الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضربة رمزية أم غارات انتقامية.. "باراك" يحصر الخيارات الإسرائيلية للرد على إيران

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشف إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، عن احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية رمزية للمنشآت النووية الإيرانية، ويأتي هذا الكشف المثير للجدل في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على إسرائيل، ما يثير مخاوف من تصعيد خطير في المنطقة.

ضربة رمزية

في تصريحات حصرية، أدلى بها لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، أشار باراك إلى وجود ضغوط متزايدة داخل الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لتوجيه ضربة، ولو كانت رمزية، للبرنامج النووي الإيراني.

وقال باراك: "قد تتسبب الضربة في بعض الأضرار، لكن حتى ذلك قد يعُدُه بعض المخططين يستحق المخاطرة، لأن البديل هو الجلوس والامتناع عن فعل أي شيء، لذلك هناك احتمال أن تكون هناك محاولة لضرب أهداف نووية معينة."

ويثير هذا التصريح تساؤلات عديدة حول الاستراتيجية الإسرائيلية في التعامل مع التهديد النووي الإيراني، فمن ناحية، قد تهدف الضربة الرمزية إلى إرسال رسالة قوية لطهران مفادها أن إسرائيل جادة في تهديداتها وقادرة على استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

ومن ناحية أخرى، تحمل مثل هذه الخطوة مخاطر كبيرة، إذ قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب في المنطقة.

ورغم الحديث عن إمكانية توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، يحذر باراك نفسه من أن مثل هذا العمل لن يؤخر البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير.

وأوضح قائلاً: "قبل أكثر من عقد، كنت ربما الشخص الأكثر تشددًا في القيادة الإسرائيلية الذي جادل بأنه يستحق النظر فيه بجدية كبيرة، لأنه كانت هناك قدرة حقيقية على تأخيرهم لعدة سنوات، لكن هذا ليس هو الحال الآن، لأن إيران دولة على عتبة امتلاك السلاح النووي."

ويسلط هذا التحذير الضوء على التعقيدات التي تواجهها إسرائيل في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، فبينما كانت الضربات العسكرية في الماضي قادرة على تأخير البرنامج لسنوات، يبدو أن إيران قد تجاوزت تلك المرحلة الآن.

استهداف القطاع النفطي

بالإضافة إلى احتمال الضربة الرمزية على المنشآت النووية، يتوقع باراك أن تشنّ إسرائيل هجومًا جويًا واسع النطاق على القطاع النفطي الإيراني.

وأكد أنه "لا شك في أن إسرائيل سترد عسكريًا على الهجوم الإيراني الذي وقع الثلاثاء الماضي، والذي تم خلاله إطلاق أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا".

وهذا السيناريو يشير إلى استراتيجية إسرائيلية محتملة تهدف إلى إلحاق ضرر اقتصادي كبير بإيران، بدلاً من التركيز فقط على برنامجها النووي.

استهداف القطاع النفطي الإيراني قد يكون له تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، ما قد يضع ضغوطًا إضافية على النظام في طهران، ومع ذلك، فإن مثل هذا الهجوم يحمل أيضًا مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمال تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية شاملة.

نموذج الرد الإسرائيلي

ولفت باراك إلى أن النموذج المحتمل للرد الإسرائيلي يمكن رؤيته في الغارات الجوية الانتقامية التي نُفذت مؤخرًا على منشآت نفطية ومحطات كهرباء وأرصفة تحت سيطرة الحوثيين في ميناء الحديدة اليمني، وحذر من أن الرد قد يكون "هجومًا ضخمًا، وقد يحدث أكثر من مرة".

وتلقي هذه المقارنة الضوء على استراتيجية إسرائيل المحتملة في الرد على إيران، فبدلاً من الاكتفاء بضربة واحدة، قد تلجأ إسرائيل إلى سلسلة من الهجمات المتتالية، مستهدفة بنية تحتية حيوية في إيران.

ومثل هذا النهج قد يهدف إلى إضعاف قدرات إيران العسكرية والاقتصادية على المدى الطويل، ولكنه يحمل أيضًا مخاطر التصعيد المستمر.

الموقف الأمريكي والدولي

في سياق متصل، أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وجود مناقشات في واشنطن حول احتمال شن إسرائيل ضربة على القطاع النفطي الإيراني، دون أن يوضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم مثل هذا الهجوم، كما أن بايدن -متبعًا خطى سلفه باراك أوباما- عارض أي ضربات إسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية.

ويعكس هذا الموقف الأمريكي التعقيدات الدبلوماسية والاستراتيجية التي تحيط بالقضية، فبينما تسعى الولايات المتحدة إلى دعم حليفتها إسرائيل، فإنها تحاول أيضًا تجنب تصعيد الصراع في المنطقة.

وهذا التوازن الدقيق يضع ضغوطًا إضافية على صانعي القرار في إسرائيل، الذين يتعين عليهم الموازنة بين الرد على التهديدات الإيرانية والحفاظ على دعم حلفائهم الدوليين.

انتقادات لسياسة نتنياهو

انتقد باراك موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن الانزلاق نحو حرب إقليمية كان يمكن تجنبه في وقت سابق لو كان نتنياهو منفتحًا على خطة أمريكية لحشد الدعم العربي لحكومة فلسطينية في غزة بعد الحرب لتحل محل حماس.

هذا النقد يسلط الضوء على الخلافات الداخلية في إسرائيل حول كيفية التعامل مع التحديات الإقليمية، فبينما يرى البعض أن النهج العسكري الصارم هو الحل الوحيد، يجادل آخرون بأن الحل الدبلوماسي والسياسي قد يكون أكثر فعالية على المدى الطويل.