تشكّل المعلومات المضللة مشكلة كبيرة تواجهها الانتخابات الأمريكية 2024، المزمع إقامتها في نوفمبر المقبل، ومع صعود جيل الذكاء الاصطناعي أصبح الأمريكيون لا يستطيعون التفرقة بين الحقيقة والخيال بسبب المحتويات المضللة والخادعة، وهو ما حذّرت منه السلطات الأمريكية.
وبات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو المرشح الجمهوري رسميًا، أمام كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن مرشحة الحزب الديمقراطي، حيث من المنتظر أن تنطلق الانتخابات في 5 نوفمبر المقبل على أن يتم إعلان الفائز في يناير 2025.
حماية الناخبين
وبسبب المخاوف المتعلقة بالمعلومات المضللة، حذّرت المدعية العامة في نيويورك، ليتيتيا جيمس، 12 شركة تكنولوجية كبيرة من بينها "ميتا وجوجل وأوبن إي أي وإكس"، من خطورة ذلك الأمر بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، ووجهت إليهم رسالة لمعالجة تلك الأمور.
ومن المفترض أن تعمل تلك الشركات على اتخاذ خطوات كبيرة من أجل حماية الناخبين الأمريكيين من المعلومات المضللة المتعلقة بالانتخابات، حيث أكدت المدعية العامة أنها باتت مصدر قلق كبير، والحواجز التي تمنع تلك الجهات التي تنشر تلك المعلومات الخادعة أصبحت ضعيفة بشكل كبير.
التزييف العميق
ولعدة سنوات ماضية، كان مسؤولو الانتخابات الأمريكية يواجهون ضغوطًا غير عادية من نظريات المؤامرة المتفشية والتهديدات العنيفة، إلا أن عام 2024 قدّم لهم، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، نوعًا جديدًا من التهديدات يتمثل في التزييف العميق المتوفر على نطاق واسع والمقنع للغاية، المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وأطلق الإعلام الأمريكي على انتخابات نوفمبر، اسم "انتخابات الذكاء الاصطناعي" بسبب التأثير المحتمل على السياسة الانتخابية، إذ شهدت الأشهر الماضية انتشار مقاطع فيديو لحملات انتخابية تضم صورًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
أشهر الوقائع
كانت أشهر واقعة للتزييف العميق في يناير الماضي قبل الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، عندما تلقى الناخبون مكالمة هاتفية خُيَّل لهم أنها من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ينصحهم فيها بعدم التصويت في ذلك الثلاثاء، إلا أنه تم إجراء تحقيق جنائي وكشف المدعي العام بالولاية أن شركة مقرها تكساس يُزعم أنها كانت وراء المكالمات.
أيضا انتشر فيديو مُعدل لحملة نائبة الرئيس كامالا هاريس الشهر الماضي، تم تبديل صوتها الأصلي بصوت استنساخ للذكاء الاصطناعي يحاكي صوتها لجعلها تقول أشياء لم تقلها، وهو الفيديو الذي حظى بملايين المشاهدات بعد قيام إيلون ماسك مالك إكس بإعادة نشره.
ترامب وهاريس
وجاء في رسالة المدعية العامة، أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية التي بناها المتلقون أصبحت تحظى بشعبية متزايدة وسهلة في إساءة الاستخدام، طالبة منهم تحمل مسؤولية ضمان حصول عشرات الملايين من الناخبين في الولايات المتحدة على إرشادات تعكس معلومات حقيقية ودقيقة حول حقهم الدستوري في التصويت.
وطلبت المدعية العامة عقد اجتماع شخصي مع هذه الشركات لمراجعة الخطوات التي تتخذها لحماية الناخبين من المعلومات المضللة، لكن اللافت في الأمر أن حملات "ترامب وهاريس" نفسيهما يتهمان بعضهما البعض بنشر معلومات وأرقام مضللة من أجل الوصول للبيت الأبيض.