تظل الصين محورًا رئيسيًا في ترجيح كفة الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية، وبالنظر إلى توجهات المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، فإنه يتبنى سياسة أكثر عداء لبكين، على عكس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التي تتبني سياسة معتدلة مع الحزب الشيوعي الصيني.
"هاريس" والصين
من منظور "هاريس"، ترى المرشحة الديمقراطية أنه لا ينبغي لأمريكا أن تشن حربًا تجارية على الصين، في إشارة إلى الصراع الذي بدأه "ترامب" بفرض رسوم جمركية على بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار.
ونقلت مجلة "نيوزويك" عن هاريس قولها: "لقد خسرتم تلك الحرب التجارية، لقد خسرتموها.. ما حدث في النهاية هو أنه بسبب ما يسمى بالحرب التجارية مع الصين، خسرت أمريكا 300 ألف وظيفة في قطاع التصنيع، وعانى المزارعون من الإفلاس بسبب ذلك.. نحن في حالة ركود في قطاع التصنيع بسبب ذلك".
وشدّدت هاريس على أن العلاقات الثنائية تدور حول "إزالة المخاطر" وليس الانفصال عن الصين.
وفي سبتمبر الماضي، قالت هاريس لشبكة "سي بي إس" الأمريكية: "الأمر لا يتعلق بالانسحاب، بل يتعلق بضمان حماية المصالح الأمريكية، وأن نكون رائدين فيما يتعلق بقواعد الطريق، بدلًا من اتباع قواعد الآخرين".
كان اللقاء الوحيد بين هاريس وشي، هو ذلك الحور القصير الذي جمعهما على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في العاصمة التايلاندية بانكوك، نوفمبر 2022.
وقالت نائبة الرئيس إنها شددت على الرسالة التي نقلها بايدن إلى شي خلال محادثاتهما في قمة مجموعة العشرين في بالي قبل أيام، وهي أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة من أجل "إدارة المنافسة بين بلداننا بشكل مسؤول".
وعلى جبهة أخرى، انتقد المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونج، كامالا هاريس لتعاطفها مع الحزب الشيوعي الصيني، معتبرًا ذلك بمثابة مقدمات لإمكانية "خضوعها للصين"، حسب وصف الحملة.
ترامب والحرب التجارية
أما المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، وخلال فترته الرئاسية الماضية، فتبنى سياسة عدوانية تجاه الصين بشنه حربًا تجارية استهدفت عرقلة تقدم بكين ونموها.
ومن المتوقع أن يتبنى ترامب سياسة تجارية أكثر عدوانية تجاه الصين، مع احتمال فرض تعريفات جمركية تصل إلى 60% على البضائع الصينية، كما قد يسعى لإلغاء وضع العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة مع بكين، وتبني سياسة "الساحة الكبيرة، السياج العالي" للفصل التكنولوجي عن الصين.
ومع ذلك، يشير التحليل إلى أن ترامب قد يسعى أيضًا لاتفاقيات ثنائية في مجالات مثل السلع الاستهلاكية والطاقة والتكنولوجيا، مع احتمال أن تكون إدارته أقل قدرة على حشد الحلفاء والشركاء ضد الصين مقارنة بالإدارة الحالية.
إدارة بايدن
وظلت التجارة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم محط تركيز إدارة بايدن، حيث انتقدت وزيرة الخزانة جانيت يلين وآخرون بكين بسبب مزاعم إغراق الأسواق الأجنبية بالمركبات الكهربائية والسلع الأخرى للتعويض عن انخفاض ثقة المستهلكين بين الصينيين.
في مايو الماضي، أعلن بايدن أنه لن يكتفي بالإبقاء على الرسوم الجمركية التي فُرضت في عهد ترامب على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار فحسب، بل سيرفعها أيضًا على فئات تبلغ قيمتها الإجمالية 18 مليار دولار.
وعلى الرغم من اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن في نوفمبر الماضي، مع نظيره الصيني شي جين بينج بهدف خفض التوترات، فإن واشنطن وبكين منخرطتان في مجموعة من النزاعات، من التجارة إلى الأسلحة النووية إلى تيك توك.
آخر استطلاع للرأي
وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث ونُشر في أواخر أبريل الماضي، فإن الصين تشكل مصدر قلق رئيسي في السياسة الخارجية بالنسبة لنحو نصف الأمريكيين.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته مؤسسة "جالوب" في الشهر السابق، أن أكثر من 40% من الأمريكيين ينظرون إلى الصين باعتبارها العدو الأول للولايات المتحدة.