الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مجلس الأمن: دعوات متكررة لوقف إطلاق النار بغزة وتحذيرات من كارثة صحية

  • مشاركة :
post-title
مجلس الأمن الدولي

القاهرة الإخبارية - متابعات

عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، جلسته الشهرية بشأن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.

واستمع المجلس إلى إحاطة لتور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، وكلمة لرئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية لويزا باكستر.

وفي كلماتهم، أجمع مندوبو وممثلو الدول الأعضاء، على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك لقاحات شلل الأطفال، محذّرين من تصاعد التوترات الإقليمية حال استمرت الحرب على قطاع غزة، وفقًا لما ذكرته وفا.

وينسلاند: وضع المنطقة قابل للاشتعال

وفي إحاطته أمام المجلس عبر الفيديو من مدينة القدس المحتلة، قال تور وينسلاند، منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، إن الوضع في المنطقة "قابل للاشتعال"، محذّرًا من أن أي شرارة أو خطأ في التقدير من شأنه أن يشعل سلسلة من التصعيدات التي "لا يمكن السيطرة عليها"، التي قال إنها "تزج بملايين الناس في الصراع".

وقال وينسلاند: "إننا نمر الآن بنقطة تحول في الشرق الأوسط" بعد 321 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدًا أن "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين أمر ضروري الآن من أجل السلام والأمن الإقليميين".

وحذّر من أنه إذا بقيت أي من هذه القضايا دون حل، فإن "آفاق تحقيق منطقة أكثر استقرارًا وسلامًا وأمنا ستظل بعيدة المنال".

ودعا إلى العمل على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أنه "ليس هناك وقت لنضيعه".

وقال "وينسلاند"، إن الأمم المتحدة تظل ملتزمة ومستعدة لزيادة المساعدات الإنسانية خلال وقف إطلاق النار ودعم تنفيذ الاتفاق، مؤكدا أن "وقف إطلاق النار المستدام وحده الكفيل بأن يتيح الاستجابة الإنسانية الشاملة والتعافي المبكر في غزة".

وأضاف تور وينسلاند أن الحرب على غزة تواصل إيقاع خسائر فادحة في الأرواح البشرية، مشيرًا إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، بعد أكثر من 10 أشهر من الحرب.

وحول الوضع في الضفة الغربية المحتلة، قال "وينسلاند" إنه بمثابة "برميل بارود"، مشيرًا إلى الاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة المصنفة "أ"، بما في ذلك استهداف مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان والمراكز الحضرية الفلسطينية، مشددًا على "ضرورة أن تتوقف أعمال العنف إذا كنا نريد منع تصعيد آخر".

وشدد على أن "الطريق الوحيد للخروج من هذه الدوائر المفرغة من اليأس يتمثل في الأفق السياسي الذي ينهي الاحتلال ويحقق حل الدولتين"، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستواصل دعم كل الجهود لتحقيق هذا الهدف.

 أطفال غزة تحت القصف والحصار

بدورها، قالت رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، لويزا باكستر، في كلمة عبر الفيديو من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إنها "محاطة بدمار هائل"، مضيفة أن "أكثر من 1.9 مليون شخص نزحوا من منازلهم وأماكن سكنهم ويتنقلون في الشوارع المليئة بالركام والقمامة ومياه الصرف الصحي.

وأشارت رئيسة وحدة الطوارئ الصحية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل الدولية، إلى أن أطفال غزة تحملوا - على مدى 320 يومًا - القصف المتواصل، والموت والتشريد والحصار.

وأضافت أنه وفقًا للمعطيات، "فقد قُتل أكثر من 1% من إجمالي عدد الأطفال في غزة - أي 14 ألف طفل - ومن المرجح أن يكون هذا التقدير أقل كثيرًا من الواقع، إذ لم يتم تحديث الرقم منذ شهر مايو، ولا تزال جثث ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، مفقودة".

وتابعت أن "الفرق الطبية التابعة للمنظمة عاينت أكثر من 13 ألف شخص في عيادة المنظمة بدير البلح، وظهرت على الأطفال الذين نعالجهم علامات الصدمة العميقة. كما تفاقمت أمراض الطفولة الشائعة بسبب سوء التغذية ونقص المياه وغياب الأدوية البسيطة. كما منعت إسرائيل دخول إمدادات المضادات الحيوية ومسكنات الألم وحتى الثلاجات لحفظ اللقاحات".

وأوضحت: "نشهد عرقلة متعمدة ومتكررة للمساعدات الإنسانية في غزة. ظل فريقي ينتظر الأدوية المنقذة للحياة لمدة أربعة أشهر. وهي محتجزة في المعابر بموجب قواعد وقيود (إسرائيلية) متعددة، وكثير منها غير مكتوبة وتعسفية".

وأشارت "باكستر"، إلى أنه "تأكد الآن تفشي مرض شلل الأطفال في غزة، لافتةً إلى أن الحالة الأولى المؤكدة هي لطفل يبلغ من العمر عشرة أشهر في دير البلح ـ ووصفت ذلك بأنه "بمثابة مأساة فردية، وإشارة إلى كارثة أكبر تلوح في الأفق".

وحذرت من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات وقائية على الفور، فإن تفشي شلل الأطفال لن يكون كارثة بالنسبة لأطفال غزة فحسب، بل قد يؤدي أيضا إلى تراجع كبير في جهود القضاء عليه على مستوى العالم.

ومضت قائلة: "شلل الأطفال في أي مكان هو تهديد للأطفال في كل مكان. وفي الوقت الذي نتحدث فيه، ينتشر شلل الأطفال في غزة، ولن ينتظر عند بوابة التفتيش في معبر كرم أبو سالم أو مكتب الجمارك في مطار اللد".

وللاستجابة بفعالية لتفشي شلل الأطفال في غزة، قالت لويزا باكستر إنه يتعين البدء فورا في الوقف المستمر للحرب، لا تقل مدته عن أسبوع لكل مرحلة.

وقالت إن هذا الإطار الزمني يفترض فيه أن تتوقف كافة الهجمات على العاملين في المجال الإنساني والطبي الآن وبشكل دائم. "ولابد وأن تتمكن جماعات الإغاثة من التحرك عبر غزة دون عوائق. ولابد وأن يتمكن الناس من اصطحاب أطفالهم إلى نقاط التطعيم بأمان".

وأوضحت أنه بغض النظر عن حالة وقف إطلاق النار، "فإن الوصول الإنساني الكامل دون عوائق إلى قطاع غزة وداخله أمر ضروري لجميع الإمدادات الإنسانية والعاملين".

من ناحية أخرى، قالت لويزا باكستر إن فرق الحماية التابعة لمنظمة إنقاذ الطفل في غزة تعمل مع الأطفال المفرج عنهم من المعتقلات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال أفادوا بتعرضهم "للعنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب. وأفادوا بحرمانهم من الطعام، والضرب، والهجوم بواسطة الكلاب. ويذكرون أنهم شاهدوا أولياء أمورهم وهم يُجردون من ملابسهم ويتعرضون للضرب أمامهم. ويكافح هؤلاء الأطفال للتعامل مع الصدمة العميقة والأذى النفسي والجسدي الذي تسبب فيه ذلك".

واختتمت حديثها بالقول: "لقد خذلنا أطفال غزة بشكل جماعي لمدة 320 يومًا. أطلب من هذا المجلس ودوله الأعضاء، بصفتها الوطنية، أن يتخذوا إجراءات فورية وحاسمة. نترك هذا الأمر بين أيديكم".

الصين: إسرائيل تصم آذانها عن دعوات وقف إطلاق النار

وقال المندوب الصيني الدائم فو كونج للمجلس إن "العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل مستمرة في قطاع غزة، وهناك خسائر جديدة كل يوم"، مضيفًا أن "إسرائيل تصم آذانها عن الدعوات لوقف إطلاق النار".

وتابع أن إسرائيل مستمرة في "إيمانها الأعمى بالنصر العسكري" الذي سيؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، وقال إن الحل السياسي هو "المخرج الأساسي" الوحيد من الأزمة.

وحث إسرائيل على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي بما في ذلك فتح نقاط العبور الحدودية أمام مساعدات الإغاثة، كما حذر من أن السلام في المنطقة "معلق بخيط رفيع".

بدورها، قالت نائب المندوب الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، ناتالي برودهيرست، إن بلادها تجدد دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لوضع حد "لمعاناة السكان المدنيين وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق.

وقالت إن فرنسا كررت مخاوف الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضع الصحي، وخاصة عودة ظهور حالات شلل الأطفال في غزة.

وقال نائب المندوبة الدائمة للمملكة المتحدة جيمس كاريوكي: "لقد أصبحت غزة المكان الأكثر فتكًا بالأطفال في العالم"، مشيرًا إلى أن "النساء والأطفال ما زالوا يتحملون وطأة هذا الصراع الوحشي الذي أدى منذ 7 أكتوبر إلى استشهاد أكثر من 40.000 شخص ويشكل الأطفال ما يقرب من ثلث الضحايا الذين تم تسجيلهم".

وكرر الدعوات إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، مشيرًا إلى أن المحادثات للتوصل إلى اتفاق "توفر فرصة حيوية لتأمين وقف فوري لإطلاق النار ينهي الصراع ويخرج الرهائن ويسمح بالوصول العاجل للمساعدات ويخفف من تصعيد التوترات الإقليمية".

وتطرق إلى زيارة وزير خارجية بلاده ووزير الخارجية الفرنسي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة الأسبوع الماضي، حيث نقلا ثلاث رسائل رئيسية: "أن مفاوضات وقف إطلاق النار الحالية هي السبيل الوحيد لتجنب أزمة إقليمية كاملة، وأن الوضع الإنساني كارثي ونحن بحاجة إلى رؤية تحسينات فورية، وأنه يجب أن تكون هناك مساءلة عن العنف المروع الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية".