الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا مبرر للبقاء في فيلادلفيا.. الإعلام الإسرائيلي يفند أكاذيب نتنياهو

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو يرفض الانسحاب من فيلادلفيا لإفشال جهود الهدنة والتبادل

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

فندت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأكاذيب التي يرددها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لتبرير استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح من الجانب الفلسطيني.

وأكدت "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن العملية البرية التي ينفذها جيش الاحتلال في رفح الفلسطينية جنوبي غزة، "قد انتهت"، وبانتظار قرار سياسي للانسحاب عبر صفقة تبادل، أو بدونها.

وذكرت الصحيفة أن جميع تقارير المراسلين العسكريين الإسرائيليين القادمة من رفح الفلسطينية، تقول: "لم يعد لنتنياهو ما يفعله في رفح الفلسطينية، ولا حتى في محور فيلادلفيا".

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي اتفاقًا مع حماس لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة لتبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين بسجون الاحتلال.

ويقف نتنياهو حجر عثرة أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لاستعادة المحتجزين في القطاع، إذ يتمسك ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا جنوب غزة، ونتساريم وسط القطاع، وكذلك استمرار السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وهو ما قوبل برفض قاطع من مصر.

ويتعارض موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المتعنت تجاه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع قادة جيش الاحتلال، من بينهم وزير الدفاع يوآف جالانت، وعضوا مجلس الحرب السابقان بينى جانتس وجادي إيزنكوت، الذين يحذرون من أن إسرائيل، بعدم السعي إلى التوصل لاتفاق، لن تعيد المحتجزين من غزة، وستواجه خطر التدهور الوشيك إلى حرب متعددة الجبهات.

وتتعمق الانقسامات والخلافات في الرأي بين المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وحكومة نتنياهو، على خلفية رفض أعضاء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال أي اتفاق من أجل وقف إطلاق النار، في حين يطالب مسؤولون أمنيون بالتوصل إلى صفقة لاستعادة الأسرى، مؤكدين عدم أهمية احتلال محور "فيلادفيا"، مثلما يروج نتنياهو.

وتحدث المراسل العسكري الإسرائيلي ألون بن دافيد، في صحيفة "معاريف"، عن تصاعد الخلافات والانقسامات بين نتنياهو، وقادة جيش الاحتلال، إلى الحد الذي يجعل نتنياهو ينشغل بما وصفه بـ"حرب ضد عدو آخر، وهو الجيش"، بدلا من "الاهتمام بجبهة الشمال".

وقال المراسل إن "الأقنعة أُزيلت هذا الأسبوع"، وإن "ما كان مجرد شعور غامض تحول إلى سياسة معلنة"، فالحقيقة هي أن "نتنياهو لا يقاتل ضد حماس أو حزب الله، بل يقف وحيدًا أمام قادة الجيش".

وأضاف بن دافيد متسائلا: "ما العجب في أن نتنياهو ليس لديه وقت فراغ للتعامل مع الشمال المشتعل؟ وهو منشغل بالحرب ضد العدو الأخطر: الجيش الإسرائيلي. فعبثا يحاول جالانت، يوما بعد يوم، المطالبة بنقل مركز ثقل القتال من الجنوب إلى الشمال".

وأشار إلى أن ذلك "بمنزلة مناشدة من جالانت لرئيس الوزراء، حتى يتذكر أن هناك حربًا أيضًا في الشمال، وأن التحدي هناك أكبر من التحدي في غزة".

لكن من المشكوك فيه أن يكون هذا الأمر "نفع، فنتنياهو مصمم على مواصلة الحرب على غزة، مكررًا الخدعة السطحية بشأن أهمية البقاء في محور فيلادلفيا"، وفق بن دافيد.

وقال المراسل العسكري لمعاريف: "ما دام نتنياهو "يصر على حرب أبدية في غزة"، وعلى "بقاء اثنتين من الفرق الثلاث الحاسمة في الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، فإن الجيش ليس مستعدًا لبدء هجوم واسع النطاق في الشمال".

وأضاف: "عندما تسمعون أن الفرقة 162 غادرت غزة، وبدأت التدريب على مخطط شمالي، فستكون هذه إشارة إلى أن هناك من يتذكر أن لدينا في الشمال مشكلة".

وفي هذا السياق، لفت بن دافيد إلى أن "حرب الاستنزاف تشهد تصعيدا يوميًا في الشمال، إذ يقوم حزب الله بتوسيع المنطقة الأمنية، التي أنشأها عند الحدود الشمالية، بينما دخلت، هذا الأسبوع، مستوطنات روش بينا ونهاريا بالكامل ضمن مدى الحرب"، مضيفًا أن هذا التوسيع سيستمر "حتى يحدث شيء سيئ لا يمكن احتواؤه".

وفي خضم ذلك، "فتحت جبهة أخرى يمكن أن تغير الصورة"، وهي جبهة الضفة الغربية، التي "تقترب من نقطة الغليان"، بحسب بن دافيد، الذي أوضح أن العواقب المترتبة على التصعيد في الضفة المحتلة هي "جذب أغلبية القوات البرية في الجيش إليها، الأمر الذي سيسلبه القدرة على تنفيذ جهود هجومية في غزة أو في الشمال، لأنه سيفرض عليه تخفيف قواته هناك".

وأظهر استطلاع عرضته القناة 12 الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة تبادل، واعتبروا ذلك أهم من البقاء في محور "فيلادلفيا" الذي يتمسك به نتنياهو.

وكشف الاستطلاع أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن إبرام صفقة تبادل أسرى أهم من البقاء في محور "فيلادلفيا"، فيما يرى 28% أن البقاء في محور "فيلادلفيا" هو الأهم، وتضم تلك النسبة غالبية المصوتين لحكومة الاحتلال المتطرفة.

وحسبما ذكرت شبكة" سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، الأسبوع الماضي، يقول العديد من المحللين إن نتنياهو يريد استمرار الحرب لتأجيل التحقيقات الحتمية حول الفشل في منع عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غلاف غزة، في 7 أكتوبر الماضي، كما يواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال والرشوة، وبات أمر محاكمته حتميًا إذا ترك منصبه.

ويتخوف نتنياهو من انهيار حكومته، إذا وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يرفضه الوزيران المتطرفان إيتمار بن جفير (وزير الأمن القومي)، وبتسلئيل سموتريتش، اللذان هددا بالاستقالة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأسبوع الماضي أيضًا، أن نتنياهو يرفض اتفاقًا لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين، خضوعًا لتهديدات بن الوزيرين المتطرفين إيتمار جفير وبتسئيل سيموتيرتش.