أصبحت زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لتركيا لأول مرة منذ 12 عامًا، التي جاءت تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوة مهمة من خطوات تعزيز العلاقات على أجندة الصحافة التركية والعالمية، وبينما لفت الانتباه إلى أهمية اللقاء بين الرئيس المصري ونظيره التركي في نطاق خطوات لتحسين العلاقات، وصفتها وسائل الإعلام التركية بأنها ستكون نقطة تحول في علاقات البلدين.
الرئيس السيسي في تركيا
زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، أنقرة لحضور اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين مصر وتركيا، واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره المصري في مطار إيسينبوجا.
وفي نطاق الزيارة، عُقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، بمشاركة وزراء البلدين واستمر قرابة الساعتين، الذي أُعيد تشكيله في نطاق الإعلان المشترك الموقع خلال زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة، 14 فبراير.
وقال السيسي: "إن زيارتي اليوم وزيارة الرئيس أردوغان للقاهرة، قبل ذلك تعكس الإرادة المشتركة لبدء عهد جديد من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، انطلاقًا من أدوارهما المهمة في الساحتين الإقليمية والدولية وبما يلبي احتياجاتهما، ورغبة وتطلعات الشعبين الشقيقين".
وصرّح الرئيس أردوغان، في كلمته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، بأن زيارته للقاهرة كانت نقطة تحول جديدة في العلاقات بين البلدين، وقال: "لقد حافظنا على حوارنا على أعلى مستوى منذ ذلك اليوم".
وأشار أردوغان إلى أنهم سيحتفلون بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية، العام المقبل، وقال "إن التجارة والاقتصاد يشكلان البعد الأكثر أهمية لتعاوننا، ونحن نتحرك بإصرار نحو هدفنا المتمثل في زيادة حجم تجارتنا إلى 15 مليار دولار".
الزيارة بعيون الصحف التركية
ألقت وكالة "الأناضول" الضوء على وصول الرئيس السيسي، أنقرة، إذ كان في استقباله نظيره التركي، وأشارت إلى عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى برئاسة الزعيمين.
واستعرضت الوكالة صور لوصول الرئيس السيسي إلى مقر استقباله الرسمي في أنقرة، إذ استقبله الرئيس رجب طيب أردوغان على النشيد الوطني.
وقال موقع "NTV" الإخباري التركي، زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة، "بالضيف المهم الذي يحل على تركيا"، وأشار إلى أنه تهدف الزيارة إلى زيادة حجم التجارة بين البلدين لـ15 مليار دولار، التي بلغت 10 مليارات دولار ومناقشة تقييم الخطوات الواجب اتخاذها لتحقيق هذا الهدف.
واستعرضت صحيفة "الصباح" التركية، فيديو لحظات وصل الرئيس السيسي، أنقرة، وكذلك مراسم الاستقبال، حيث أظهرت أردوغان في استقباله، إضافة إلى الوفد الترحيبي الذي ضم وزير الخارجية "هاكان فيدان".
ونشرت صحيفة "مليّت" التركية " أن الرئيس المصري يجري زيارة مهمة إلى أنقرة اليوم، لحضور اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي الرفيع المستوى بين البلدين، وستكون زيارة السيسي نقطة تحول في العلاقات، حيث تصل تحسين العلاقات بين البلدين إلى ذروته.
أصداء الزيارة في الصحف الأجنبية
وفي السياق ذاته، قالت "بلومبرج"، ومقرها الولايات المتحدة، "إن السيسي زار تركيا لأول مرة منذ 12 عامًا"، مضيفة أن الرئيس المصري ونظيره التركي يخططان لتعزيز العلاقات والتعاون بشكل أوثق في مجالات الطاقة والدفاع.
وأشارت إلى أن القوتين الإقليميتين قد وضعا الخلافات وراءهما واتخذا إجراءات لإصلاح العلاقات، وذكرت أن الزعيمين يريدان التعاون بشكل أوثق بشأن الحرب على غزة وإعادة إعمارها.
وكتبت وسائل إعلام أمريكية أن تركيا ومصر خطتا خطوة مهمة أخرى بهذه الزيارة الحاسمة، وأن الزعيمين تبادلان المعلومات حول القضايا الإقليمية والعالمية خلال الاجتماع، وقال موقع "ميدل إيست آي" ومقره لندن "إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يزور تركيا للمرة الأولى منذ12 عامًا".
وبحسب موقع ميدل إيست آي، قال المحلل المصري عمار فايد عن زيارة السيسي: "إن الزيارة ستحول عودة العلاقات إلى إطار مؤسسي مع إطلاق مجلس التعاون الاستراتيجي الذي يمثل التنسيق على أعلى مستوى بين البلدين".
وذكر الموقع أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بين مصر وتركيا بشأن مبيعات المسيرات الجوية دون طيار وغيرها من المعدات العسكرية، وذكر أن طائرة التدريب النفاثة التركية الصنع "هورجيت" أظهرت نجاح صناعة الدفاع التركية في المعرض الجوي الدولي الذي أقيم بمصر هذا الاسبوع.
وذكر الموقع أنه إذا تم بيع الطائرات دون طيار بين تركيا ومصر في أثناء زيارة السيسي أو في وقت لاحق، فسيكون ذلك بمثابة نقطة تحول مهمة في العلاقات بين البلدين.