دفع هجوم أوكرانيا الناجح على مدينة كورسك الروسية، الحدودية، في أول هجوم على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية، ألمانيا إلى دراسة تقديم المزيد من الدعم لكييف لمساندتها لمواصلة القتال.
ولا يزال بإمكان الحكومة الفيدرالية تقديم مدفوعات مساعدات جديدة لأوكرانيا، بعد أن أعلنت وزارة المالية أنها مستعدة لدراسة توفير المزيد من الأموال على المدى القصير، بحسب موقع "تاجز شاو".
وقال سفير أوكرانيا لدى ألمانيا، أوليكسي ماكييف، إن أمن أوروبا يعتمد على قدرة ألمانيا وإرادتها السياسية على مواصلة لعب دور قيادي في دعم أوكرانيا، وتأمل كييف أن تجد الحكومة الفيدرالية سبلا لتمويل احتياجاتنا الأمنية المشتركة لهذا العام.
لم يعد هناك أي أموال جديدة متاحة لهذا الغرض وفقًا لتخطيط الميزانية الحالية، ويقال إن المتطلبات التي تمت الموافقة عليها بالفعل سيتم تسليمها، ولكن لا ينبغي الموافقة على الطلبات الإضافية من وزارة الدفاع بناءً على طلب المستشار أولاف شولتس، والسبب في ذلك هو الإجراءات التقشفية التي اتخذتها المستشارية ووزارة المالية.
ويعتمد وزير المالية الألماني كريستيان ليندينر على دخل الفوائد من الأموال الروسية المجمدة، وقد تم بالفعل التخطيط لتخصيص أموال لأوكرانيا تصل إلى نحو ثمانية مليارات يورو للعام الحالي، الحد الأقصى المخطط له للعام المقبل هو أربعة مليارات يورو.
ولا يرغب ليندنر قطع المساعدات العسكرية لأوكرانيا لمدة عام، وبدلًا من أن تأتي الأموال من الميزانية الفيدرالية، فإنه يتم اللجوء في المستقبل إلى أرباح الأصول الروسية المجمدة، وتم تجميد نحو 280 مليار دولار أمريكي (نحو 260 مليار يورو) من أموال البنك المركزي الروسي في الدول الغربية منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، وجزء كبير منها وفقًا لمفوضية الاتحاد الأوروبي نحو 210 مليار يورو.
وفي قمة مجموعة السبع التي انعقدت في بورجو إيجنازيا بإيطاليا في يونيو، اتفق المفاوضون على تمويل قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا من عائدات هذه المبالغ المجمدة.
وبدأ الجيش الأوكراني بشكل مفاجئ الهجوم في منطقة كورسك في السادس من أغسطس، ويقال إن نحو 10 آلاف جندي أوكراني منتشرون هناك.
وأعلن قائد الجيش أولكسندر سيرسكي، الاستيلاء على 1150 كيلومترًا مربعًا و82 بلدة بما في ذلك مدينة سودجا ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تقع على بُعد نحو عشرة كيلومترات خارج الحدود الروسية.
ويوجد مركز غاز مهم لشركة جازبروم الروسية، يتيح نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وهذا التقدم هو أكبر هجوم لأوكرانيا عبر الحدود منذ بداية الحرب الروسية والأول لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.