"الحياة بقدر ما تعطي تأخذ"، هكذا يمكن وصف حياة الفنانة المصرية فايزة كمال، فبعد أن أعطاها القدر الجمال والشهرة لتخطف أنظار كل من شاهد طلّتها وخفة ظلها، لكنه أخذ منها الراحة والطمأنينة بعد إصابتها بمرض سرطان الكبد الذي عانت منه لأكثر من 6 سنوات حتى وفاتها في مايو 2014.
جمال وموهبة
كان جمال وموهبة فايزة كمال - التي تمتعت بهما منذ مولدها في مثل هذا اليوم عام 1960- بوابة لدخولها عالم الشهرة والأضواء، بعد أن واجهت معارضة من أهلها في دخولها الوسط الفني، ولكن كان للفنان والمخرج المصري الراحل سعد أردش دور في إقناع أسرتها بأن تلتحق بقسم التمثيل بدلًا من الديكور، ليبدأ مشوارها الفني في ثمانينيات القرن الماضي وتستمر حتى عامين قبل وفاتها، ويسدل الستار على مشوارها الفني بمشاركتها في مسلسل "الإمام الغزالي" عام 2012.
رغم معاناة فايزة كمال من المرض وقسوة آلامه في أيامها الأخيرة، إلا أن مفاجأة حدثت لها خففت من مرضها في أيامها الأخيرة، وكما سرد زوجها المخرج مراد منير تفاصيل ذلك في لقاء تليفزيوني له: "كانت فايزة تتوجع من شدة المرض ولا تنام من الألم وعندما ذهبت إليها في المستشفى في اليوم التالي وجدتها سعيدة وسردت لي حكاية أنها رأت سيدة في المنام تمسح بيدها على مكان الألم وصفتها بأنها السيدة نفيسة أو مريم العذراء وبعدها شعرت بالراحة ونامت بعمق، رغم أنها لم تكن تنام من شدة الوجع".
صداقة قادتها للزواج
ربطت علاقة صداقة متينة بين فايزة كمال والمطرب المصري محمد منير، التي استمرت حتى وفاتها، والمفارقة العجيبة أنه قبل زواجها من المخرج المسرحي مراد منير، قام بترشيحها لـ"الكينج" كزوجة، ولكن الطرفين رفضا، ليلعب القدر دوره ويتزوجها "مراد" وينجبا شابًا وفتاة.
لم تكوّن فايزة علاقة صداقة مع الكثير من زملائها، باستثناء البعض منهم، وعلى رأسهم المطرب محمد منير، لكنه رغم الصداقة التي تجمعهما رفض طلبها الوحيد حين حدثته هاتفيًا من المستشفى الذي كانت تخضع للعلاج فيه وطلبت منه أن تراه قبل رحيلها، لكنه لم يلب طلبها، وبرر زوجها مراد منير موقف الكينج في لقاء سابق قائلًا: "إنه لم يكن يستطيع أن يراها وهي على فراش الموت لأنه مرهف الحس".
أعمال متنوعة
قدمت فايزة كمال أكثر من 80 عملًا فنيًا متنوعًا ما بين السينما والدراما، وعددًا قليلًا من العروض المسرحية، وكان للأعمال الدرامية التاريخية نصيب كبير من هذه الأعمال مثل "الإمام الترمذي"، و"الإمام الشافعي" و"سيف اليقين"، و"طريق النور"، و"لا إله إلا الله" وغيرها.
ورغم الكثير من الأعمال الفنية التي قدمتها فايزة كمال عبر مشوارها الفني، لكن تبقى شخصية "فريال فراويلة" في مسلسل "المال والبنون" الأشهر والتي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب.
شكّلت فايزة مع الفنان صلاح ذو الفقار ثنائيا في عدد من أفلامه، إذ تشاركا سويًا بطولة فيلم "وزير في الجبس" في التسعينيات، وفيلم " آسف للإزعاج" في الثمانينيات، و"من فضلك وإحسانك" مع الفنانة هدى سلطان.
تنبأت فايزة كمال برحيلها وطلبت من زوجها أن يجهز لها مدفنًا، حيث قال في لقاء له: "شعرت فايزة بقرب أجلها وطلبت مني أن أجهز لها مدفنًا وبالفعل نفذت طلبها".