في خطوة سياسية جريئة، دعت النائبة الجمهورية السابقة ليز تشيني، المعروفة بانتقاداتها الحادة للرئيس السابق دونالد ترامب، الجمهوريين المناهضين لترامب إلى التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات نوفمبر المقبل.
هذه الدعوة تعكس قناعة "تشيني" بأن الديمقراطية الأمريكية تواجه تهديدًا حقيقيًا تحت قيادة ترامب، مشيرة إلى أن التصويت باسم مرشح آخر غير كافٍ في هذه المرحلة، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكية.
تصويت ضد ترامب من أجل الديمقراطية
وأيدت "تشيني" بشكل صريح كامالا هاريس، وترى أن المخاطر التي يمثلها ترامب على الديمقراطية الأمريكية أكبر من أي خلاف سياسي. حيث جاء هذا الدعم بعد تأكيد والدها، نائب الرئيس السابق ديك تشيني، على الموقف ذاته.
واعتبرت "تشيني" أن التصويت لصالح أي شخص آخر غير هاريس لا يمثل الخيار الصحيح، مشددة على أن التصويت الفعلي لصالح هاريس هو ما يمكن أن يُحدث فرقًا في الانتخابات المقبلة.
في حديثها على شبكة "إيه بي سي"، قالت "تشيني"، "إن التصويت باسم مرشح آخر ليس كافيًا"، ودعت الناخبين الجمهوريين والمستقلين إلى اتخاذ خطوة إضافية للتصويت لصالح هاريس في ظل الانتخابات المتقاربة.
الحفاظ على القيم بدون ترامب
رغم دعمها لهاريس، أوضحت "تشيني" أنها لا تزال تعتبر نفسها "محافظة"، لكنها شددت على أنها "بالتأكيد ليست جمهورية ترامب"، وفي ردها على السياسات التي يروج لها ترامب، مثل مقترحاته بشأن الرسوم الجمركية، وصفتها بأنها "معادية للمحافظين في الأساس" وأنها قد تكون "كارثية" على الاقتصاد الأمريكي.
فيما يتعلق بمقترحات هاريس السياسية، أقرت "تشيني" بأنها لاحظت تغييرات في مواقف هاريس، خصوصًا أنها باتت تدرك أهمية تكوين تحالف سياسي واسع يشمل مختلف الطيف السياسي.
وأشارت إلى أن هاريس أظهرت قدرة على التحول والتكيف مع المتغيرات السياسية، معتبرة أن هذه الانتخابات تتطلب تحالفًا متنوعًا لدعم هاريس.
انتقادات متبادلة بين الجمهوريين
لم يمر دعم تشيني لهاريس بدون ردود فعل من الجمهوريين، حيث وصفت سارة هاكابي ساندرز، حاكمة ولاية أركنساس والسكرتيرة الصحفية السابقة لترامب، تشيني بأنها "غير مؤثرة"، وانتقدت دعمها لهاريس قائلة: "هذا لا يجعلك محافظًا، وبالتأكيد لا يجعلك جمهوريًا". وأضافت أن دعم هاريس يعكس رغبة في حماية المؤسسة وليس القيم الجمهورية.
وبينما تظل "تشيني" متمسكة بمواقفها المناهضة لترامب، ترى أن التصويت لصالح هاريس هو الخيار الأمثل للحفاظ على الديمقراطية الأمريكية. ومع تزايد التوترات السياسية داخل الحزب الجمهوري، تظل مواقفها محل نقاش بين أنصار ترامب والجمهوريين التقليديين.