الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تداعيات العدوان على غزة.. تحذيرات قوية من عودة الإرهاب إلى الشرق الأوسط

  • مشاركة :
post-title
أثار العدوان الإسرائيلي على مخيم المغازي في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

حذر الخبراء والمحللون أن العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي اقترب من شهره العاشر، قد يتيح إعادة بناء تنظيمي "داعش والقاعدة" الإرهابيين، في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي إلى موجة من المؤامرات الإرهابية في الأشهر والسنوات المقبلة، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية.

ونقلت الصحيفة عن الخبراء والمحللين، إن هناك بالفعل أدلة على زيادة التطرف في العديد من الأماكن، مشيرة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، تزايد الهجمات التي يشنها تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، وتم إحباط مؤامرات في الأردن.

كما نفذت تركيا العشرات من الاعتقالات الشهر الماضي، في الوقت الذي سعت فيه السلطات إلى مكافحة التهديد المتزايد من إحدى الجماعات التابعة لتنظيم "داعش" والتي لها وجود قوي هناك، كما بذل فرع تنظيم القاعدة في اليمن (تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية) جهودًا جديدة منسقة للسيطرة على المنطقة، وإلهام أتباعه لضرب أهداف غربية وإسرائيلية ويهودية وغيرها، وفق "الجارديان".

وذكرت الصحيفة نقلًا عما أشارت إليه بمصدر إقليمي مطلع، إن " العدوان على غزة يغذي الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وسيكون هناك رد فعل عاطفي قوي، بدأنا نشعر بحرارته".

ووصفت تريشيا بيكون، خبيرة الإرهاب في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة والمحللة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، حرب غزة بأنها "سبب أساسي من شأنه أن يدفع الجيل القادم من الجهاديين إلى التطرف". وأضافت: " قد لا نراها على الفور، ولكننا بالتأكيد سنراها على مر السنين القادمة. لقد أدى ذلك بالفعل إلى تفاقم التهديد الإرهابي".

وحسب الجارديان، نشرت الأمم المتحدة سلسلة من التقارير التي تلفت الانتباه إلى الجهود التي تبذلها الجماعات المتطرفة الكبرى لاستغلال العدوان على غزة لجذب مجندين جدد وحشد المؤيدين الحاليين، على الرغم من إدانة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش مرارًا وتكرارًا لحماس باعتبارها "مرتدة" لعقود من الزمن.

وفي فبراير، والحديث للصحيفة البريطانية، حذر تقرير للأمم المتحدة، استنادًا إلى مساهمات من وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم، من أن فرعا رئيسيا واحدا على الأقل تابع لتنظيم القاعدة كان يخطط لعمليات طموحة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وأنه "أعاد تنشيط استراتيجيته الإعلامية ومحتواه بشكل كبير، مستفيدًا من الأحداث الدولية، بما في ذلك العدوان على غزة، لتحريض الجهات الفاعلة المنفردة على مستوى العالم ".

ولفتت "الجارديان" إلى أن المسؤولين الإقليميين شددوا على تأثير أشهر من التعرض، 24 ساعة يوميًا، لصور المعاناة من غزة على شاشات التلفزيون والإنترنت، واصفين الصراع بأنه "عامل دفع" يشجع العنف المتطرف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ونقلت الصحيفة عن محمد أبو رمان، الخبير في الشؤون الجهادية في معهد السياسة والمجتمع في عمان بالأردن، إن المنطقة تواجه موجة جديدة من التطرف "بسبب ما يحدث في غزة". وقال: "هذا حدث ضخم والدول العربية ترفض القيام بأي شيء وهناك خيبة أمل قوية".

وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى استشهاد أكثر من 38 ألف شخص، ونحو نصف الذين تم التعرف عليهم بالكامل هم من النساء والأطفال.

وفي العراق، حيث أعلن تنظيم داعش خلافته في عام 2014، يبدو أن خطر التشدد العنيف قد تم احتواؤه، لكن في سوريا، شن التنظيم أكثر من 100 هجوم على القوات الحكومية والمقاتلين الذين يقودهم الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) خلال الأشهر الماضية، مع وصول العنف إلى ذروته في مارس عند مستويات لم نشهدها منذ عدة سنوات.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، سيامند علي، إن خلايا داعش الإرهابية تواصل عملياتها الإرهابية. "إنهم موجودون على الأرض ويعملون بمستويات أعلى من السنوات السابقة".

وفي أحد الهجمات الأخيرة، لقى سبعة جنود سوريين حتفهم، بعد تعرضهم لكمين نصبه تنظيم داعش في محافظة الرقة شمال سوريا.

وفي الشهر الماضي، تم تنبيه أجهزة الأمن الأردنية إلى مؤامرة في العاصمة عمان، عندما انفجرت عبوات ناسفة أثناء تحضيرها من قبل متطرفين في أحد الأحياء الفقيرة بالمدينة. وأدت المداهمات اللاحقة إلى اعتقال شبكة من الشباب الذين يبدو أنهم تحولوا إلى التطرف بسبب دعاية "داعش".

وقالت كاترينا سمور، وهي محللة مستقلة في عمان، إن الجماعات المتطرفة تغمر الإنترنت بالمواد، بما في ذلك تعليمات لصنع القنابل.

ووصف تقرير الأمم المتحدة كيف أن الاتصالات العامة التي أجراها داعش منذ 7 أكتوبر، ركزت على الاستفادة من الوضع في غزة لتعبئة الجهات الفاعلة المنفردة المحتملة لارتكاب الهجمات.

وحذر تقرير الأمم المتحدة من أن تنظيم القاعدة "يمكن أن يستغل الوضع في غزة لاستعادة أهميته والاستفادة من المعارضة الشعبية حول حجم الخسائر في صفوف المدنيين، وتوفير التوجيه لأولئك الذين يحرصون على التحرك".

وعانى تنظيم القاعدة من سلسلة من الانتكاسات خلال السنوات الأخيرة، مع مقتل زعيمه أيمن الظواهري في عام 2022، والانقسامات الداخلية حول الاستراتيجية.

وقالت سمور إن "القاعدة كانت تستهدف الشباب، ويتم تشجيعهم على عدم إظهار علامات التدين العلنية، بنية عزلهم والسيطرة عليهم".