الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقارب الوعود الشعبية بين المرشحين.. اتفاق نادر بين هاريس وترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وكامالا هاريس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حربًا انتخابية من نوع نادر، استُخدمت فيها المزايدات الشعبية في حملات المرشحين، ما أدى إلى تقارب غير عادي في المقترحات السياسية بين كل من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب.

مسألة وجودية

ففي الانتخابات التي يتعامل معها كلا الجانبين باعتبارها مسألة وجودية، بعد ما كشفت "هاريس" في أول خطاب سياسي رئيسي لها، عن أجندة اقتصادية تتضمن خَصمًا ضريبيًا للأطفال بقيمة 6000 دولار للأسر خلال السنة الأولى من حياة الطفل حديث الولادة، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.

وفي غضون ساعات، قال مسؤول في حملة ترامب "إن ترامب سيفكر في توسع كبير في الائتمان الضريبي للأطفال،" مستشهدًا بدعوة السيناتور جيه دي فانس الأخيرة للحصول على ائتمان بقيمة 5000 دولار، وفق وكالة "سيمافور".

أرضية مشتركة للقضايا الكبرى

كان استعادة الإعفاء الضريبي المعزز للأطفال في عصر الوباء أولوية بالنسبة للديمقراطيين منذ فترة طويلة، لكن اقتراح "فانس" أثار فجأة بعض حلفاء ترامب الذين زعموا أنه سرقة سياسية.

واتُهمت هاريس، التي تحاول حملتها، التي بدأت قبل 28 يومًا، اللحاق بالركب فيما يتعلق بالاقتصاد، بالتقلب في مواقفها السابقة، والنأي بنفسها عن الرئيس بايدن، وفي بعض الحالات التملق الصريح.

كما تعكس بعض عناصر أجندة هاريس إعادة تنظيم السياسة الحزبية، والناخبين الأمريكيين الذين وجدوا أرضية مشتركة بشأن بعض القضايا الكبرى.

كامالا هاريس

التضخم

ففي مسألة التضخم، تبذل هاريس جهودًا متضافرة للتخلص من الإجراءات الاقتصادية التي خلّفها بايدن، بدءًا من الاعتراف الصريح أمس الجمعة بأن تكاليف الغذاء والغاز والإسكان ارتفعت بشكل حاد، بينما غرّدت حملة ترامب إلى جانب مقطع مصور لـ"هاريس" وهي تتحدث عن الطرق المختلفة التي تؤثر بها الأسعار المرتفعة على الأسر الأمريكية، قائلة: "لم يكن بوسعنا أن نقول ذلك بشكل أفضل من هذا".

أمن الحدود

وفي مسألة أمن الحدود، فإن هاريس أدركت الميزة التي يتمتع بها ترامب في استطلاعات الرأي فيما يتعلق بالهجرة، فأصدرت إعلانًا الأسبوع الماضي تعهدت فيه "بتوظيف آلاف آخرين من ضباط الحدود واتخاذ إجراءات صارمة ضد الفنتانيل والاتجار بالبشر".

ورغم أنه لا يزال الأمر بعيدًا كل البُعد عن تعهد ترامب بتنفيذ عمليات ترحيل جماعية، لكن موقف الديمقراطيين بشأن الحدود تغيّر بشكل جذري على مدار السنوات الأربع الماضية.

ضريبة الإكراميات

كذلك فيما يخص عدم فرض ضريبة على الإكراميات، ففي اليوم نفسه الذي أيدت فيه نقابة الطهاة القوية في ولاية نيفادا ترشيحها، وعدت هاريس بإلغاء الضرائب على الإكراميات، ما أثار غضب ترامب، الذي كان قد قدّم تعهدًا مماثلًا قبل شهرين.

دونالد ترامب

حظر التكسير الهيدروليكي

وفيما يخص عدم فرض حظر على التكسير الهيدروليكي، فقد حافظت هاريس على "الغموض الاستراتيجي" بشأن قضايا الطاقة الساخنة، لكنها لم تعد تؤيد فرض حظر على التكسير الهيدروليكي على الأراضي الفيدرالية، وهو شرط أساسي للفوز بولاية بنسلفانيا، الولاية الأكثر أهمية في الانتخابات.

العجز

وحول العجز، لم يذكر في الخطط الاقتصادية لكل من هاريس وترامب كيفية دفع ثمن العجز، وهي سمة مميزة للشعبوية تعكس كيفية تعامل كل من الحزبين مع العجز أثناء وجودهما في السلطة.

اختلافات هائلة

وأصبح الواقع يشير إلى أن هناك اختلافات هائلة بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأمريكية من حيث الأسلوب والمضمون، ولا يمكن التغلب عليها من خلال بضعة وعود انتخابية متداخلة، فيما لا تزال الخطابات مشتعلة.

وقال ترامب في برنامج "تروث سوشيال فرايداي"، وهو أحدث فصل من تحذيراته المتشائمة بشأن الحكم الديمقراطي: "إذا انتُخبت كامالا وطبقت سقف الأسعار الشيوعي، فسوف يكون هناك مجاعة وموت جوع وفقر، وهو ما لم نشهده من قبل".

بينما كتبت هاريس على "إكس" أمس الجمعة: "إذا كنت تريد أن تعرف من يهتم به السياسي، فانظر إلى من يقاتل من أجله، دونالد ترامب يقاتل من أجل المليارديرات والشركات الكبرى، وسأقاتل من أجل إعادة الأموال إلى الأمريكيين من الطبقة العاملة والمتوسطة".