يحاول السياسيون والمعلقون في العديد من الأوساط حول العالم، الوقوف على الاختلافات في السياسة الخارجية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائبته كاملا هاريس، المتوقع أن تنافس دونالد ترامب، حيث يعد الموقف تجاه دولة الاحتلال أحد أكبر الاختلافات بينهما.
ضد حرب غزة
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، في تقرير لها سلط الضوء فيه على اختلافات كبيرة بين بايدن وهاريس حول السياسة الخارجية مع إسرائيل، مشيرة إلى أن هاريس على عكس بايدن، الذي يعرّف نفسه بأنه صهيوني، فإنها قريبة من الفصيل التقدمي وتتحدث بقوة أكبر ضد سير الحرب ومعاناة الفلسطينيين في غزة.
وتابعت الصحيفة، أن كاملا هاريس دعمت حق إسرائيل في الدفاع، لكنها دعمت أيضًا الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، مشيرة إلى أن سياساتها الخارجية تختلف جذريًا عن سياسة منافسها الجمهوري دونالد ترامب.
ماذا لو هزمت ترامب؟
وبحسب كل التقديرات ستكون كامالا هاريس المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية نوفمبر المقبل، فيما يحاول العالم فهم ما يعنيه مصطلح "الرئيس هاريس" التي قد يبدو الأمر أنها إذا هزمت ترامب، فستدخل التاريخ وتصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الولايات المتحدة.
ومع ذلك، قبل إعلان تقاعد بايدن، اعتقد المسؤولون الديمقراطيون أن فرص هاريس في التغلب على ترامب كانت أعلى؛ ليدرس بايدن الموضوع جديًا في الأيام الأخيرة، وأصبح مهتمًا بفرص فوز نائبته في نوفمبر.
حالة عدم اليقين
ويزيد إعلان تنحي بايدن الذي سيبقى في البيت الأبيض حتى تنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير 2025، من حالة عدم اليقين بشأن نفوذ الولايات المتحدة على الساحة الدولية في وقت الحروب في غزة وأوكرانيا، وصعود من اليمين المتطرف في أوروبا ومحاولات الصين لتعزيز مكانتها العالمية.
وقضت هاريس، أول نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، فترة مثيرة للجدل في البيت الأبيض، واجهت خلالها صعوبة في ترك بصمة حقيقية، ونشرت تقارير حول أجواء إشكالية في مكتبها، وأنها شعرت بخيبة أمل؛ لأن بايدن لم يعهد إليها بصلاحيات حقيقية.
وفي العامين الماضيين، بذلت هاريس جهودًا أكبر للتأثير على السياسة الأمريكية، وتتحدث علنًا عن مجموعة متنوعة من قضايا السياسة الخارجية من غزة إلى روسيا والصين، وتعتبر الآن سياسية يحظى رأيها بتقدير العديد من زعماء العالم.
تغييرات ليست كبيرة
وقال آرون ديفيد ميلر، الذي توسط في الاتصالات بين الإدارات الأمريكية والمسؤولين في الشرق الأوسط، عن هاريس: "قد تكون أكثر نشاطًا، لكن لا تتوقع تغييرات كبيرة وفورية مقارنة بسياسة بايدن الخارجية".
ووفق الصحيفة العبرية، فإذا هزمت هاريس ترامب، فمن المتوقع أن تحتل القضية الإسرائيلية الفلسطينية مكانة مركزية في سياستها الخارجية، خاصة إذا استمرت الحرب في غزة، مشيرة إلى أنها أعربت في عدة حالات عن انتقادات أشد من انتقادات بايدن بشأن إدارة الحرب وتصرفات الجيش الإسرائيلي.
وفي مارس الماضي هاجمت هاريس إسرائيل، قائلة إنها لا تفعل ما يكفي للتخفيف من "الكارثة الإنسانية" التي تطورت خلال العملية البرية في غزة، وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، ألمحت إلى أن إسرائيل "ستتحمل العواقب" إذا شنت عملية برية في رفح، بينما توجد في منطقة المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة أعداد كبيرة من لاجئي غزة الذين فروا إلى هناك من مختلف قطاع غزة.
متزوجة من يهودي
ولفتت الصحيفة إلى أن هاريس متزوجة بالفعل من يهودي، لكن على عكس بايدن، ليس لديها "ارتباط خاص" بإسرائيل، وتتمتع بعلاقات أفضل من بايدن مع الفصيل التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي أصبح في السنوات الأخيرة مؤيدًا للفلسطينيين ومعاديًا لإسرائيل بشكل متزايد، وقد دعا بعضهم بايدن إلى وقف نقل المساعدات العسكرية لإسرائيل، ردًا على ارتفاع عدد ضحايا غزة في الحرب.
وفي الأشهر الأخيرة، كانت هاريس أكثر صراحة من بايدن في الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وإدانة غزو رفح والتعبير عن الصدمة إزاء محنة سكان غزة، وفي إشارة إلى المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي اجتاحت الجامعات الأمريكية، قالت "إن التعاطف مع معاناة سكان غزة هو سلوك إنساني مبرر، لكنها في الوقت نفسه ذكرت أنها تأثرت بتصرفات بعض المتظاهرين".
اختلافات ضئيلة
وفي ديسمبر، أشار جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إلى نهج هاريس فيما يتعلق بالحكم في غزة، وقال: "لقد أوضحت بالتأكيد أننا نعتقد أن الشعب الفلسطيني يحتاج في المستقبل إلى حقوق التصويت وإبداء صوته، أن غزة بحاجة إلى حكومة تريد تحقيق تطلعاتها واحتياجاتها".
وعلى الرغم من الانتقادات القاسية التي وجهتها ضد إسرائيل، يقدر المعلقون أنه من غير المتوقع حدوث تغيير كبير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، إذا أصبحت هاريس رئيسة، فقالت هالي سويفر، التي عملت مستشارة للأمن القومي لهاريس في وقت مبكر من ولاية هاريس كعضو في مجلس الشيوخ، إن دعمها لإسرائيل قوي مثل دعم بايدن وإن الاختلافات بين الاثنين في التعامل مع إسرائيل ضئيلة.