الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صلاح جاهين.. "ريشة وقلم" عشقهما البسطاء والمثقفون

  • مشاركة :
post-title
صلاح جاهين

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"إيديا في جيوبي وقلبي طرب، سارح في غربة بس مش مغترب، وحدى لكن ونسان وماشي كده، بابتعد ماعرفش أو بقترب، وعجبي"، وصفت هذه الكلمات التي كتبها الشاعر الكبير ورسام الكاريكاتير المصري الراحل صلاح جاهين، نظرته للحياة، ليغوص ويبحر بأفكاره ويُطلق العنان لفكره ويصنع منه عالمًا خاصًا ميّزه عن غيره.

استطاع صلاح جاهين تحقيق معادلة الوصول لطبقة الفقراء والمثقفين على حد سواء، حيث كانت أسلحته تكمن في الريشة والقلم، الذي تمكن من خلالهما أن يصنع اسمًا متفردًا لم ينازعه عليه أحد، بعد أن منحه الله موهبة التعبير عن حال وواقع البسطاء بكلمات موجزة وبرسوم كاريكاتير مبتكرة ليدخل القلوب ويكون من أشهر شعراء العامية المصرية.

ارتبطت الرباعيات باسم صلاح جاهين، والتي كان ينسجها من واقع الحياة اليومية فاستحق لقب "فيلسوف الفقراء"، حيث أثرت نشأته في منطقة شبرا بمدينة القاهرة، التي ولد فيها في مثل هذا اليوم قبل 92 عامًا، على إحساس المواطنين البسطاء والتعبير عنهم، كما وصل للمثقفين والتي انعكست من عمق ما قدمه.

اشتهر "جاهين" برسم الكاريكاتير الذي قدمه في عدد من الصحف والمجلات، ثم انتقل إلى جريدة "الأهرام" المصرية والتي نضجت فيها موهبته وعمل بها لسنوات طويلة وكان له الكثير من القراء.

لم تتوقف موهبة صلاح جاهين عند كتابة الشعر ورسوم الكاريكاتير، لكنه كتب أشهر الأفلام والمسلسلات التي ما زالت خالدة في قلوب الجمهور بالوطن العربي، وتعاون مع عدد كبير من الفنانين مثل الفنانة نادية الجندي في فيلم "رغبة متوحشة"، كما كتب قصة "عودة الابن الضال" والذي أفرغ من خلاله كل مشاعره ما بين الهزيمة والنصر خلال الفترة ما بين 1967، 1973.

جمعت علاقة طيبة ومتينة بين "جاهين" والنجمة المصرية سعاد حسني، وقدّم لها أشهر الأعمال مثل فيلم "خلي بالك من زوزو"، و"أميرة حبي أنا" و"شفيقة ومتولى"، ومسلسل "هو وهي"، وشاركهما في آخر عملين النجم المصري أحمد زكي.

كما كتب "جاهين" أشهر الأغاني كان من أبرزها تقديمه أوبريت "الليلة الكبيرة" الذي يعتبر من أشهر أعمال العرائس الفلكلورية في العالم العربي والتي مازلنا نحفظ تفاصيلها حتى الآن، كما كتب كلمات أغاني عدد من الأفلام مثل فيلم "المخطوفة" مع الفنان أحمد زكي، وكلمات أغنية "أنا هنا" بفيلم "العتبة الخضراء" مع إسماعيل ياسين وأحمد مظهر.

سجّلت الكاميرا بعض المشاهد التمثيلية لصلاح جاهين الذين حاول التعبير عن موهبته بكل الطرق، فدخل مجال التمثيل وشارك في عدد من الأعمال في الستينيات مثل أفلام "لا وقت للحب"، و"شهيدة الحب الإلهى"، و"من غير ميعاد"، و"اللص والكلاب".

وصل عدد القصائد التي كتبها الراحل صلاح جاهين أكثر من 161 قصيدة، كلها خرجت من قلب الحياة البسيطة، ولكنه تأثر في جزء منها بتقديم قصائد ثورية ملهمة في فترتي الستينيات والسبعينيات، وظلت النصيحة الأبرز له حاضرة في عقول الكثيرين، والتي قال فيها "ولدي نصحتك لما صوتي اتنبح، ما تخافش من جني ولا من شبح، وإن هب فيك عفريت قتيل اسأله، ما دافعش ليه عن نفسه يوم ما اندبح، وعجبي"، ليرحل جاهين ولكن تبقى أعماله خالدة.