الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التحدي الكبير.. خيارات هاريس الصعبة لاختيار نائبها

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية المحتملة لخوض الانتخابات

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس جو بايدن، أمس الأحد، انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، داعمًا نائبته كامالا هاريس لخلافته، ووفقًا لصحيفة "ذا هيل"، فإن هاريس لم يتم اختيارها رسميًا بعد كمرشحة للحزب الديمقراطي، إلا أن كل المؤشرات ترجّح فوزها بالترشيح، وهذا الوضع يضعها أمام تحدٍ كبير، وهو اختيار نائب رئيس محتمل يوازن بين الخبرة السياسية والقدرة على تجديد صفوف الحزب.

الخبرة السياسية

تشير "ذا هيل" إلى أن "هاريس" قد تميل لاختيار شخصية تتمتع بخبرة سياسية عميقة لطمأنة الناخبين وتعزيز الثقة في قدرة الإدارة الجديدة على قيادة البلاد، ومن بين الأسماء البارزة في هذا السياق، يبرز روي كوبر، حاكم ولاية نورث كارولينا، الذي نجح في الفوز بمنصبه مرتين في ولاية صوّتت لصالح ترامب.

خبرة "كوبر" في إدارة ولاية متأرجحة قد تكون ذات قيمة كبيرة للحزب الديمقراطي.

كذلك تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن مارك كيلي، سيناتور أريزونا، يُعد خيارًا قويًا نظرًا لخلفيته العسكرية وخبرته في مجلس الشيوخ.

أما جي بي بريتزكر، حاكم إلينوي، فيجمع بين الخبرة في إدارة واحدة من أكبر الولايات الأمريكية وثروة شخصية ضخمة قد تكون عاملًا مهمًا في تمويل الحملة الانتخابية.

التجديد والتنوع

على الجانب الآخر، تلفت الصحيفة الانتباه إلى أهمية اختيار وجه جديد قادر على جذب الناخبين الشباب وتنشيط قاعدة الحزب الديمقراطي، في هذا الإطار، يبرز اسم بيت بوتيجيج، وزير النقل الحالي البالغ من العمر 42 عامًا.

كما يظهر ويس مور، حاكم ماريلاند الشاب، كخيار مثير للاهتمام، خاصة مع بروزه أخيرًا على الساحة الوطنية وقصة نجاحه الملهمة.

وتضيف الصحيفة اسم آندي بيشير، حاكم كنتاكي الديمقراطي، الذي نجح في الفوز في ولاية محافظة تقليديًا، مشيرة إلى أن قدرته على جسر الهوة بين المناطق الحضرية والريفية قد تكون ذات قيمة كبيرة للحزب.

تحديات جغرافية وسياسية

تسلّط "ذا هيل" الضوء على التحديات الجغرافية والسياسية التي قد تؤثر على اختيار هاريس لنائبها، فعلى سبيل المثال، قد يتم استبعاد جافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، نظرًا لأنه من ولاية هاريس نفسها، ما قد يثير إشكالات دستورية.

كما أن اختيار شخصية مثل مارك كيلي قد يعرّض مقعد الحزب في مجلس الشيوخ للخطر.

فالصحيفة توضح أنه في حال اختيار "كيلي"، سيتعين على حاكمة أريزونا الديمقراطية كاتي هوبس تعيين شخص لملء مقعده في مجلس الشيوخ. ومع أن هذا التعيين سيكون على الأرجح لعضو ديمقراطي، إلا أن المشكلة تكمن في الجدول الزمني للانتخابات اللاحقة.

فالشخص المعين سيضطر للترشح في انتخابات خاصة عام 2026 للاحتفاظ بالمقعد، ثم سيحتاج إلى خوض انتخابات أخرى للفوز بفترة كاملة في عام 2028. هذا السيناريو يشبه ما مر به كيلي نفسه عندما ترشح في انتخابات خاصة ضد السيناتورة السابقة مارثا ماكسالي، حيث فاز كيلي في 2020 ثم أعيد انتخابه لفترة كاملة في 2022.

وتكمن المخاطرة هنا في أن هذه الانتخابات المتتالية تُزيد من فرص خسارة الحزب الديمقراطي للمقعد، خاصة في ولاية متأرجحة مثل أريزونا. فكل انتخابات تمثل فرصة للحزب الجمهوري لاستعادة المقعد، ما قد يؤثر على توازن القوى في مجلس الشيوخ.

لذا، فإن اختيار كيلي، رغم ما يتمتع به من مزايا كمرشح محتمل لمنصب نائب الرئيس، قد يضع الحزب الديمقراطي أمام معضلة استراتيجية تتعلق بالحفاظ على تمثيلهم في مجلس الشيوخ على المدى الطويل.

وتشير الصحيفة إلى أهمية مراعاة التوازن الجغرافي في الاختيار، حيث تبرز الحاجة إلى اختيار شخصية من منطقة جغرافية مختلفة عن هاريس لضمان تمثيل أوسع للبلاد.

استراتيجيات الاختيار

تناقش "ذا هيل" عدة استراتيجيات قد تتبعها هاريس في اختيارها لنائب الرئيس المحتمل، إحدى هذه الاستراتيجيات هي استهداف الولايات المتأرجحة، من خلال اختيار شخصية من ولاية مثل بنسلفانيا أو ميشيجان لتعزيز فرص الفوز هناك.

كما قد تركز "هاريس" على اختيار نائب يتمتع بخبرة في قضايا رئيسية مثل الاقتصاد أو الأمن القومي، ما قد يعزز ثقة الناخبين في قدرة الإدارة على التعامل مع التحديات الملحة، وتشير الصحيفة أيضًا إلى إمكانية أن تختار هاريس شخصية تعزّز صورة الحزب الديمقراطي كممثل للتنوع الأمريكي، ما قد يساعد في توسيع قاعدة الناخبين وجذب الأقليات والشباب.