الالتزام بمعركة أوسع نطاقاً مع إسرائيل إذا شنّت حماس غارة مفاجئة عبر الحدود.
أيضًا، تُظهر الوثائق جهودًا مكثفة من الحركة لخداع إسرائيل بشأن نواياها "حيث أرست الحركة الأساس لهجوم جريء كان السنوار يأمل أن يتسبب في انهيار إسرائيل".
المشروع الكبير
حسب الصحيفة الأمريكية، تتكون الوثائق من محاضر لـ10 اجتماعات تخطيطية سرية لمجموعة صغيرة من القادة السياسيين والعسكريين لحركة حماس في الفترة التي سبقت عملية "طوفان الأقصى" قبل عام.
وتتضمن المحاضر 30 صفحة من التفاصيل غير المعلنة سابقًا حول الطريقة التي تعمل بها قيادة حماس والاستعدادات التي تم إعدادها من أجل الهجوم الكبير.
وتوضح الوثائق الاستراتيجيات والتقييمات الرئيسية لمجموعة القيادة في حركة حماس. حيث تم التخطيط في البداية لتنفيذ الهجوم، الذي أطلقت عليه الحركة اسم "المشروع الكبير" في خريف عام 2022 "لكن الحركة أرجأت تنفيذ الخطة لأنها حاولت إقناع إيران وحزب الله بالمشاركة"، حسب "نيويورك تايمز".
يضيف التقرير: "وبينما كانوا يعدون الحجج الموجهة إلى حزب الله، قال زعماء حماس إن الوضع الداخلي في إسرائيل -في إشارة واضحة إلى الاضطرابات بشأن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المثيرة للجدل لإصلاح القضاء- كان من بين الأسباب التي جعلتهم مضطرين إلى التحرك نحو معركة استراتيجية".
وفي يوليو 2023، أرسلت حماس مسؤولًا رفيع المستوى إلى لبنان، حيث التقى بمن وصفته الصحيفة بـ"قائد إيراني كبير"، وطلب منه المساعدة في ضرب المواقع الحساسة في بداية الهجوم. لكن القائد الإيراني أخبر مسؤول حماس أن إيران وحزب الله "داعمان من حيث المبدأ"، لكنهما بحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير؛ ولا تقول المحاضر مدى تفصيل الخطة التي قدمتها حماس لحلفائها.
أيضًا، تزعم الوثائق -التي أكد صحتها جيش الاحتلال الإسرائيلي وحده- أن حماس كانت تخطط لمناقشة الهجوم بمزيد من التفصيل في اجتماع لاحق مع الأمين العام لحزب الله الراحل، حسن نصر الله، لكنها لا توضح ما إذا كانت المناقشة قد حدثت.
تحرك منفرد
يشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن حماس "شعرت بالاطمئنان إلى الدعم العام لحلفائها، لكنها خلصت إلى أنها قد تحتاج إلى المضي قدمًا دون مشاركتهم الكاملة، لمنع إسرائيل من نشر نظام دفاع جوي جديد متقدم قبل وقوع الهجوم".
كما تأثر قرار الهجوم برغبة حماس في تعطيل الجهود الرامية إلى مزيد من تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، وترسيخ احتلال إسرائيل للضفة الغربية، والجهود الإسرائيلية لممارسة سيطرة أكبر على مجمع المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وأكد التقرير أن حماس "تجنبت عمدًا المواجهات الكبرى مع إسرائيل لمدة عامين من عام 2021، من أجل تعظيم مفاجأة هجوم 7 أكتوبر".
وكما رأى قادة الحركة، فإنهم "يجب أن يبقوا العدو مقتنعًا بأن حماس في غزة تريد الهدوء".
كما زعم التقرير أن قادة حماس في غزة أطلعوا رئيس المكتب السياسي للحركة، الراحل إسماعيل هنية، على "المشروع الكبير". لكن -بحسب الوثائق- لم يكن معروفًا من قبل ما إذا كان هنية، الذي اغتيل على يد إسرائيل في يوليو الماضي، قد تم اطلاعه على الهجوم قبل وقوعه.