الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

النزوح لا يتوقف.. أوامر التهجير الإسرائيلية تعرقل توزيع المساعدات في غزة

  • مشاركة :
post-title
فلسطينيون ينزحون من دير البلح بعد أوامر النزوح الجديدة الصادرة من الاحتلال

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

توقفت عمليات المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في غزة، أمس الاثنين، بعد أن أصدرت إسرائيل أوامر إخلاء جديدة لمنطقة دير البلح بوسط القطاع، مساء أمس الأول الأحد.

وذكر مسؤول كبير بالأمم المتحدة: "نحن غير قادرين على تسليم المساعدات في ظل الظروف المحيطة بنا.. توقفت عملياتنا في غزة بداية من صباح الاثنين".

وقال المسؤول إن "المنظمة لن تغادر غزة؛ لأن الناس بحاجة إلينا هناك. نحاول أن نوازن بين احتياجات السكان وسلامة موظفي الأمم المتحدة".

وأضاف أن موظفي المنظمة الدولية العاملين في غزة تلقوا توجيهات بالبحث عن سُبل تمكنهم من مواصلة جهود الإغاثة، وأن عمليات المنظمة لم يُعلن تعليقها رسميا.

وتابع حديثه قائلًا، إن الأمم المتحدة كانت قد نقلت مقر إدارة عملياتها في غزة ومعظم العاملين إلى دير البلح، بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء مدينة رفح الفلسطينية بجنوب القطاع.

وقالت بلدية دير البلح، أمس الاثنين، إنه جرت عملية تهجير قسري لحوالي 250 ألف شخص خلال 72 ساعة، بينما خرج 25 مركز إيواء عن الخدمة.

ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، أصدرت قوات الاحتلال 16 أمر إخلاء بين الأول من يوليو الماضي والحادي والعشرين من أغسطس الجاري، كما هجّرت قسرًا نحو 250 ألف فلسطيني خلال الشهر الجاري، مشيرة إلى أن 9 من بين كل 10 أشخاص في قطاع غزة، تعرضوا للتهجير بسبب هجمات الاحتلال، فضلًا عن أن معظم الفلسطينيين في غزة يضطرون للانتقال مرة واحدة على الأقل شهريًا.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربًا دمرت مساحات واسعة من القطاع وتسببت في نزوح معظم سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، كما أدت إلى انتشار الجوع والأمراض واستشهاد ما لا يقل عن 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وتقول الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء الصادرة منذ بدء الحرب، أدت إلى نزوح 90% من سكان غزة.

وذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، إن المناطق الإنسانية المتاحة لسكان قطاع غزة، تقلصت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، حتى أصبح يعيش نحو 2.2 مليون شخص على مساحة تبلغ حوالي 39 كيلومترًا مربعًا.

وحسب الأمم المتحدة، يعيش السكان فقط على 11% من إجمالي مساحة القطاع، مع تقلص المناطق الإنسانية التي حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد موجة من إخطارات الإخلاء مع استمرار العمليات العسكرية في القطاع.

وكانت المناطق الإنسانية التي حددها جيش الاحتلال في بداية العام تمثل 33% من إجمالي مساحة غزة، حسب "إن بي سي نيوز"، التي تشير إلى أن المناطق "تعاني من ازدحام ونقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة".

ونقلت "إن بي سي نيوز" عن المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، لويز ووتريدج، قولها إن أوامر الإخلاء التي يصدرها جيش الاحتلال "تتغير كل ساعة تقريبًا".

وأضافت: "في بعض الأحيان، يتم تنفيذ العمل العسكري بعد 30 دقيقة من صدور الأمر. وهذا يُحدث الكثير من الارتباك والذعر".

واعتبر المتحدث باسم وكالة "الأونروا"، عدنان أبو حسنة، أن النازحين "يُعاملون مثل قطع الشطرنج"، قائلًا لـ"إن بي سي نيوز" إن المناطق الإنسانية "مزدحمة ومعرضة لانتشار الأمراض على نطاق واسع، مثل التهاب الكبد الوبائي سي".

والأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن طفلًا يبلغ من العمر 10 أشهر أُصيب بشلل جزئي، بعد إصابته بفيروس شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه إلى حد كبير في غزة منذ 25 عامًا، لكنه الآن معرض لخطر الانتشار بسبب أزمة الصرف الصحي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، هذا الشهر، إن "مئات الآلاف" من الأطفال في غزة معرضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال.