دفع الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، إلى فصل جديد بين البلدين، وسط تحذيرات دولية من مغبة التصعيد بين الجانبين، في ردود فعل سريعة من المجتمع العالمي، ودعوات عاجلة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ومحاولات للتهدئة، إلى جانب إدانة طهران على هجومها الأخير.
من جانبه أدان المستشار الألماني أولاف شولتس، الهجمات الإيرانية على إسرائيل داعيًا إلى وقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة.
وقال "شولتس" إن إيران تخاطر بإشعال المنطقة بأكملها، ويجب منع ذلك بأي ثمن، ويجب على حزب الله وطهران أن يوقفا فورًا هجماتهما على إسرائيل، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
وتتبنى ألمانيا دعوات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، كمدخل لتنفيذ الكامل لقرار الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي ينص بوضوح على أن حزب الله يجب أن ينسحب من المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
وقال المستشار الألماني: "هذا من شأنه أن يمهّد الطريق أمام عودة الناس إلى شمال إسرائيل وفي الوقت نفسه يفتح آفاق تعزيز الدولة اللبنانية".
وبينما تبنت ألمانيا الدعوة لوقف إطلاق النار، سارعت فرنسا بإعلان تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني، "إن فرنسا ملتزمة بأمن إسرائيل وحشدت اليوم مواردها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني".
كما دعا ماكرون حزب الله إلى وقف هجماته ضد إسرائيل وشعبها، دون الكشف عن طبيعة الوجود العسكري الفرنسي.
بدوره أدان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، على منصة "إكس، قائلًا: "كان هذا عملًا حقيرًا، حيث اعترضت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بالأمس عدة صواريخ موجهة إلى إسرائيل من قبل إيران".
وأضاف: "ندعو إيران إلى وقف جميع الهجمات الأخرى، بما في ذلك من الجماعات الإرهابية الوكيلة لها".
وكتب "أوستن" أن الولايات المتحدة لن تتردد أبدًا في حماية قواتها ومصالحها في الشرق الأوسط ودعم الدفاع عن إسرائيل وشركائها في المنطقة.
وبادر وزير الدفاع الأمريكي بالاتصال بنظيره، الإسرائيلي يوآف جالانت، لتبادل وجهات النظر، والتأكيد على البقاء على اتصال وثيق.
وبحسب وزير الدفاع جون هيلي، شارك الجيش البريطاني في محاولات لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط، مؤكدًا إدانته للهجوم الإيراني الصاروخي.
وقال هيلي: "أدين بشدة الهجوم الإيراني على إسرائيل"، شاكرة المشاركين في الجيش البريطاني على شجاعتهم واحترافيتهم، ولم تقدم تفاصيل حول الطبيعة الدقيقة للتدخل البريطاني.
وأضاف أن "المملكة المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن أرضها وشعبها ضد التهديدات".
قالت الحكومة القبرصية إنها مستعدة لدعم عمليات الإجلاء من الشرق الأوسط، وبحسب متحدث باسم الحكومة فإن الآلية التي تسمح لمواطني الدول الأخرى بالوصول إلى بر الأمان عبر الجزيرة المتوسطية قد تم تفعيلها بالكامل.
ومن بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعد قبرص الأقرب إلى لبنان، يمكن الوصول إلى الجزيرة في نحو 40 دقيقة بالطائرة وعشر ساعات بالقارب.
وخلال الحرب التي استمرت لمدة شهر بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006، تم نقل ما يقرب من 60 ألف شخص من لبنان إلى بر الأمان عبر قبرص.