تعد مؤسسات المجتمع المدني أحد المكونات الرئيسية لأي تنمية مجتمعية، إذ لا يمكن إغفال دورها الفاعل في تحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لتأمين حماية مستدامة لحقوق البشر في أنحاء العالم كافة.
وقالت نهى طلعت، أمين التحالف الوطني للعمل الأهلي، إن عام 2022 شهد طفرة كبيرة في أداء المجتمع المدني بمصر ودفعة كانت منتظرة منذ سنين؛ لأن المجتمع المدني في مصر عريق ولديه أنشطة كثيرة وتمس بشكل مباشر حياة المواطن المصري، خاصة أن في مصر صروحًا تعليمية وطبية وخدمية لديها أكثر من 100 سنة تخدم المواطنين، والسبب الرئيسي وراء إنشائها جهود المجتمع والتطوع والتكافل والتضامن الاجتماعي.
وأضافت "طلعت" في مداخلة لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الثلاثاء، أنه بإعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن 2022 عام المجتمع المدني وقت إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر 2021، كانت فرصة عظيمة ليتم النظر إلى مؤسسات المجتمع المدني في مصر على أنها شريك فاعل في التنمية، ولديها دور ومساهمة مقدّرة في ملفات كاملة، وأنها تساهم بـ30 أو 40% من إجمالي الجهود فيها مثل ملف الصحة والتعليم المجتمعي وغيرهما من الملفات.
وتابعت، تعتبر دعوة الرئيس المصري، في يناير الماضي أثناء توصيات منتدى شباب العالم لإجراء حوار مجتمعي بين مؤسسات المجتمع المدني سواء المحلية أو الدولية مع الشباب، شرارة البدء لنشاط موسع وكبير انضم له عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني، ونحن نتحدث عن أن عدد الجمعيات الأهلية المسجلة في مصر والناشطة الفاعلة يتخطى حاجز 52 ألف جمعية أهلية منتشرة في كل محافظات مصر.
وقال أحمد عوض، مدير مركز الفينيق للدراسات، من عمان، إن المجتمع المدني أدواره مفصلية في تعزيز استقرار المجتمعات، وفي تحقيق مجمل أهداف التنمية المستدامة بعائلاتها الـ17 وراياتها ومؤشراتها، وبالتالي وجود المجتمع المدني ضرورة، وعلى الدول أن تبذل جهدًا كبيرًا من أجل أن يكون لديها مجتمع مدني مستقل قوي وفعّال.
من جانبه قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، من غزة، إن نشأة المجتمع المدني الفلسطيني بشكل خاص وتطوره مرتبط بالنضال الوطني الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني في مواجه الظروف الناجمة عن الاحتلال، وأن منظمات المجتمع المدني لها دور أساسي ومهم في تعزيز الصمود والتخفيف من وطأة ما يشهده المجتمع، على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها المنظمات.