الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بيع بصمة صوت فنانين لاستخدامها بعد الوفاة تثير الجدل

  • مشاركة :
post-title
استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى ـ تعبيرية

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

شادي مؤنس: لا أرحب باستنساخ الصوت إلا في حالة واحدة
عاطف إمام: لا يمكن أن يصل إلى روح وإحساس الفنان الأصلي
تامر كروان: هناك تخوفات من استخدامه.. فالإنسان عدو ما يجهل

كان للموسيقى والغناء نصيب من سحر أدوات الذكاء الاصطناعي التي سهلت ما كان شبه مستحيل في السابق، فمن خلالها يمكنك أن تسمع صوت الراحلة أم كلثوم يوضع على أغنية جديدة لم تغنها، أو تشاهد عبد الحليم حافظ يمثل فيلمًا بعد وفاته، فأمام هذه المغريات التي توفرها أدوات الذكاء الاصطناعي، أقدم بعض صناع الموسيقى على استخدامها في أعمالهم ليس فقط في حياتهم ولكن بعد وفاتهم، فلن يتوقف إنتاج أغنيات جديدة لمطرب بعد رحيله، حال بيعه حقوق بصمة صوته.

وأثارت تصريحات الفنان حميد الشاعري حالة من الجدل عقب إعلانه عن تعاقده مع إحدى الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي لاستخدام بصمة صوته بعد وفاته، والتي قال عنها: "بعت حق بصمة صوتي كورث لأولادي لاستخدامها بعد وفاتي، فعندما يريد ابني أن يسمع أغنية جديدة ببصمة صوتي، يمكنه أن يقوم بذلك، فالذكاء الاصطناعي شيء عظيم".

يبدو أن "الشاعري" ليس الأول الذي يقوم ببيع بصمة صوته لاستخدامه بعد الوفاة ولكن انضم المطرب المصري محمد حماقي لهذا الاتجاه أيضًا، والذي قرر أن يستنسخ صوته، إذ تعاقد مع إحدى الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي لاستخدام صوته بعد وفاته لإنتاج أغنيات جديدة.

حميد الشاعري

ما بين الموافقة والرفض، قُوبل هذا الاتجاه من جانب بعض الموسيقيين والعاملين في صناعة الغناء، فنرصد رأي بعض صناع الموسيقى في استنساخ الصوت واستخدامه بعد الوفاة، من خلال بيع بصمة الصوت وحق استخدام الورثة لها.

أكد الملحن والموسيقار المصري شادي مؤنس لموقع "القاهرة الإخبارية" أنه لا يتفق مع اتجاه البعض لبيع بصمة صوته لاستخدامها بعد وفاته، قائلًا: "لا أوافق على سماع صوت أحد بعد وفاته ووضع أغنيات جديدة عليها، أو استخدام بصمة صوتي على أشياء لم أغنها، فيمكن أن يستخدم بشكل غير مناسب أو يوضع على أشياء غير موافق عليها أو يساء استخدامه".

وأضاف مؤنس، أن الاستخدام الوحيد الذي يمكن أن يلجأ فيه لاستنساخ الصوت هو عندما يريد سماع الأغنية بصوت أكثر من مطرب ليقرر الشخص الأنسب لغنائها، وقال عن ذلك: "عندما أقوم بعمل تتر لمسلسل أو أغنية جديدة وأريد أن أسمع صوت مطرب قبل التعاقد معه لبيان مدى مناسبته لها من عدمه، ففي هذه الحالة يمكن أن ألجأ إلى الذكاء الاصطناعي قبل التعاقد من المطرب، ففي هذه الحالة يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا".

محمد حماقي

وأشار إلى أنه لم يلجأ لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجال عمله، لأنه يرى أن الذكاء الاصطناعي يحمل الكثير من المخاطر رغم المزايا التي يبدو أن يوفرها، قائلا: "أرى من بين أهم الخاطر التي يبرزها الذكاء الاصطناعي هو إعطاء الفرصة لمن لا يستحقها، من خلال زيادة عدد الأشخاص الذين ليس لديهم علم بأصول الموسيقى ولكنهم لجأوا إلى الذكاء الاصطناعي لتقديم أعمال موسيقية، وهو ما سيساهم في وجود إنتاج بدون علم".

أضاف: "سمعت الكثير من الإنتاجات الموسيقية التي استنسخت ولكنها لم تعش وتفتقد إلى روح أصحابها، لأنها ليست أصلية، فعندما أسمع موسيقى مستنسخة للموسيقار ياسر عبد الرحمن لا أشعر بروحه فهو له بصمة ونكهة تميزه، فالذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يصل لإعطاء روح الشخص لما ينتجه".

شادي مؤنس

اتفق مع الرأي السابق الموسيقار الدكتور عاطف إمام، مؤكدًا أنه "لا يجوز استخدام صوت أحد بعد الرحيل، أو استغلاله بوضعه على صوت شخص آخر، فالشخص يُعرَف من صوته"، فضلًا عن أن "الموسيقى كلها مشاعر وأحاسيس ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينقل هذه المشاعر، ومع زيادة استخدامه سيكون بلا روح".

وأضاف إمام لموقع "القاهرة الإخبارية": "أنا شخصيًا أفضل أصل الألحان والغناء، ولا يجوز أن أُدْخل عليها أدوات تكنولوجية تلغي الجودة الموسيقية، فعندما تكون طبيعية تختلف عن الاصطناعي، وأنا أطالب أن يكون هناك تشريعات وضوابط تحكم العملية، وأخذ تصريحات من النقابة والرقابة على المصنفات الفنية، وحقوق الملكية الفكرية".

يرى إمام، أن تصريحات حميد الشاعري بشأن تعاقده على بيع بصمة صوته لاستخدامها بعد وفاته، أمر يخصه وأن كل شخص حر في تصرفاته، مضيفًا: "هناك أصول للشغل وهذا أمر جديد على السوق ولا بد من وضع ضوابط له، وكل شخص له شخصيته في الغناء والأحاسيس والمشاعر ولا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصل إلى روح الفنان والموسيقار".

بينما يرى الموسيقار تامر كروان أن هناك تخوفات من الكثيرين نحو الذكاء الاصطناعي باعتباره أمرًا جديدًا وتقنيات مستحدثة بدأت في الدخول على الصناعة وفي كثير من المجالات، وقال عن ذلك: "من المعروف أن أي شيء جديد يحذره الناس ويكون هناك تخوفات كثيرة تجاهه، انطلاقًا من أن الإنسان عدو ما يجهل، وهذه التقنيات الجديدة في بدايتها ولا يزال البعض يكتشفها".

أشار كروان لموقع "القاهرة الإخبارية" إلى أنه لم يلجأ إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مجال عمله ولا يمكنه الحكم عليها سواءً إيجابياتها أو سلبياتها، ولم يتعمق فيها، وأنه مع الوقت سيبدأ انتشارها.