الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من دبلن إلى بلينهايم.. جولة زيلينسكي الأوروبية لحشد التأييد

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوةٍ دبلوماسيةٍ مهمةٍ، من المتوقع أن يصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى المملكة المتحدة الأسبوع المقبل؛ للقاء قادة أوروبيين في قصر بلينهايم التاريخي، إذ يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الدعم الأوروبي لأوكرانيا في مواجهة الحرب المستمرة مع روسيا، وسط تطورات سياسية وأمنية متسارعة في القارة الأوروبية.

خطوة لتوسيع دائرة الدعم

وفقًا لما أوردته صحيفة "الجارديان" البريطانية، سيبدأ الرئيس "زيلينسكي" جولته بزيارة تاريخية لأيرلندا اليوم السبت، ومن المقرر أن يهبط في مطار شانون بمقاطعة كلير للقاء رئيس الوزراء الأيرلندي، سايمون هاريس، وتكتسب هذه الزيارة أهمية استثنائية نظرًا لسياسة الحياد العسكري التي تتبعها أيرلندا تاريخيًا.

وعلى الرغم من هذا الحياد، فإن أيرلندا تساهم بالفعل في الجهود الأوروبية لدعم أوكرانيا، من خلال تقديم مساعدات غير قتالية، مثل المساعدة في إزالة الألغام.

وتشير التقارير إلى أن دبلن قد تقدم المزيد من الدعم لجهود أوكرانيا في قضية إنسانية حساسة، تتمثل في استعادة حوالي 20 ألف طفل أوكراني تم نقلهم قسرًا إلى روسيا وبيلاروسيا، ما يعكس التزام أيرلندا بالقضايا الإنسانية وحقوق الطفل، حتى في ظل سياستها المحايدة عسكريًا.

لقاء بلينهايم

يعتبر اللقاء المرتقب في قصر بلينهايم، مسقط رأس رئيس الوزراء البريطاني الأسطوري، ونستون تشرشل، الاجتماع الرابع للمجتمع السياسي الأوروبي، وكان فكرة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.

وتؤكد الصحيفة البريطانية أن هذا الحدث يمثل فرصة "مهمة للغاية" لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لاستضافة ما يصل إلى 50 زعيمًا أوروبيًا.

يهدف هذا اللقاء إلى استعادة الثقة في المملكة المتحدة على الساحة الدولية، بعد سنوات من ضرر السمعة الذي تسبب فيه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، كما يسعى إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء في إطار غير رسمي، مما يوفر منصة فريدة للحوار والتعاون.

أجندة اللقاء

ستتركز المناقشات في قصر بلينهايم حول ثلاثة محاور رئيسية، وهي أوكرانيا، والأمن الأوروبي، والديمقراطية.

ومن المتوقع أن يلقي ستارمر كلمة في الجلسة الافتتاحية، مؤكدًا التزام المملكة المتحدة بدعم أوكرانيا، وإعادة ضبط العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد البريكست.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الاجتماعات ستشمل مجموعات عمل تركز على قضايا حيوية مثل الدفاع والديمقراطية، بما في ذلك جلسات متخصصة حول أزمة المعلومات المضللة والطاقة والهجرة.

تعكس هذه المواضيع التحديات المتعددة التي تواجه القارة الأوروبية في الوقت الراهن، من الحرب في أوكرانيا إلى أزمة الطاقة وتدفقات الهجرة غير النظامية.

رسالة قوية لروسيا

يسعى الرئيس الفرنسي ماكرون، وفقًا لما نقلته الجارديان، لاستغلال هذه المناسبة لإرسال رسالة دعم قوية لأوكرانيا من الاتحاد الأوروبي، في مواجهة التهديدات المتجددة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

يأتي هذا في أعقاب تصريحات متشددة من الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، الذي انتقد بشدة وعد حلف الناتو بدعم عضوية أوكرانيا المستقبلية في التحالف الدفاعي.

إجراءات أمنية مشددة

نظرًا لحساسية اللقاء وأهمية المشاركين، أشارت الجارديان إلى فرض إجراءات أمنية مشددة حول القمة، تشمل هذه الإجراءات قيودًا على المجال الجوي فوق قصر بلينهايم في أكسفوردشاير بين 14 و18 يوليو.

وستقوم شرطة وادي التايمز بتنفيذ هذه القيود باستخدام الطائرات بدون طيار وخدمة الشرطة الجوية.

تعزيز العلاقات البريطانية-الأوروبية

يُمثل هذا اللقاء فرصة ذهبية لبريطانيا لإعادة تأكيد دورها على الساحة الأوروبية في مرحلة ما بعد البريكست، وأشارت الجارديان إلى أن رئيس الوزراء البريطاني تعهد بالفعل بإقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، وأن وزير العلاقات الأوروبية الجديد، نيك توماس-سيموندز، سافر إلى بروكسل لعقد اجتماع تمهيدي مع المفاوض السابق للبريكست، ماروش شيفتشوفيتش.

هذه الخطوات تشير إلى رغبة بريطانية جادة في تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وإعادة تموضع المملكة المتحدة كلاعب رئيسي في السياسة الأوروبية، خاصة في مجالات الأمن والدفاع.