الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واشنطن بوست: شهود يشككون في رواية إسرائيل حول مقتل ناشطة أمريكية

  • مشاركة :
post-title
تظهر صورة التقطها أحد المتظاهرين جنودا إسرائيليين يتجمعون على قمة تلة قريبة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

عندما ذهبت الفتاة التركية الأمريكية أيسينور إيجي، البالغة من العمر 26 عامًا، لبلدة بيتا جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، كانت ترغب أن تكون واقيًا للفلسطينيين من عنف جيش الاحتلال الإسرائيلي. لكن، رغم حذرها، أصيبت برصاصة قاتلة في رأسها في السادس من سبتمبر، في أعقاب الاشتباكات القصيرة التي اندلعت بعد صلاة الجمعة.

وبينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه "من المرجح للغاية أن تكون قد أصيبت عن غير قصد"، وأن "النيران كانت تستهدف المحرض الرئيسي"، كشف تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن إيجي أصيبت بالرصاص بعد أكثر من نصف ساعة من ذروة المواجهات في بيتا، وبعد نحو عشرين دقيقة من تحرك المتظاهرين على الطريق الرئيسي، على بعد أكثر من مائتي ياردة (182.8 متر) من القوات الإسرائيلية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد دعا الثلاثاء، القوات الإسرائيلية إلى إجراء "تغييرات جوهرية" في الطريقة التي تعمل بها في الضفة الغربية، بما في ذلك قواعد الاشتباك الخاصة بها.

والأربعاء، وصف الرئيس جو بايدن مقتل إيجي بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، مضيفًا أن "التحقيق الأولي الذي أجرته إسرائيل أشار إلى أنها كانت نتيجة لخطأ مأساوي ناجم عن تصعيد غير ضروري".

لكن، يقول أقارب إيجي إن هذا ليس كافيا. وقالت الأسرة في بيان، أمس الأربعاء: "دعونا نكون واضحين، قُتل مواطن أمريكي على يد جيش أجنبي في هجوم مستهدف. الإجراء المناسب هو أن يتحدث الرئيس بايدن ونائبة الرئيس هاريس مع الأسرة مباشرة، ويأمران بإجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل آيشينور، وهي متطوعة من أجل السلام".

قواعد سرية

يشير التحقيق إلى أن قواعد الاشتباك التي يطبقها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية سرية، ولكن جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية حاولت لسنوات إلقاء الضوء عليها. ويقول جويل كارمل، مدير منظمة "كسر الصمت" -وهي منظمة تضم قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي- إن الجنود والقادة الصغار يتمتعون بحرية واسعة في إطلاق النار، بما في ذلك على أساس التكهنات حول التهديدات المستقبلية التي يشكلها المشتبه بهم المزعومون.

وخلال بعض الاحتجاجات، قال الشهود إن إطلاق النار على أرجل "المحرضين الرئيسيين" يعتبر مقبولاً لردع المتظاهرين الآخرين، وفقًا لكرمل.

وفي الشهر الماضي، أصيب مواطن أمريكي آخر، هو دانيال سانتياجو، وهو مدرس يبلغ من العمر 32 عامًا من نيوجيرسي، برصاصة في فخذه من قبل القوات الإسرائيلية في نفس بستان الزيتون حيث قُتلت إيجي. وقال الإسرائيليون إنه "أصيب عن طريق الخطأ" عندما أطلق الجنود الذخيرة الحية في الهواء لتفريق المتظاهرين".

ووفق الشهود، عقب صلاة الجمعة بدأت الاشتباكات على وتيرة منتظمة بين جنود مدججين بالسلاح ومحتجين فلسطينيين. وقال سكان وناشطون إن القوات الإسرائيلية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد، ثم لجأت على الفور، تقريبا، إلى استخدام الذخيرة الحية.

ونقلت الصحيفة عن جوناثان بولاك، وهو ناشط إسرائيلي قديم في حركة "فزعة": "كان الجنود الإسرائيليون مستفزين للغاية"، مشيرًا إلى أن استخدام الذخيرة الحية "أصبح روتينيًا في بيتا منذ أكتوبر، باعتباره وسيلة التفريق المفضلة لدى الجيش".

فلسطينيون ونشطاء دوليون داخل المشرحة التي حفظ فيها جثمان الناشطة في نابلس
قتل عمد

قال ناشطون وفلسطينيون للصحيفة الأمريكية إنهم اختبأوا خلف الأشجار والصخور والمدرجات، بينما وضع آخرون حواجز في نقاط مختلفة على الطريق، بما في ذلك الصخور وحاوية قمامة. وقال المتظاهرون إن هذه كانت تكتيكًا شائعًا يستخدم لمحاصرة القوات الإسرائيلية، التي غالبًا ما تداهم القرية بعد صلاة الجمعة.

وعقب وقت من إطلاق النار والغاز المسيل للدموع، رأت ناشطة بريطانية احتمت في بستان زيتون، إيجي تسقط على وجهه على الأرض بجانبها. كان الدم يتدفق من الجانب الأيسر من رأس إيجي، وكانت فاقدة للوعي.

تظهر في مقطع فيديو في الساعة 1:49 ظهرًا إيجي وهي تنزف ويحيط بها المسعفون. ويصرخ أحدهم: "أحضروا نقالة بسرعة"، ثم تُنقل إلى سيارة إسعاف. ثم، أعلنت وفاتها حوالي الساعة 2:35 بعد الظهر في مستشفى رفيديا، بحسب مدير المستشفى فؤاد نافع، بعد محاولات عدة للإنعاش.

جاء في التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال في وفاة إيجي إنه "من المرجح للغاية أنها أصيبت بشكل غير مباشر وغير مقصود بنيران جيش الإسرائيلي التي لم تكن موجهة إليها، بل كانت موجهة إلى المحرض الرئيسي لأعمال الشغب".

ولكن الطلقات النارية التي أطلقت على الناشطين -بما في ذلك تلك التي أودت بحياة إيجي- جاءت بعد نحو عشرين دقيقة من انسحابهم إلى أسفل التل، على مسافة تزيد على ملعبين لكرة القدم من أقرب جنود إسرائيليين؛ حيث لا يمكن للفلسطينيين أن يقذفوا الحجارة على قوات الاحتلال. كما أكدت "واشنطن بوست".