الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تفوق عدد سكان عاصمة النور.. فئران باريس تلتهم فرحة الأولمبياد

  • مشاركة :
post-title
6 ملايين فأر تهدد أولمبياد باريس

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

يعيش الآلاف من مشجعي الرياضة الذين توافدوا إلى باريس لحضور الألعاب الأولمبية حالة من الرعب والهلع، بعد ما تسببت الأحوال الجوية العاتية في خروج فئران ضخمة بحجم القطط إلى الشوارع.

حالة من الفوضى

وتشهد دورة الألعاب الأولمبية في باريس حالة من الفوضى بعد العاصفة والأمطار التي أغرقت حفل الافتتاح، ما أدى إلى خروج القوارض من مجاري الصرف الصحي إلى الشوارع، وفق صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.

وتعد مدينة باريس الرابعة عالميًا في عدد الفئران، التي تقدر بنحو 6 ملايين فأر مقابل نحو 2.1 مليون إنسان يعيشون في المدينة السياحية الشهيرة، حيث يفوق عدد هذه المخلوقات عدد سكان العاصمة الفرنسية بنسبة تزيد على اثنين إلى واحد.

وهطلت أمطار بلغت 2 بوصة على العاصمة الفرنسية خلال الـ48 ساعة، ما أجبر الجرذان على مغادرة جحورها تحت الأرض، ليشاهدهم المارة وهم يركضون عبر المطاعم والحانات، الأمر الذي أثار رعب المتفرجين الذين سافروا من جميع أنحاء العالم لحضور الحدث الرياضي.

مخاطر صحية

وهناك مخاطر صحية ناجمة عن بول الفئران، وفق "ديلي ستار" بدأت بالفعل في التأثير على فعاليات الألعاب الأوليمبية، فالبكتيريا الموجودة في بول الفئران قد تسبب داء البريميات، الذي يسبب أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا وتلف الكبد والكلى.

وذكرت وكالة "فرانس24"، "إن انتشار الفئران في العاصمة الفرنسية ليس مزحة بالنسبة لسكان المدينة، وقد يكون مصدر إحراج لهم مع تسليط الأضواء على باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية.

آلاف مشجعي الرياضة يعيشون حالة رعب وهلع من الفئران
البحث عن الفئران

وقبل أيام من افتتاح الألمبياد، قالت نائبة رئيس بلدية باريس آن كلير بوكس، المسؤولة عن الصحة العامة: "تم تحليل جميع المواقع الأولمبية ومناطق الاحتفالات بحثًا عن الفئران قبل الألعاب".

وأصدرت سلطات المدينة أمرًا بإجراء تنظيف عميق لإزالة أي بقايا طعام قد تغري القوارض بالخروج من جحورها تحت الأرض، وإغلاق نقاط الخروج، ووضع مصائد الفئران الميكانيكية والحلول الكيميائية لتقليل الأعداد المزعجة.

الفئران مفيدة

وقالت نائبة رئيس بلدية باريس، إنها لا تريد القضاء على الفئران، بل تريد فقط إبقاءها تحت الأرض، ولا ينبغي لأحد أن يهدف إلى إبادتها، فهي مفيدة في صيانة المجاري، والهدف هو أن تظل في المجاري.

ويستضيف نهر السين سباقات السباحة الماراثونية في الألعاب الأوليمبية وسباقات السباحة في مسابقات الترايثلون الأوليمبية والبارالمبية، وقد أثيرت شكوك حول سلامة السباحة في النهر بسبب وجود بكتيريا في بول الفئران يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض الليبتوسبيروسيس، وفق "ديلي ميرو".

قد يؤدي هذا المرض إلى ظهور أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، وفي الحالات الشديدة قد يتسبب في تلف الكبد والكلى. وقد تم اتخاذ خطوات لتنظيف المدينة استعدادًا للألعاب.

تعد مدينة باريس الرابعة عالميًا في عدد الفئران
إلغاء جلسة تدريبية

وفي يوم الأحد 28 يوليو، ألغى المنظمون جلسة تدريبية مقررة لمسابقة الترايثلون الأوليمبية بسبب مستويات التلوث غير الآمنة في نهر السين، وقالوا إن ارتفاع المخاطر جاء نتيجة للأمطار التي أفسدت حفل الافتتاح يوم الجمعة ومباريات التنس يوم السبت.

ويقوم الخبراء باختبار جودة مياه نهر السين صباح كل يوم ويأملون أن تتحسن قبل منافسات الرجال المقررة اليوم الثلاثاء 30 من الشهر الجاري، وأنفق مسؤولو باريس 1.2 مليار جنيه إسترليني في محاولة لتحسين جودة المياه قبل الألعاب.

وتتضمن هذه الخطة تركيب حوض تخزين سعة 46 ألف متر مكعب، يحمل ما يعادل 20 حمام سباحة أوليمبي من مياه الأمطار والصرف الصحي، وذلك بهدف تقليل مستويات السمية التي تتسرب إلى النهر.

كان سكان باريس ممنوعين من السباحة في النهر منذ قرن من الزمان، ولم يُسمح للرياضيين الأوليمبيين بالسباحة فيه آخر مرة في أول دورة ألعاب أوليمبية في المدينة عام 1900.

إلغاء السباحة

وقامت عمدة المدينة آن هيلدالجو بالغطس في الماء في وقت سابق من هذا الشهر لإثبات أنه نظيف بما فيه الكفاية، وتم إلغاء سباحة مخطط لها سابقًا بعد أن أشارت الاختبارات إلى وجود مادة برازية أعلى بعشر مرات من الحدود المسموح بها.

وتتمتع باريس بنظام صرف صحي مشترك، ما يعني أن مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار تتدفق عبر نفس الأنابيب، وفي فترات هطول الأمطار الغزيرة، يمكن أن تصل الأنابيب إلى سعتها القصوى وتتدفق مياه الصرف الصحي إلى نهر السين بدلاً من إرسالها إلى محطة المعالجة.

وفقًا لجمعية مكافحة الآفات البريطانية، فإن العواصف أو الأمطار الغزيرة يمكن أن تؤدي إلى "غزو مفاجئ للفئران"، وتقول الدراسة إن "الأمطار والرياح أثناء العاصفة ستؤدي إلى إتلاف أماكن التعشيش الطبيعية للقوارض وتجبرها على الانتقال إلى أرض مرتفعة".