بالتزامن مع استطلاعات الرأي المختلفة التي جعلت كامالا هاريس، تلحق بركب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بل وباتت تنافسه في عدة ولايات، إلّا أنّ قيادات ديمقراطية بارزة حذّرت من النشوة المفرطة، معتبرين ترامب فائزًا لا محالة إذا أُقيمت الانتخابات اليوم.
ومنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحابه الشهر الماضي على خلفية المناظرة الكارثية، حققت كامالا هاريس بعد ترشحها رسميًا بدلا منه مكاسب ثابتة في استطلاعات الرأي الوطنية، وباتت تتقدم على ترامب بأربع نقاط على الأقل في ولايات متأرجحة رئيسية بعد أن كان الرئيس السابق يتقدم بنسبة 3%.
تقدم حذر
وفي الوقت الذي ينعقد فيه المؤتمر الوطني الديمقراطي، حذر الاستراتيجي الديمقراطي ديفيد أكسلرود الحزب، بحسب صحيفة ذا هيل البريطانية، من الشعور بالنشوة المفرطة بسبب التقدم الوطني الطفيف الذي حققته نائبة الرئيس هاريس على الرئيس السابق ترامب، مشيرًا إلى أن المرشح الجمهوري قد يفوز إذا أجريت الانتخابات اليوم.
ويعد أكسلرود واحد من أبرز الديمقراطيين الذين دعوا الرئيس الأمريكي جو بايدن علنًا للانسحاب من السباق الرئاسي، ويرى أن الوضع بات أفضل مع هاريس كمرشحة مفترضة، مشيرًا إلى أنها أحرزت تقدمًا غير عادي، بعد أن كان الشعور السائد هو أن الديمقراطيين سيفوزون بأغلبية ساحقة.
تقليص الفجوة
وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا أن هاريس تتقدم على ترامب بخمس نقاط في أريزونا، بنسبة 50 % مقابل 45 %، ونقطتين في نورث كارولينا، بنسبة 49% مقابل 47 %، كما حصلا على متوسط دعم بلغ 50% في أريزونا وجورجيا وميشيجان.
وفي ولايتي نيفادا وجورجيا، نجحت هاريس في تقليص الفجوة إلى حد كبير مع الرئيس السابق، ويتقدم ترامب على نائب الرئيس في ولاية سيلفر بنسبة 48% مقابل 47%، وفي ولاية بيتش بنسبة 50% مقابل 46%، وفي استطلاع للرأي أجرته شبكة سي بي إس نيوز نشر أمس الأحد، تعادلت هاريس وترامب في سبع ولايات متأرجحة.
سباق تنافسي
ويرى الاستراتيجي الديمقراطي، أن الأمور منذ وصول هاريس تغيرت بشكل كبير خلال الأسابيع الأربعة الماضية، ولكنه أشار إلى أنه من السابق لأوانه نطلق على هذا سباقا لصالح هاريس، التي تتقدم بفارق ضئيل على الرئيس السابق في بعض استطلاعات الرأي الوطنية.
واعتبر هذا السباق الرئاسي بأنه سباق تنافسي للغاية، مشددا على أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فمن المرجح أن يكون ترامب هو الفائز، كونها معركة الهيئة الانتخابية، لافتة إلى أن فوز الديمقراطيين يتوقف على الولايات المتأرجحة، ولابد من تحقيق تقدم كبير في جذب الأصوات حيث من المنتظر أن تكون 3 ولايات فقط متأرجحة هي الطريق النهائي للبيت الأبيض.
يستهدف كل من هاريس وترامب الناخبين المترددين من ست أو سبع ولايات، وهم في أغلبهم من الشباب، والسود، واللاتينيين، والذين يُنظر إلى كثيرين منهم على أنهم فضوليون بشأن ترامب، لكنهم ليسوا مقتنعين به، بينما تتطلع حملة هاريس إلى إعادة جذب الناخبين الديمقراطيين الذين كانوا غير راضين عن بايدن.