تحدّث خبراء ومعاهد دراسات الحرب، عن إمكانية مواصلة الجيش الروسي لضرباته الانتقامية على المواقع العسكرية بالأراضي الأوكرانية من عدمه، وذلك في أعقاب الضربة الضخمة التي شنّتها روسيا وألحقت خسائر فادحة في مناطق بكييف، ردًا على عملية كورسك التي شنّتها أوكرانيا.
ونفّذت أوكرانيا عملية مفاجئة واسعة النطاق وغير مسبوقة في منطقة كورسك الحدودية الروسية، وتمكنت من السيطرة على مواقع عدّة، وبحسب قائد الجيش الأوكراني تهدف العملية إلى زعزعة "استقرار" روسيا و"تشتيت" قواتها المسلّحة، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر.
هجوم ضخم
واستخدم الجيش الروسي وابلًا ضخمًا من الصواريخ على عدة أماكن مختلفة، وبحسب معهد دراسات الحرب أطلقت القوات ثلاثة صواريخ باليستية من منطقتي ريازان وليبيتسك، و6 من طراز إسكندر من منطقتي كورسك وفورونيج وشبه جزيرة القرم المحتلة.
كما أطلقت القوات 77 صاروخ كروز من قاذفات استراتيجية من منطقة فولجوجراد وبحر قزوين؛ و28 صاروخ كروز من حاملات الصواريخ السطحية وتحت الماء في شرق البحر الأسود؛ وثلاثة صواريخ كروز من منطقة فورونيج، وإطلاق 10 آخرين من طائرات مقاتلة.
دمار واسع
أيضًا في الهجوم تم إطلاق 109 طائرات بدون طيار من طراز "شاهد" من مختلف المناطق على الحدود، وألحقت سلسلة الضربات الضخمة أضرارًا بأجسام في 15 مقاطعة، واستهدفت إلى حد كبير البنية التحتية الحيوية الأوكرانية وتسببت في أضرار جسيمة لشبكة الطاقة الأوكرانية.
وأبلغ الأوكرانيون عن أضرار في سد محطة الطاقة الكهرومائية في كييف، ما تسبب في انقطاعات الطاقة في مقاطعات لفيف وأوديسا وفولين وخميلنيتسكي وفينيتسا وزيتومير زابوروجيا، وهي الضربات التي وصفها المدونون العسكريون بأنها رد روسي على هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك.
القدرات الصناعية
ورغم الدعوات التي سجّلها معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، من العسكريين الروس بضرورة مواصلة تلك الضربات الضخمة، وألا ينبغي أن تكون مرة واحدة فقط، مطالبين بأن تتم بشكل منتظم لتحقيق تأثيرات استراتيجية ونظامية على أوكرانيا، فإن خبراء المعهد يرون أن القوات الروسية تفتقر إلى القدرات الصناعية الدفاعية اللازمة لدعم مثل هذه الضربات الضخمة على نطاق مماثل على الأقل بانتظام، لكنها في الوقت نفسه كشفت عن الحاجة الملحة لأوكرانيا لتلقي المزيد من أنظمة الدفاع الجوي من شركائها في الناتو وأمريكا.