الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فرنسا تصد محاولات التدخل الأجنبي.. استبعاد مئات الروس والبيلاروس من أولمبياد باريس

  • مشاركة :
post-title
قوات الأمن الفرنسية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

مع اقتراب موعد انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، 26 يوليو حتى 11 أغسطس المقبل، تتصاعد المخاوف الأمنية وتتخذ السلطات الفرنسية إجراءات غير مسبوقة لضمان سلامة الحدث الرياضي العالمي، وفي خطوة لافتة، أعلنت فرنسا حظر مشاركة مواطنين روس وبيلاروسيين مشتبه بتورطهم في أنشطة تجسس أو تدخل أجنبي.

رفض آلاف الطلبات وإجراءات تدقيق صارمة

كشف جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، في تصريحات نقلتها صحيفة بوليتيكو، تفاصيل الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها بلاده استعدادًا للأولمبياد.

وأوضح دارمانان أن السلطات الفرنسية أجرت ما يقرب من مليون عملية تدقيق أمني حتى الآن، شملت الرياضيين والمتطوعين والعاملين في الحدث.

وأضاف الوزير الفرنسي: "من بين آلاف الطلبات التي تم فحصها، تم رفض 4.340 طلبًا، منها أقل من مائة طلب مرتبط بمحاولات تدخل أجنبي مشتبه بها".

وأشار دارمانان إلى أن روسيا وبيلاروسيا كانتا من بين الدول المشتبه في رعايتها لهذه المحاولات.

مخاوف من الهجمات السيبرانية والتجسس التقليدي

وفقًا لما ذكرته صحيفة بوليتيكو، أوضح وزير الداخلية الفرنسي، أن المخاوف الأمنية لا تقتصر على التجسس التقليدي فحسب، بل تمتد لتشمل إمكان اختراق الشبكات الحاسوبية وشن هجمات إلكترونية.

وقال دارمانان: "على سبيل المثال، رفضنا أعدادًا كبيرة من الصحفيين الذين يدعون تغطية الألعاب".

وأضاف أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع أي محاولات للتدخل الأجنبي أو التجسس، خلال فترة الألعاب الأولمبية، مشيرًا إلى أن السلطات الفرنسية تتعامل بجدية مع أي تهديدات محتملة.

مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروسيين تحت شروط صارمة

رغم الإجراءات الأمنية المشددة، أكدت صحيفة بوليتيكو أن الرياضيين الروس والبيلاروسيين سيُسمح لهم بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024، لكن تحت شروط صارمة، فسيتعين عليهم المنافسة كرياضيين محايدين مستقلين، وليس تحت ألوان بلدانهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرياضيين سيخضعون لعملية تدقيق للتأكد من عدم دعمهم لغزو أوكرانيا أو ارتباطهم بالمؤسسة العسكرية في بلدانهم.

وجاء هذا القرار وسط انتقادات للجنة الأولمبية الدولية، بعد تقارير عن احتفاظ أحد عضويها الروسيين برتبة رائد في الجيش الروسي.

حفل افتتاح فريد من نوعه

ستنطلق دورة الألعاب الأولمبية في باريس، الجمعة 26 يوليو، بحفل افتتاح فريد من نوعه، إذ سيقام عرض للقوارب على طول نهر السين في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وسيكون هذا أول حفل افتتاح يقام في الهواء الطلق في تاريخ الألعاب الأولمبية.

ورغم المخاوف الأمنية المحيطة بهذا الحدث الضخم، أكد وزير الداخلية الفرنسي، أنه "لا يوجد تهديد واضح" قبل أقل من أسبوع من انطلاق الألعاب.

ومع ذلك، شدد على أن السلطات الفرنسية ستظل في حالة تأهب قصوى لضمان سلامة وأمن جميع المشاركين والزوار، خلال فترة الألعاب الأولمبية.

وبحسب ما أشارت صحيفة لو فيجارو الفرنسية، تم حشد قوة أمنية ضخمة تضم نحو 45 ألف شرطي وفرد أمن لتأمين العاصمة الفرنسية ومحيطها خلال فترة الألعاب.

وتشمل الإجراءات الأمنية المشددة إقامة حواجز وعمليات تفتيش دقيقة حول المواقع الرئيسية للألعاب.

ونقلت الصحيفة عن أحد رجال الشرطة المتمركزين قرب برج إيفل: "الأمور تسير بشكل جيد، والناس متفهمون".

ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات الأمنية المشددة لها تأثيرات جانبية على الحركة السياحية والتجارية في بعض المناطق، ما يشكل تحديًا إضافيًا للمنظمين في الموازنة بين متطلبات الأمن واحتياجات الاقتصاد المحلي.