دعا المحلل السياسي الجمهوري سكوت جينينجز، حملة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، لتوخي القليل من الحذر مع انسحاب وتأييد المرشح المستقل روبرت كينيدي الابن، مشيرًا، خلال ظهوره في برنامج "غرفة الموقف" على قناة "سي إن إن " إلى أن حملة المرشح الجمهوري يجب أن تبحث عن أي فائدة تحصل عليها من هذا الموقف، بينما "قد تكون هناك بعض التكلفة على الجانب الآخر".
وأعلن كينيدي، الذي ترشح مستقلًا لانتخابات 2024، أنه سيعلق حملته، خلال خطاب ألقاه في أريزونا بعد ظهر أمس الجمعة، مدعيًا أن استطلاعات الرأي الداخلية الخاصة به أظهرت أن البقاء في السباق من المرجح أن يفيد المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، ليعلن بعد ذلك تأييده لترامب، وهو ما وصفه الرئيس السابق بأنه "شرف عظيم".
وهناك تكهنات بأن ترامب قد يعرض على كينيدي دورًا في إدارته مقابل دعمه، في المقابل دعا الأخير أنصاره في الولايات التي تؤيده بشدة، إلى التصويت للمرشح الجمهوري، كما أشارت مجلة "نيوزويك".
وبينما أظهرت استطلاعات الرأي أن مناصري كينيدي من المرجح أن يميلوا نحو حملة ترامب، مع خروج المرشح المستقل من السباق الرئاسي، قال جينينجز، المستشار السابق للرئيس جورج بوش الابن، إن سمعة كينيدي قد "تكلف" ترامب خسارة بعض الناخبين في نوفمبر المقبل.
وفي لقائه مع "سي إن إن"، قال "جينينجز": "إنني كبير السن بما يكفي لأتذكر عندما كان روبرت كينيدي من أنصار نظرية المؤامرة الليبرالية"، لافتًا إلى أنه الآن "أصبح أكثر ميلًا إلى نظرية المؤامرة المحافظة، لكن الخط العام هو أنه من أنصار نظرية المؤامرة، ويعتقد الكثير من الناس أنه شخص مجنون إلى حد ما".
وأضاف: "لذا، أود أن أحذر الرئيس السابق من أن يكون حذرًا بعض الشيء، وألا يقدم أي وعود لا يستطيع الوفاء بها".
تأثير متواضع
اكتسب كينيدي، نجل المرشح الرئاسي الديمقراطي لعام 1968 السيناتور روبرت كينيدي، وابن شقيق الرئيس الديمقراطي جون كينيدي، اهتمامًا في السنوات الأخيرة بسبب تشككه في لقاحات كوفيد-19.
كما انتشرت مزاعم هذا الصيف بأن "كينيدي" أكل كلبًا، وهو ما أوردته مجلة "فانيتي فير" لأول مرة، على الرغم من أن حملته دحضت الشائعات لاحقًا.
وتضمن المقال نفسه معلومات عن اتهام كينيدي بالاعتداء الجنسي على جليسة أطفاله السابقة، وهو ادعاء لم ينكره أثناء ظهوره في بودكاست.
"لقد كنت شابًا صاخبًا للغاية"، هكذا قال كينيدي لمذيع برنامج Breaking Points ساجار إنجيتي، مضيفًا: "لقد قلت في خطاب إعلان ترشحي إن لدي الكثير من الأفكار التي قد تجعلني أترشح لمنصب ملك العالم إذا ما تمكن الجميع من التصويت".
ولم يتضح بعد كيف سيؤثر قرار كينيدي بتعليق حملته على السباق المتقارب بالفعل، فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أمس الجمعة، أن كينيدي حصل على نحو 5% من تأييد الناخبين على المستوى الوطني في اليوم الذي انسحب فيه، وذلك وفقًا لمتوسط استطلاعات الرأي التي أجرتها الصحيفة.
ولفتت "نيوزويك" إلى أن تأييده بدأ في التراجع بمجرد أن أطلقت هاريس حملتها لإعادة انتخابها.
وكان تأثير كينيدي الابن محسوسًا بشكل خاص في الولايات المتأرجحة، على الرغم من أن "نيويورك تايمز" ذكرت أن أحدث استطلاع أجرته في سبع ولايات متأرجحة وجد أنه إذا تحوّل جميع أنصار كينيدي نحو ترامب، فإن الرئيس السابق سوف يكتسب نقطة مئوية واحدة في المتوسط.
وبالمقارنة، حافظت هاريس على تقدم على ترامب بنسبة 2% في المتوسط عبر الولايات السبع، مع أو بدون إدراج كينيدي في الاستطلاع.
رهانات انتخابية
بلغت احتمالات فوز كامالا هاريس أو دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية 49% لكل منهما، حتى صباح السبت بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، وفقًا لشركة المراهنات "بيتفير" ومقرها المملكة المتحدة.
وتشكل هذه الاحتمالات تحسنًا طفيفًا بالنسبة لترامب مقارنة بتوقعات سابقة أمس الجمعة، عندما أعطته شركة المراهنات البريطانية فرصة بنسبة 48.5% للفوز، مقابل 49.5% لهاريس.
ولفتت "نيوزويك" إلى أن التغيير في أرقام "بيتفير" يتوافق مع استطلاعات الرأي التي أشارت إلى أن انسحاب كينيدي من السباق من شأنه أن يعطي دفعة لترامب.
فقد وجد استطلاع للرأي شمل 1867 ناخبًا أمريكيًا محتملًا أجرته شركة Outward Intelligence بين 18 و22 أغسطس -نشر أول أمس الخميس- أنه إذا انسحب كينيدي الابن من السباق، فإن 59% من ناخبيه سيميلون إلى دعم ترامب مقابل 41% لهاريس.
وأول أمس الخميس أيضًا، عرضت "بيتفير" احتمالات بنسبة 54.5% على فوز ترامب في نوفمبر المقبل، مقابل 52.4% لهاريس.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حلّ ترامب لفترة وجيزة محل هاريس باعتباره المرشح المفضل لدى مراهني "بيتفير" للفوز بالانتخابات الرئاسية، وسط تكهنات بأن "شهر العسل" لنائبة الرئيس كمرشحة ديمقراطية قد تقترب من نهايتها.
وبشكل منفصل، خلص تحليل لاستطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها موقع الانتخابات FiveThirtyEight إلى أن انسحاب كينيدي قد يقلب ولايتي "كارولينا الشمالية" و"نيفادا" لصالح ترامب.
وأظهر تحليل أجراه للموقع، الذي يزن استطلاعات الرأي على أساس موثوقيتها المتصورة والعوامل الديموغرافية، أن هاريس تقدمت على ترامب بنسبة 3.7% أمس الجمعة، وبشكل عام، وضع هاريس على 47.3% من الأصوات، مقابل 43.6% لمنافسها الجمهوري.