ودّع العالم العربي عددًا كبيرًا من الفنانين الذين أثروا الساحة الفنية العربية بأعمالهم، ما بين التمثيل والغناء والتأليف والإخراج، ورغم رحيلهم المؤلم على نفس أصدقائهم ومحبيهم، إلا أنه يشفع لغيابهم أنهم سيظلون حاضرين وخالدين في نفوس جمهورهم بأعمالهم التي قدموها بعد أن أفنوا عمرهم في خدمة الفن.
مصر
ودّعت مصر عددًا من أهم وأبرز نجومها هذا العام، ولأن مصر هي مركز الفنون ومنارة الفن في الشرق الأوسط، وصاحبة العدد الأكبر من الفنانين والأعمال الفنية المؤثرة التي تقدم سنويًا في كل مجالات الفنون سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح أو الموسيقى وغيرها من أنواع الفنون الأخرى، فإنها سجّلت العدد الأكبر من الوفيات هذا العام مقارنة بغيرها من الدول العربية كونها تمتلك قاعدة عريضة من الفنانين ومن أبرزهم:
الفنانة مها أبو عوف التي رحلت عن عمر يناهز 65 عامًا إثر تعرضها لأزمة صحية، لتغيب عن عالمنا بعد أن أثرت الحياة الفنية بعشرات الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية والغنائية.
كما توفي المطرب أحمد الحجار، الذي رحل في صمت عن عمر يناهز 65 عامًا.
لم يكن رحيل "الحجار" المفاجئ وحده، ولكن كانت وفاة الفنان وحيد السنباطي، أيضًا مفاجئة حزينة غير متوقعة للجميع، وهو ما سبّب صدمة لأصدقائه.
وفي مجال الموسيقى، رحل أيضًا الملحن والموسيقار الموجي الصغير بعد معاناة مع المرض، بعد أن قدّم أكثر من 500 أغنية، من بينها 20 أغنية وطنية.
كما رحلت الفنانة عايدة عبد العزيز بعد أن تجاوزت 90 عامًا، تاركة بصمة وعلامة في ذاكرة جمهورها بأعمالها المميزة.
توفي أيضًا الفنان سمير صبري عن عمر يناهز 85 عامًا، بعد معاناته في آخر أيامه بسبب المرض، لكنه لم يفقد الأمل حتى آخر ساعة في حياته، وكأن أغنيته "سكر حلوة الدنيا سكر" نمط حياة ليظل خالدًا بأعماله.
وفي هدوء رحلت الفنانة جالا فهمي عن عمر 59 عامًا، بعد أن عاشت آخر سنوات عمرها في هدوء، ورغم قلة أعمالها، لكنها حاضرة في نفوس الجميع.
وبعد سنوات من العطاء لأكثر من 60 عامًا، رحلت الفنانة القديرة رجاء حسين، عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد أزمة صحية ألمت بها في آخر فترة من حياتها.
لم يترك المرض فرصة للفنان أحمد حلاوة لاستكمال مسيرته الفنية التي بدأها قبل نحو 55 عامًا، حيث ظل مُخلصًا للفن ومعطاء حتى آخر أيامه سواء على مستوى التمثيل أو التدريس للطلاب، ليرحل بعد فترة قصيرة من دخوله المستشفى تاركًا وراء تاريخًا فنيًا كبيرًا.
من بين الصدمات التي تلقاها الوسط الفني في 2022 رحيل الفنان هشام سليم، بعد معاناته مع مرض السرطان، ليختفي عن الأنظار في آخر فترة من حياته، ويرحل في هدوء كوجهه الباسم عن عمر يناهز 64 عامًا.
وبعد معاناة طويلة مع المرض رحل الفنان عهدي صادق، عن عمر ناهز 70 عامًا، ليترك وراءه عددًا كبيرًا من الأعمال الفنية مثل مسلسل "ليالي الحلمية"، و"الشهد والدموع"، و"رأفت الهجان"، و"أرابيسك"، وغيرها.
كما عانى الفنان والمخرج زكي فطين عبد الوهاب، طويلًا بعد إصابته بمرض سرطان الرئة، ليلحق بوالديه الفنانة ليلى مراد والمخرج فطين عبد الوهاب عن عمر يناهز 50 عامًا.
كما رحل المخرج نبيل الجوهري، مع مطلع عام 2022، كذلك توفي المخرج على عبد الخالق في النصف الثاني من هذا العام وتحديدًا في شهر سبتمبر، ليودع الحياة بعد أن قدّم أشهر أفلامه مع كبار النجوم.
وقبل نحو شهر رحل الفنان سامي فهمي عن الحياة، ليكون مسلسل "حكايات ميزو" مع الفنان الراحل سمير غانم، أشهر ما قدمه بعد أن قضى جزءًا كبيرًا من حياته خارج مصر، حيث تعرض لنزيف مفاجئ في المخ في مسقط رأسه بمحافظة الإسكندرية ليرحل بهدوء وبعد ساعات قليلة من دخوله المستشفى.
كما رحل الموسيقار محمد سلطان، بعد أن عانى وحيدًا في آخر سنوات عمره، ليلحق برفيقة دربه الفنانة فايزة أحمد، عن عمر يناهز 85 عامًا.
العراق
في مطلع عام 2022 وفي شهر يناير، غيّب الموت الفنان العراقي القدير فلاح عبود، وكان آخر ما قدمه لجمهوره مسلسل "السلطان والشاه" عام 2017.
كما توفي الفنان العراقي سعد مجيد بعد معاناته الطويلة من المرض، ونعاه اتحاد الفنانين العراقيين مؤكدين أن السينما العربية فقدت أحد أهم الفنانين الذين قدموا العديد من الأعمال الدرامية والدبلجة.
كما رحل الكاتب والمخرج العراقي فيصل الياسري عن عمر ناهز 89 عامًا بعد أزمة مرضية، لتخسر الدراما العراقية والعربية أيقونة وقامة فنية.
وفي مطلع يناير من عام 2022، رحل المخرج العراقي سعدون العبيدي أحد أبرز القامات المسرحية العراقية، الذي قام بتأسيس مسرح الرسالة في السبعينيات، وكان له إسهامات في التأليف.
كما فقدت الساحة الفنية العراقية، الفنان محمود حسين، الذي قدّم أكثر من 130 عملًا متنوعًا بين الدراما والمسرح وكان آخر ما قدمه مسلسل "السركال".
رحل أيضًا الفنان العراقي كريم عواد الذي يعد من رواد الحركة الفنية في الدراما العراقية، وبدأ مسيرته الفنية في الستينيات، وختمها في عام 2012 بالمسلسل العراقي "البقاء على قيد الحياة".
لبنان
وفقدت الساحة الفنية اللبنانية عددًا من نجومها الذين رحلوا عنا هذا العام، ليكون رحيل بعضهم بمثابة صدمة للجميع بعد أن باغتهم الموت فجأة، ومن بينهم وفاة المطرب اللبناني جورج الراسي بعد تعرضه حادث طريق، عقب عودته من إحيائه حفل غنائي، لتكون وفاته صدمة لأصدقائه وعائلته ويخيم الحزن على محبيه وجمهوره.
كما فقدت الساحة اللبنانية المطرب سامي كلارك، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 73 عامًا، بعد أن أثرى الساحة العربية بأكثر من 700 أغنية.
وبعد رحلة من العطاء الفني لنحو 3 عقود متواصلة، خيّم الحزن على الساحة الفنية اللبنانية بعد رحيل الممثل القدير بيار شمعون عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد أزمة صحية، لترحل ضحكته التي رسمها على وجه جمهوره من خلال أدواره، ليحتفظ الجمهور اللبناني والعربي بما قدمه من أعمال مؤثرة.
كما رحل الفنان الكوميديان اللبناني خضر حسن علاء الدين، بعد إصابته بنوبة قلبية، عن عمر ناهز 50 عامًا، ليلحق بوالده الفنان اللبناني حسن علاء الدين، والذي يُعد أحد مؤسّسي المسرح الوطني اللبناني.
بعد مسيرة حافلة امتدت منذ السبعينيات رحل الفنان اللبناني غسان أسطفان، في عمر 67 عامًا، بأزمة قلبية أيضًا، بعد أن قدّم عددًا من الأعمال المهمة مثل "زرياب" و"رسول الخليفة".
بعد أن تميز الفنان اللبناني روميو لحود، بإحياء التراث، رحل عن عمر تجاوز 90 عامًا، وكان له إسهامات في المسرح اللبناني من خلال إطلاق المسرح الدائم في بلده، وهو الفنان العربي الوحيد الذي تمت دعوته من جانب البلاط الملكي البلجيكي، وحصل على عدة جوائز.
كما رحل المغني والموزع والملحن وقائد الأوركسترا اللبناني إحسان المنذر في أغسطس الماضي، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 75 عامًا.
سوريا
رحلت الفنانة السورية أنطوانيت نجيب بعد صراع مع المرض متجاوزة 90 عامًا وتحديدًا 92، لتثري الساحة السورية بالكثير من الأعمال منذ الستينيات، وتعاونت مع أشهر نجوم الوطن العربي مثل دريد لحام والسوري ياسر العظمة.
وفي صمت رحل الفنان السوري مروان السباعي، بعد أن ساهم في تأسيس الدراما السورية، وتنوعت أعماله مع بين التلفزيون والمسرح والإذاعة، ليكون مسلسل "ليالي الصالحية" أشهر ما قدمه، ليرحل عن عمر 60 عامًا.
كما رحل المخرج السوري بسام الملا الذي ينتمي لعائلة فنية، عن عمر 65 عامًا، حيث قدّم أشهر الأعمال العربية وكان آخرها مسلسل "سوق الحرير" منذ عامين.
كما رحل الفنان السوري ناصر وردياني بعد أن تجاوز 75 عامًا، حيث قدّم عددًا من الأعمال كان من بينها مسلسل "خالد بن الوليد" وآخرها مسلسل "الحرملك".
ورحل المطرب السوري ذياب مشهور، عن عمر ناهز 76 عامًا بعد أن أثرى الحياة الفنية السورية وقدم أجمل الأغاني في بلده، كما تعاون مع الفنان دريد لحام في "صح النوم".
ومنذ أسابيع قليلة رحل شاعر حلب صفوح شغالة، وهو من أكثر الشعراء الذين أثروا الأغنية السورية، وتعاون مع عدد كبير من النجوم على مستوى الوطن العربي مثل نجوى كرم وعاصي الحلاني وغيرهما.
المغرب
رحل الممثل المغربي عبد اللطيف هلال بعد معاناة مع المرض، وهو الجيل الثاني المؤسس لحركة المسرح بالمغرب والذي بدأ حياته العملية منذ الستينيات.
وفقد الوسط المسرحي المغربي نور الدين بكر، بعد معاناة مع المرض، عن عمر 70 عامًا، وهو من أشهر نجوم الكوميديا في بلده فترة التسعينيات.
كما رحل الشاعر والمطرب المغربي فتح الله لمغاري، عن عمر ناهز 82 سنة، بعد أن أثرى الأغنية المغربية بأعماله، وكان من أبرز ما قدمه أغنيته الوطنية "نداء الحسن"، وغيرها.
كما ودّع الفنان المغربي محمد عاطفي عالمنا هذا العام، وهو أحد رواد الدراما التلفزيونية، ومن أشهر ما قدمه "الطريدة" وقام بإخراج وتمثيل عدد من الأعمال مثل مسلسل "في كل حصة قصة" و"إنسان في الميزان" وغيرهما.
كما رحلت الفنانة المغربية رشيدة الحراق، بعد معاناة مع المرض، وقدمت أعمالًا كثيرة من أشهرها المسلسل التاريخي "الأزلية"، ومسلسل "ذئاب لا تموت".
وبعد أن أسهم في إثراء الحركة المسرحية بالمغرب لأكثر من 60 عامًا، رحل عرّاب المسرح البدوي الفنان المغربي عبد القادر البدوي، الذي لم يكتف بالتمثيل ولكن كتب وأخرج للمسرح العربي الكثير من الأعمال.
الأردن
رحل الفنان الأردني أشرف طلفاح، فجأة عن عمر ناهز 47 عامًا، ورغم رحلته القصيرة في التمثيل منذ عام 2006 ولكنه قدّم الكثير من الأعمال مثل "دعاة على أبواب جهنم" و"الأمين والمأمون"، وغيرهما.
وبعد أكثر من 40 عامًا في العمل التلفزيوني رحل الفنان الأردني داود جلاجل بعد أن تجاوز 70 عامًا بخمس سنوات، وهو يعد من أشهر فناني الدراما التلفزيونية الأردنية، وكان من أشهر ما قدمه "بلقيس" و"الرمح والصخرة".
وفي عمر الـ70 عامًا، رحل الفنان الأردني تيسير عطية، بعد إصابته بسكتة دماغية، لتنطوي صفحته تاركًا عددًا كبيرًا من الأعمال مثل "أبو جعفر المنصور، المناهل، شجرة الدر، الخنساء"، فضلًا عن دوره في أعمال الدوبلاج.
لم يترك السرطان الفنان الأردني هشام هنيدي الذي راح ضحيته في عمر 75 عامًا، ليترك رصيدًا من الأعمال التلفزيونية والمسرحية مثل "نوف" و"الفخ" و"شهر زاد" و"الحجاج" و"أجمل الأصوات"، وغيرها.
السعودية
ودّع الوسط الفني الفنان السعودي جعفر الغريب، بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 67 عامًا، وكان له إسهامات كثيرة مثل مشاركته في مسلسل "طاش ما طاش"، و"السلطانة" وغيرهما.
كما فقدت المملكة العربية السعودية أحد أهم فنانينها، خالد سامي الذي لُقّب بـ"الأيقونة"، عن عمر يناهز 60 عامًا، وشارك في الكثير من الأعمال مثل "طاش ماطاش" وغيره الكثير.
الكويت
وبعد أكثر من 50 عامًا أثرى فيها الساحة الفنية بالكويت، رحل الفنان الكويتي أسد محمود أسد حسين، أحد مؤسسي فرقة المسرح العربي، ليترك إسهامات فنية متنوعة في التمثيل والإخراج والإنتاج.
كما غيّب الموت الفنان الكويتي غانم الحمادي، عن عمر يناهز 36 عامًا، نتيجة حادث سير، والتي تسببت في حالة من الحزن بالوسط الفني الكويتي.
رغم إسهامات الفنان الكويتي صالح العجيري القليلة، بحكم عمله كعالم فلك، لكنه انضم لقائمة فنانيها الراحلين عن عالمنا هذا العام، حيث قدّم مسرحيتي "ضاع الأمل" و"حظها يكسر الصخر".
الجزائر
غيّب الموت الفنانة الجزائرية شافية بوذراع، عن عمر ناهز 92 عامًا، بعد أكثر من 50 عقدًا من الزمن أثرت فيها الحياة الفنية في الجزائر بالعديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، ومن أشهرها سلسلة "الحريق" حتى إنها عرفت بلقب الشخصية التي أدتها في العمل وهي "لالا عيني".
كما فقدت الجزائر أحد أبرز فنانيها وهو الفنان الجزائري مصطفى برور، الذي قدّم أكثر من 60 عامًا من العطاء الفني، ليكون رصيده أكثر من 200 عمل فني متنوع بين السينما التي كان لها نصيب الأسد بنحو 140 فيلمًا شارك فيها، بخلاف عمله في الدراما التلفزيونية والمسرحية.
كما فقدت الساحة الجزائرية أحد أهم أعمدتها الفنية وهو الفنان أحمد بن عيسى أثناء حضوره مهرجان كان السينمائي، حيث قدّم أكثر من 120 عملًا فنيًا على مدار 5 عقود.
ليبيا
بعد أن أثرى الفنان الليبي عبد الله الشاوش، الحياة الفنية بأكثر من 80 عملًا فنيًا، غيّبه الموت هذا العام عن عمر ناهز 72 عامًا، بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة.