الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استخدام "النووي" مطروح.. تحذيرات من الرد الإسرائيلي على هجوم إيران

  • مشاركة :
post-title
منشأة نووية في إيران

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

حذر مسؤولون وخبراء أمريكيون، من استهداف المواقع النووية والنفطية الإيرانية، في الردّ الإسرائيلي المحتمل على الهجوم بالصواريخ الباليستية، الذي نفذته طهران على دولة الاحتلال، مساء الثلاثاء الماضي، وفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وتحدثت تقارير إسرائيلية وأمريكية عن هجوم وشيك وكبير، تنسقه تل أبيب مع واشنطن، على المواقع النفطية والنووية والاستراتيجية الإيرانية.

وحسب "واشنطن بوست"، يخشى مسؤولون ومحللون أمريكيون سابقون من أنّ يدفع الضغط العسكري إيران إلي تسريع إنتاج القنبلة النووية.

وأمضت إيران سنوات وهي تقترب أكثر فأكثر من اكتساب القدرة على صنع الأسلحة النووية، منذ ألغى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وفقًا للتقييمات الأمريكية والأمم المتحدة.

والآن، حتى في غياب أي تحرك نحو التسلح، قد تكون إيران على استعداد لزيادة استخدام وضعها النووي المحتمل لردع خصومها.

ويبدو أنّ هذا هو ما يخطر ببال القادة الإسرائيليين وهم يفكرون في الردّ على وابل الصواريخ الباليستية التي بلغت نحو 180 صاروخًا.

محور المقاومة الإيراني

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن الموقف الدفاعي الإيراني تعرض لعدد من الضربات خلال العام الماضي، إذ شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا على غزة، وغارات جوية ضد الحوثيين في اليمن، ومؤخرًا ضيّق تركيزه على حزب الله في لبنان.

وذكرت الصحيفة أن هذه المجموعات الثلاث، إلى جانب الميليشيات في العراق وسوريا، تشكل "محور المقاومة" الإيراني، وهي شبكة فضفاضة من الجماعات المتحالفة التي أُنشِئِت جزئيًا لعزل طهران عن التهديدات الإقليمية.

ونقلت الصحيفة عن ديفيد أولبرايت، الخبير في الأسلحة النووية ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، وهي منظمة غير ربحية في واشنطن: "إذا لم يكن محور المقاومة يعمل، فإن الرادع الوحيد قد يكون نوويًا".

وأضاف أولبرايت، أن إضعاف حماس وحزب الله، إلى جانب فشل إيران في إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل بضرباتها الصاروخية، يعني أن "هناك فرصة أفضل لأن تقرر إيران بناء أسلحة نووية".

ويقول سينا ​​آزودي، الخبير في الشؤون الإيرانية والمحاضر في جامعة جورج واشنطن: "عندما تفكر في رقعة الشطرنج، فإن حزب الله هو ملكة إيران.. إنه القوة المليشيات الأكثر نجاحًا التي أنشأتها إيران".

وأضاف "آزودي" أنّ تدهور حزب الله يجعل إيران أكثر عرضة للخطر، لأنه "يمنح إسرائيل المزيد من حرية العمل في المنطقة".

تحول مفاجئ 

وفي إيران، حدث تحولٌ مفاجئٌ في الخطاب حول الأسلحة النووية في الأسابيع التي أعقبت هجوم الفصائل الفلسطينية على المستوطنات في غلاف غزة، في السابع من أكتوبر، وغزو إسرائيل اللاحق لقطاع غزة.

في السابق، كان القادة الإيرانيون ينكرون وجود أي نية لتطوير الأسلحة النووية، ولكن على مدى العام الماضي، أكد المسؤولون في خطاباتهم ومقابلاتهم أن طهران تمتلك بالفعل كل ما تحتاجه لامتلاك سلاح نووي، لكنها اختارت ممارسة ضبط النفس.

وفي يناير، قال محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: "من جهة أمننا القومي، لا نريد أن نفعل ذلك.. الأمر لا يتعلق بالافتقار إلى القدرة".

وفي فبراير، أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تقريرًا وصف فيه التهديد النووي الإيراني بعبارات أكثر صرامة مقارنة بالتقييمات السابقة.

وبحسب التقرير، رغم أن إيران لا يبدو أنها تعمل بنشاط على تطوير سلاح نووي، فإنها أعلنت منذ عام 2020 أنها لم تعد مقيدة بحدود الاتفاق النووي، وأنها "قامت بأنشطة تضعها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي، إذا اختارت القيام بذلك".

وبموجب الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وافقت إيران على قبول قيود صارمة على برنامجها النووي، بما في ذلك القيود الصارمة على كمية اليورانيوم المخصب التي يمكنها امتلاكها، بالإضافة إلى المراقبة الدقيقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولكن بعد انسحاب ترامب من الاتفاق، تخلّت إيران عن معظم القيود، وبدأت في إنتاج اليورانيوم المخصب بمعدل أسرع من أي وقت مضى، وفقًا لتقييمات الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تخزين اليورانيوم

والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنّ إيران بدأت العام الماضي بتخزين نوع من اليورانيوم عالي التخصيب الذي يقترب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، وفقًا لتقارير سرية صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد المسؤولون الأمريكيون أنّ إيران قادرة على استخدام هذا الوقود لإنتاج كمية من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، تكفي لصنع قنبلة في غضون أيام قليلة، إذا اختارت القيام بذلك.

وحسب "واشنطن بوست"، قال مسؤولون وخبراء إنّ إيران ستحتاج إلى وقت إضافي -بضعة أشهر أو حتى عام أو أكثر- لإتقان التكنولوجيا اللازمة لبناء رأس حربي نووي موثوق، يمكن توصيله بواسطة أحد صواريخها الباليستية.

والخطوة التالية التي يراقبها المسؤولون الأمريكيون هي ردّ إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني، فيما حذر المسؤولون الإيرانيون بالفعل من أن الردّ الإسرائيلي سوف يقابل بهجمات على البنية التحتية للطاقة، دون تحديد المكان، كما أطلق حلفاء إيران في العراق تهديدات مماثلة.

حرب الطاقة

وقال أبو علي العسكري، من ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المتحالفة مع إيران: "إذا بدأت حرب الطاقة، فإن العالم سيخسر 12 مليون برميل من النفط يوميًا.. إما أن يتمتع الجميع ببركات الطاقة وإما أن يُحرموا منها".

وأعرب عدد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين عن مخاوفهم من أن تستغل إسرائيل الفرصة لمهاجمة منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، ردًا على الضربة الصاروخية هذا الأسبوع.

لكن من غير الواضح ما إذا كانت القنابل الإسرائيلية قادرة على اختراق مصانع اليورانيوم المدفونة على عمق كبير في إيران، وفقًا للمسؤولين وخبراء الأسلحة.

وقالوا إن معظم اليورانيوم المخصب بدرجة عالية في إيران يتم تصنيعه في منشأة "فوردو" للتخصيب، التي تم بناؤها داخل أنفاق محفورة في جبل بالقرب من مدينة قُم.

وقال جريجوري كوبلنتز، الأستاذ المشارك وخبير منع الانتشار النووي في كلية شار للسياسة والحكومة بجامعة جورج ماسون: "من المرجح للغاية أن يستهدف الإسرائيليون هذه المرة المنشآت النووية الإيرانية، خاصّة إذا كانوا يعتقدون أن إيران استأنفت بالفعل أعمال التسلح النووي".

وأضاف كوبلنتز، أن الهجمات التي شنتها إسرائيل ضد حزب الله في الأسابيع الأخيرة كانت تهدف جزئيا إلى تحييد قوات الصواريخ والقذائف الضخمة التي تمتلكها الجماعة، والتي "كانت تعد على نطاق واسع بمثابة بوليصة تأمين إيران ضد أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية".

وقال كوبلنتز: "مع نزع سلاح حزب الله وظيفيًا، فإن إسرائيل لديها الآن فرصة سانحة لضرب المواقع النووية الإيرانية مع انخفاض خطر الانتقام من حزب الله".

إنهاء البرنامج النووي

ولكن حتى الضربة الإسرائيلية الناجحة قد لا تؤدي إلا إلى تأخير سباق إيران نحو امتلاك القنبلة، على حد قول المسؤولين. وقال أحد مستشاري البيت الأبيض السابقين في مجال منع الانتشار النووي، إن الهجوم على منشآت التخصيب الرئيسية في إيران من شأنه أن "يؤخر البرنامج، وليس أن ينهيه".

وقال المسؤول السابق، إنّ مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقوية عزم إيران، وأضاف أن هذا "قد يؤدي إلى تغيير في النوايا النووية الإيرانية من برنامج عتبة سري إلى برنامج أسلحة علني، ومن المرجح أن يؤدي إلى تصعيد إيراني".