في مواجهة احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الناتو تحت رئاسة ثانية لدونالد ترامب، تجد أوروبا نفسها مضطرة لتطوير قدراتها الدفاعية والتخطيط لمستقبل أمني مستقل.
وفي تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، سلّط الضوء على التحديات التي تواجه القارة في بناء قدرات دفاعية ذاتية، بدءًا من إنشاء نظام استخبارات مستقل وصولًا إلى تعزيز الردع النووي.
أزمة الاستخبارات الأوروبية
لطالما اعتمدت أوروبا على الولايات المتحدة في تبادل المعلومات الاستخباراتية، خصوصًا من خلال شبكة "العيون الخمس"، ففي حال فقدان هذا الدعم، ستضطر الدول الأوروبية إلى تطوير بنيتها الاستخباراتية الخاصة.
وتعد أزمة الاستخبارات الأوروبية تحديا يمكن أن يساهم في تعزيز التعاون بين دول القارة، خصوصًا أن بعض الدول مثل دول البلطيق وأوكرانيا قدمت معلومات دقيقة عن القدرات الروسية في السنوات الأخيرة.
تعزيز الإنتاج العسكري
وأثبتت الحرب الروسية الأوكرانية أن القدرات الإنتاجية للأوروبيين غير كافية، فيجب على الدول الأوروبية تحسين صناعاتها العسكرية وزيادة الإنتاج لتلبية احتياجات الحروب الطويلة، مثلما حدث في أوكرانيا حيث تم استنزاف مخزونات الأسلحة بسرعة، كما يتعين على أوروبا تكوين اقتصاد حربي مستمر يمكنه مواجهة أي صراع مستقبلي.
وإذا انسحبت الولايات المتحدة، سيكون على أوروبا تطوير نظام ردع نووي خاص بها، حيث تمتلك فرنسا والمملكة المتحدة ترسانات نووية، لكن التنسيق بينهما سيكون ضروريًا لتقديم تهديد نووي موثوق به تجاه روسيا، بالإضافة إلى ذلك، يجب على أوروبا التفكير في إنتاج أنظمة جديدة لتوصيل الرؤوس الحربية النووية بشكل مستقل عن واشنطن.
ووفق التقرير فلن يكون بناء القدرات الدفاعية الأوروبية أمرًا سهلاً، حيث يتعين على القارة توحيد جهودها في مجالات الاستخبارات، الإنتاج العسكري، والردع النووي لضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها في حال انسحاب الولايات المتحدة.