استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، نسف جهود الوساطة من أجل اتفاق إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل المحتجزين في القطاع مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وأعلنت حماس، فجر الأربعاء، استشهاد رئيس الحركة إسماعيل هنية في "غارة إسرائيلية غادرة على مقر إقامته في طهران" بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
وقال باراك رافيد، محلل السياسة والخارجية في "سي. إن. إن"، إنه نظرًا لدوره في المفاوضات، فإن وفاة هنية "سيكون لها تأثير كبير على تلك المفاوضات".
وحسب الشبكة الأمريكية، يقول الخبراء إن الاغتيالات تلقي بظلال مشؤومة على الآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. ورجح الخبراء ألا تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل إعلان الفائز بالانتخابات الأمريكية، أي أوائل العام المقبل على الأقل، وهذا ما يرغب فيه نتنياهو.
وجاء اغتيال هنية في وقت تسعى فيه دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، إلى استئناف المفاوضات، بغرض التوصل لاتفاق بوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل المحتجزين في القطاع مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وباعتباره الزعيم السياسي لحركة حماس، كان هنية محورًا رئيسيًا مع الوسطاء خلال محادثات المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة، وفق شبكة "سى. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وأبدى "هنية" استعداده للتوصل إلى اتفاق إذا انسحب جيش الاحتلال من غزة، قائلا في مايو الماضي، إن الحركة "لا تزال حريصة" على التوصل إلى اتفاق، ولكن أي اقتراح يجب أن يُوقف القتال في القطاع بشكل دائم.
وقال "هنية" حينها، إن مطالب الحركة تهدف إلى وقف "العدوان على الشعب الفلسطيني، وهو موقف أساسي ومنطقي يضع الأساس لمستقبل أكثر استقرارًا".
وردًا على ذلك، وصفت إسرائيل هذه المطالب بأنها "غير مقبولة"، حيث تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمواصلة الحرب إلى أن يتم تدمير حماس، ما أدى إلى توقف المفاوضات.
ويواجه نتنياهو اتهامات من الداخل الإسرائيلي، بأنه لا يريد اتفاقًا بوقف إطلاق النار في غزة، لأجل إطالة أمد الحرب والبقاء في منصبه.
وفي أوائل شهر يوليو، كان هنية على اتصال مع الوسطاء لمناقشة الأفكار حول إنهاء الحرب، ما أثار بعض الأمل في أن الجانبين يمكن أن يكونا على شفا اتفاق إطاري.