شنّت القوات الأوكرانية هجومًا جريئًا على الأراضي الروسية، مستهدفة منطقة كورسك وبعض المناطق الحدودية الأخرى، ووفقًا لتصريحات المسؤولين الأوكرانيين، يهدف هذا الهجوم إلى دفع روسيا نحو "عملية تفاوض عادلة".
هذه الاستراتيجية الجديدة، التي تنقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية، تثير تساؤلات حول تداعياتها على مسار الحرب وموقف القوى الدولية، وسلطت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية الضوء على الهجوم وردود الفعل الدولية، مع تحليل لآثاره المحتملة على مسار الصراع.
استراتيجية جديدة للضغط
كشفت "ذا جارديان" أن الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية بدأ في 6 أغسطس، حين عبر آلاف الجنود الأوكرانيين الحدود الغربية لروسيا، وفي تصريح لافت، أوضح ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الهدف من هذه العملية العسكرية.
وقال "بودولياك"، عبر تطبيق تليجرام: "نحتاج إلى إلحاق هزائم تكتيكية كبيرة بروسيا.. في منطقة كورسك، نرى بوضوح كيف يتم استخدام الأداة العسكرية بشكل موضوعي لإقناع الاتحاد الروسي بالدخول في عملية تفاوض عادلة"، وهذا التصريح يشير بوضوح إلى أن أوكرانيا تسعى لاستخدام القوة العسكرية كوسيلة للضغط الدبلوماسي.
تقدم أوكراني ورد روسي
أشار معهد دراسة الحرب إلى أن القوات الأوكرانية وصلت إلى مسافة تقل عن 30 كيلومترًا من الحدود الدولية في كورسك، وعلى الرغم من ادعاءات وزارة الدفاع الروسية بتطهير بعض المستوطنات من القوات الأوكرانية، إلا أن المدونين العسكريين الروس أشاروا إلى استمرار القتال.
وفي ردّ فعل على الهجوم، اتهمت روسيا حلف الناتو والغرب بشكل أوسع بدعم التوغل الأوكراني، بما في ذلك السماح باستخدام المعدات الغربية.
وقال نيكولاي باتروشيف، أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا": "تم التخطيط للعملية في منطقة كورسك أيضًا بمشاركة الناتو والخدمات الخاصة الغربية".
دعم غربي
ردًا على الاتهامات الروسية، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن أوكرانيا لديها الحق في استخدام المعدات البريطانية الممنوحة في العمليات، بما في ذلك داخل روسيا.
وقالت الوزارة: "لم يكن هناك تغيير في سياسة الحكومة البريطانية؛ بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، لأوكرانيا حق واضح في الدفاع عن النفس ضد الهجمات الروسية غير القانونية، وهذا لا يستبعد العمليات داخل روسيا".
من جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة حتى الآن أن التوغل هو خطوة وقائية يمكن لكييف فيها استخدام المعدات الأمريكية بشكل مناسب.
ومع ذلك، أعرب مسؤولون في واشنطن عن مخاوفهم من التعقيدات التي قد تنشأ مع تقدم القوات الأوكرانية أكثر في الأراضي المعادية.
مسار الحرب
على الرغم من أن الهجوم الأوكراني كشف عن نقاط ضعف في الدفاعات الروسية وغير السرد العام للصراع، إلا أن المسؤولين الروس أكدوا أن ما وصفوه بـ "الغزو الإرهابي الأوكراني" لن يغير مسار الحرب.
وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا تقدمها في القطاع الشرقي الرئيسي من خط المواجهة البالغ طوله 1000 كيلومتر، مع تفوق عددي كبير.
ويبدو أن كلا الجانبين يواصلان هجماتهما، إذ تقترب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك الرئيسية في دونيتسك، بينما تبدو أوكرانيا وكأنها تعزز مكاسبها في منطقة كورسك الروسية.