في محاولة لتأييد والده أمام الانفجار الشعبي والغضب السياسي الذي يسود دولة الاحتلال، هاجم يائير، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، رئيسي الحكومة السابقة نفتالي بينيت وزعيم المعارضة يائير لابيد، مدعيًا أنهما لم يقوما بتصفية قيادات حركة المقاومة الفلسطينية حماس بسبب "اعتبارات سياسية".
وكتب نتنياهو الابن، في منشور عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إنستجرام: "أكتوبر 2021 ومايو 2022 كانت هناك حكومة بينيت ولابيد وعباس"، متهمًا: "من لم يزيل رؤساء حماس لاعتبارات سياسية؟".
وجاء منشور يائير على خلفية الاتهامات المماثلة التي وجهتها مختلف الأحزاب الإسرائيلية ضد والده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إذ لم يقم بتصفية المقاومة الفلسطينية على الرغم من بقائه في منصبه لمدة 15 عامًا، باستثناء فترة الهدوء في حكومة بينيت - لابيد، التي استمرت نحو عام ونصف العام، كما أشار موقع "والا" العبري.
وكان نتنياهو الابن اتهم، مايو الماضي، جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام "الشاباك" بالخيانة في مواجهة هجمات حركة حماس في قطاع غزة، 7 أكتوبر الماضي.
وكتب على منصة "إكس": "ما الذي يحاولون إخفاءه؟ إذا لم تكن هناك خيانة فلماذا يخافون من قيام جهات خارجية ومستقلة بالتحقيق؟"، وفقًا لعدة وكالات.
وأضاف يائير نتنياهو: "لماذا يستمر قادة الجيش والمخابرات في الادعاء بأنه تم ردع حماس؟ أين كان سلاح الجو في 7 أكتوبر؟".
واتهم المحكمة العليا الإسرائيلية نفسها بقوله: "لجنة التحقيق على الرغم من اسمها المنمق يرأسها قاضٍ من المحكمة العليا، وبالتالي يتم استخدامها كلجنة تستر لليسار"، في إشارة إلى معارضي حكومة والده.
أقوال لا أفعال
مع بدء الحرب على قطاع غزة، وفي الوقت الذي طالب فيه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الإسرائيليين في الداخل بانتهاج سياسة التقشف، كان ابنه يائير يعيش حياة الرفاهية والبذخ في الولايات المتحدة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وذكرت الصحيفة البريطانية، فبراير الماضي، أن الابن الأكبر لرئيس الوزراء الإسرائيلي - 32 عامًا - يختبئ بشقة في ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية، ودفع 5000 دولار شهريًا للإيجار، ويحميه حراس شخصيون من "الشاباك".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن ابن نتنياهو "المدلل" مؤهل للخدمة في الاحتياط حتى يبلغ الأربعين من عمره، لكنه اختار بدلًا من ذلك الاختباء في شاطئ هالانديل خارج ميامي على بعد نحو 7000 ميل من خط المواجهة.
وأوضحت الصحيفة أن والده "دعا عددًا قياسيًا من جنود الاحتياط لشن حرب وحشية ضد حماس وتطهير قطاع غزة، لكن يائير لا يبدو في عجلة من أمره للانضمام إلى صفوفهم".
أيضًا، مطلع أغسطس الماضي، فتش محققون من الوحدة الوطنية للتحقيق في جرائم الاحتيال (NAU)، التابعة للشرطة الإسرائيلية، مقر وزارة الخارجية في القدس المحتلة، وقاموا بتفتيش المكاتب ومصادرة وثائق، في إطار التحقيق في الاشتباه بإصدار جوازات سفر دبلوماسية لعدد من الشخصيات بخلاف القانون.
وبحسب الشرطة، أطلقت الوحدة الخاصة في الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا سريًا بشأن شبهة إصدار جوازات سفر دبلوماسية لمن لا يحق لهم الحصول عليها، لأنهم لم يمروا باختبارات الحصول على جواز سفر دبلوماسي؛ كما نقل الإعلام العبري.
وفحصت الشرطة الإسرائيلية جميع جوازات السفر الدبلوماسية، التي تم إصدارها خلال فترة عمل إيلي كوهين وزيرًا للخارجية، بما في ذلك نجل رئيس الوزراء، يائير نتنياهو، والعديد من جوازات السفر الدبلوماسية الأخرى التي تم إصدارها بشكل غير قانوني لزعماء الليكود.
وخلال فترة تولي إيلي كوهين - وزير الطاقة الحالي - حقيبة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية، حذر كثيرون من إصدار جواز سفر دبلوماسي ليائير نتنياهو، بدعوى أنه لا يوجد سبب لذلك "لكن كوهين أصر وأمر بإصدار جواز السفر الدبلوماسي له"، وفق صحيفة "هآرتس".