الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وردة الجزائرية.. حكاية مع الزمن

  • مشاركة :
post-title
وردة الجزائرية

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

وردة لا يزال عطرها يفوح رغم الرحيل، وأثرها باقٍ رغم الفناء، لتكون الجزائرية وردة اسمًا على مسمى، فصوتها الملائكي مازال يصدح ليصل إلى عنان السماء، بعد أن خلدت بصمة خالدة في قلوب العاشقين وآذان السهرانين، ليلمس صدق أدائها القاصي والداني.

قبل أكثر من 100 عام ولدت وردة فتوكي وتحديدًا في مثل هذا اليوم عام 1939، بزغت موهبتها في عمر الصبا، إذ كانت تغني في فرنسا - حيث موطن ولادتها لأب جزائري وأم لبنانية- لكبار المطربين مثل أم كلثوم والعندليب، فأعادت تقديم أغانيهم بصوتها الندي.

الفن المصري

ساهمت الظروف في دخولها للساحة الفنية المصرية وتعاونها مع كبار الملحنين، عقب تلقيها دعوة من المنتج حلمي رفلة للمجيء لمصر، لتفتح لها أبواب الشهرة من خلال مشاركتها في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، وزادت شهرتها بعد أن شاركت في الأوبريت الوطني "الوطن الأكبر" الذي جمع عددًا كبيرًا من الفنانين بمصر والوطن العربي.

أوقاتي بتحلو

لعبت الصدفة دورها الكبير في أن تغني وردة أغنية كتبها سيد مكاوي خصيصًا للفنانة أم كلثوم وهي "أوقاتي بتحلو"، وبعد وفاة كوكب الشرق، آلت الأغنية إليها وقامت بغنائها وحققت من ورائها شهرة كبيرة.

مشاعر فياضة

كان للراحل بليغ حمدي دور في نجومية "الجزائرية" وقدم لها الكثير من الألحان المليئة بصدق المشاعر، "كل غنوة عالفرح كانت، عالجرح كانت، عالصبر كانت، عالحب كانت، كتبتها وقولتها كانت عشانك" لخص هذا المقطع من أغنية "العيون السود"، جزء من مشاعره الفياضة تجاه وردة الجزائرية، إذ ترجم فيها أحاسيسه المختلفة، ليقدم معها نجاحات كثيرة سواء خلال فترة زواجهما أو عقب انفصالهما، والتي يؤكدها مقطع غنته: "وعملت إيه فينا السنين؟ فرّقتنا؟ لا.. غيّرتنا؟ لا.. ولا دوّبت فينا الحنين"، إذ إن علاقة الثنائي لم تنته مع الانفصال بل زادت قوة، وقدما معًا عددًا كبيرًا من الأعمال مثل "والله زمان، من بعيد، سكة واحدة، سلام لمصر، باسم الحب، صابرة يا ست الكل"، وغيرها من الأغاني ليس فقط مع بليغ، ولكن مع عدد كبير من الملحنين والمؤلفين.

التمثيل

ساهم التمثيل في زيادة شهرة وردة حيث قدمت عددًا من الأعمال، وتعاونت مع رشدي أباظة في أكثر من فيلم مثل "حكايتي مع الزمان، أميرة العرب، آه يا ليل يا زمن"، كما تعاونت مع الفنان محمود ياسين في فيلم "ليه يا دنيا".

رحيل

رغم رحيل وردة الجزائرية قبل سنوات، ولكنها لا تزال باقية في قلوب كل محبيها على مستوى الوطن العربي، لتوثق حكايتها مع الزمان ببصمات مضيئة لن يمحوها الزمن.