الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تجنبا لحرب شاملة.. جهود دولية حثيثة لردع الاحتلال عن مهاجمة لبنان

  • مشاركة :
post-title
جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان

القاهرة الإخبارية - محمود غر اب

ثمة تحركات سريعة تنفذها الولايات المتحدة وفرنسا؛ لمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي من شن هجوم واسع النطاق على لبنان، في وقت أصدرت حكومات الدول الغربية تحذيرات سفر لمواطنيها، داعية إياهم إلى مغادرة لبنان أو تجنب السفر إليه، وفق ما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وفي أعقاب الهجوم الصاروخي الذي استهدف قرية "مجدل شمس" في مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ 1967، مساء السبت الماضي، وأسفر عن مقتل وإصابة نحو 40 شخصًا، اتهم قادة ومسؤولو الاحتلال، حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، وهددوا بشن هجوم واسع على لبنان.

وتسابق واشنطن الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة ركزت دبلوماسيتها عالية السرعة على تقييد رد إسرائيل، من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضواحي الجنوبية للمدينة التي تشكل معقل حزب الله، أو البنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور.

وأعرب مستشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين، عن قلقه من أن تهاجم إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت، بحجّة الحادث في بلدة مجدل شمس في الجولان السورية المحتلةّ، وفق ما كشف موقع "والا" الإسرائيلي.

ونقل الموقع عن مسؤولٍ إسرائيلي أن موقف هوكشتاين هذا، جاء خلال اتصال هاتفي بوزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، وأكد أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن النفس، لكن عليها فعل ذلك بطريقة لا تؤدي إلى تصعيد أكبر، ولا تلحق الضرر بالمدنيين.

ولفت المسؤول الإسرائيلي، إلى أن هوكشتاين أخبر جالانت أنه إذا هاجمت إسرائيل بيروت، فمن المحتمل جدًا أنْ يخرج الوضع عن السيطرة، على حد تعبيره.

وقالت إدارة بايدن، أمس الاثنين، إن إسرائيل "لها الحق في الرد" على الهجوم في مرتفعات الجولان، وتعتقد أن المخاوف من أن الهجوم قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقًا "مبالغ فيها"، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، خلال اتصال هاتفي مع الصحفيين، أمس الاثنين، إن الولايات المتحدة "تدين بشدة" الهجوم على مجدل شمس.

لكنه أضاف، إن الإدارة الأمريكية تعتقد أن هناك وقتًا ومساحة للتوصل إلى حل دبلوماسي، وأنها في مناقشات مستمرة مع نظيرتيها الإسرائيلية واللبنانية، وتواصل "دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي".

وتابع كيربي أن هذا الحل "سينهي هذه الهجمات الرهيبة مرة واحدة وإلى الأبد" و"يسمح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين على جانبي الحدود بالعودة بأمان إلى منازلهم".

وعندما سُئل عن المخاوف من اندلاع صراع أوسع نطاقًا في المنطقة، أجاب كيربي بأن "هذه التوقعات كانت مبالغًا فيها في عدة نقاط خلال الأشهر العشرة الماضية". وقال: "بصراحة، نعتقد أنها مبالغ فيها الآن".

وانضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الجهود الأمريكية لمنع الهجوم الإسرائيلي الواسع على لبنان، وأكد ماكرون، خلال اتصال هاتفي أجراه، أمس الأول الأحد، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن فرنسا ملتزمة بالكامل ببذل كل ما في وسعها لتجنب أي تصعيد جديد في المنطقة.

وذكر قصر الإليزيه في بيان، أن الرئيس الفرنسي تعهد بتوجيه رسائل إلى جميع الأطراف المعنية بالصراع الدائر في المنطقة. وأكد الإليزيه أن فرنسا ملتزمة بالبقاء على اتصال مع جميع الأطراف "لتجنب حرب يكون لها عواقب مدمرة على المنطقة".

ودفعت المخاوف من قيام جيش الاحتلال بتوجيه ضربة واسعة إلى لبنان، الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية، إلى دعوة مواطنيها إلى مغادرة لبنان على وجه السرعة.

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون القنصلية، رينا بيتر، إن السفارة الأمريكية في بيروت توصي بـ "خطة عمل أزمة" للمواطنين الأمريكيين في لبنان.

وأضافت بيتر أن المواطنين الأمريكيين، يجب أن يغادروا قبل بدء الأزمة، أو إذا لم تكن وسائل النقل متاحة، "يجب على الأفراد الموجودين بالفعل في لبنان أن يكونوا مستعدين للاحتماء في مكانهم لفترات طويلة من الزمن". كما حذرت من مجيء الأقارب إلى لبنان "في حال تصاعد الصراع في المنطقة".

لكن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانيت باتيل، قال في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة لا تخطط حاليًا لإجلاء المواطنين الأمريكيين من لبنان، حتى مع قيام عدد متزايد من شركات الطيران بإلغاء رحلاتها إلى بيروت. وأضاف باتيل: "ليس لدينا أي خطط أو إعلان فيما يتعلق بإجلاء أو جهود للمواطنين الأمريكيين من لبنان".

وأكد باتيل أيضًا أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت تحذيرًا من المستوى الثالث بشأن السفر، ما يعني أن المواطنين الأمريكيين يجب أن "يعيدوا النظر في السفر" إلى كافة أنحاء لبنان، وتحذيرًا من المستوى الرابع بعدم السفر إلى جنوب لبنان على وجه التحديد.

كما دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، أمس الاثنين، الألمان الذين ما زالوا في لبنان إلى المغادرة على وجه السرعة. وحذرت وزارة الخارجية البلجيكية مواطنيها من أن الوضع الأمني ​​قد يتدهور دون سابق إنذار، وأن البلاد بأكملها قد تتأثر بالصراع المتصاعد.

وقالت دول أوروبية أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة وأيرلندا، إن تحذيراتها السابقة التي أطلقتها في أواخر يونيو لا تزال قائمة. وفي الشهر الماضي، حثت دول في مختلف أنحاء العالم مواطنيها على مغادرة لبنان وسط تصاعد التوترات وتبادل إطلاق النار اليومي بين إسرائيل وحزب الله.

وكان مطار بيروت الدولي أعلن، في وقت سابق أمس، عن إلغاء العديد من الرحلات الجوية إلى العاصمة اللبنانية بعد أن توعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي على الجولان المحتلة.

وأعلن مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أن الرحلات الملغاة كان من المقرر أن تغادر مدن أثينا وستوكهولم ودوسلدورف وأديس أبابا وأنقرة وأنطاليا وأضنة، أمس الاثنين. وقررت شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" تعليق رحلاتها إلى بيروت لبقية الشهر.