حددت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، عددًا من الدوافع وراء الإصرار الأمريكي على إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين، رغم تعنت بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يعمل على نسف أي جهود لإنهاء الحرب.
وذكرت الشبكة في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة تسعى على مدار أشهر لإنجاز صفقة لاستعادة المحتجزين في غزة، ووقف الحرب الإسرائيلية على القطاع، وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وأوضحت الشبكة أن إدارة الرئيس جو بايدن، التي فشلت على مدار الشهور الماضية في تحقيق هذا الهدف، تخاطر هذه المرة بتحطيم مصداقيتها، وتبدو وكأنها أفسدت واحدة من أهم أولوياتها.
وقالت الشبكة إن بايدن يتعرض لضغوط أكبر لتأمين إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين بغزة، بعد العثور في غزة على جثة مواطن أمريكي إسرائيلي، من بين 6 محتجزين.
ودافع آخر يتمثل في الرغبة الشديدة للإدارة الأمريكية في الحيلولة دون اتساع الصراع الإقليمي تعني أيضًا أن إنهاء الحرب يظل أمرًا ضروريًا ومُلحًا، حسب رؤية الشبكة الأمريكية.
كما أن لدى البيت الأبيض دوافع سياسية وإنسانية في إنهاء مجازر المدنيين الفلسطينيين بغزة، فالغضب إزاء هذه المذبحة، خاصة بين التقدميين والناخبين العرب الأمريكيين هذا الخريف، قد يهدد آمال نائبة الرئيس كامالا هاريس في الانتخابات بولاية ميتشيجان المتأرجحة الرئيسية، على سبيل المثال.
وإذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، خلال الأشهر القليلة المقبلة، سيواجه بايدن احتمال تسليم خليفته فشلًا من شأنه أن يساعد في تشكيل ملامح إرثه.
وقال أحد كبار الديمقراطيين المقربين من البيت الأبيض لـ"سي إن إن"، إن بايدن ضاعف تركيزه على الشرق الأوسط، منذ انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية.
ولم يصل المسؤولون الأمريكيون بعد إلى نقطة الاعتراف بأنه قد لا يكون هناك اتفاق قبل مغادرة الرئيس منصبه، رغم أن البيت الأبيض المحبط، حسب وصف الشبكة الأمريكية، لم يستخدم بعد كل نفوذه الممكن للضغط على نتنياهو، وربما لن يفعل ذلك.
ولفت تحليل "سي إن إن" إلى أن بايدن رئيس مؤيد بشدة لإسرائيل، ولم يكن حتى الآن على استعداد للرضوخ للمطالب التقدمية بتقييد مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل لإجبار نتنياهو على التراجع، كما أنه لا يزال احتمال ابتعاد الولايات المتحدة عن إسرائيل، وإلقاء اللوم علنًا على رئيس وزراء إسرائيلي أمر غير وارد.
وتفاقم الخلاف بين واشنطن ورئيس حكومة الاحتلال، عندما قال بايدن، الاثنين الماضي، إن نتنياهو لم يبذل جهدًا كافيًا لتأمين إطلاق سراح المحتجزين.
ويرفض نتنياهو الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة، ما يبدد إمكانية التوصل لاتفاق مع حماس بوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أمس الخميس، قال نتنياهو إن تصورات الولايات المتحدة بأن الاتفاق وشيك هي تصورات خاطئة.
وهناك شكوك بين العديد من الديمقراطيين بأن نتنياهو يطيل أمد الحرب على أمل أن يعود الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي قدم له كل ما أراده تقريبًا في ولايته الأولى، إلى المكتب البيضاوي قريبًا.
واستمرت الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، أمس الخميس، وأصر جون كيربي، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، على أنه من المنطقي القول إن 90% من الاتفاق بين إسرائيل وحماس، الذي تتوسط فيه مصر وقطر والولايات المتحدة، قد تم.
ويقول العديد من المحللين إن نتنياهو يريد استمرار الحرب لتأجيل التحقيقات الحتمية حول الفشل في منع عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غلاف غزة، 7 أكتوبر الماضي، كما يواجه نتنياهو اتهامات بالاحتيال والرشوة، ومحاكمته حتمية إذا ترك منصبه.
وإضافة إلى تخوفه من انهيار حكومة الاحتلال، إذا وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يرفضه الوزيران المتطرفان إيتمار بن جفير، وبتسئيل سيموريتش، وهددا بالاستقالة.