بعد ثلاثة أيام فقط من زيارة إلى روسيا ومقابلة الرئيس بوتين أثارت غضب حلفائه الأوروبيين، فاجأ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الكتلة الغربية مرة أخرى، بزيارة، اليوم الاثنين، إلى الصين (لم يعلن عنها مسبقًا) تخللتها محادثات ثنائية مع الرئيس شي جين بينج.
ترقية العلاقات الثنائية
وخلال اجتماعه مع رئيس وزراء المجر، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج القوى العالمية إلى مساعدة روسيا وأوكرانيا في استئناف الحوار المباشر، مضيفًا أن وقف إطلاق النار لن يحدث إلا عندما "تتبنى كل القوى الكبرى الطاقة الإيجابية بدلاً من الطاقة السلبية".
خلال اجتماعه مع "شي"، وصف "أوربان" الصين بأنها قوة استقرار وسط الاضطرابات العالمية، وأشاد بمبادراتها "البناءة والمهمة" للسلام. وكتب على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "الصين قوة رئيسية في تهيئة الظروف للسلام في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ولهذا السبب جئت للقاء الرئيس شي في بكين، بعد شهرين فقط من زيارته الرسمية إلى بودابست".
وخلال الرحلة، رفعت الصين علاقاتها مع المجر إلى "شراكة استراتيجية شاملة".
وتحت قيادة أوربان عملت المجر على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الصين. خاصة أنها تستضيف عددًا من مزودي بطاريات السيارات الكهربائية الصينية، وفي ديسمبر الماضي، أعلنت بودابست أن شركة تصنيع السيارات الكهربائية الصينية العملاقة BYD ستفتتح أول مصنع أوروبي لإنتاج السيارات الكهربائية في جنوب البلاد.
زيارة مفاجئة
ومن المرجح أن تؤدي زيارة أوربان إلى الصين، التي تم التخطيط لها سرًا مثل رحلته الجمعة الماضي إلى موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، إلى تكثيف الانتقادات في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بتحركات "أوربان"، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفي مايو الماضي، استقبل أوربان "شي" بحفاوة بالغة في بودابست، العاصمة المجرية، ما عزّز جهود الصين لاستعادة نفوذها في أوروبا في وقت يحاول فيه الاتحاد الأوروبي ككل احتواء نفوذ بلد ينظر إليه على أنه "منافس قوى".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن قمة "شي" و"أوربان" فرصة للضغط على الكتلة لكي تنأى بنفسها عن واشنطن، التي تربطها بالمجر علاقات متوترة أيضًا، فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية.
وخلال السنوات الماضية، عمل رئيس وزراء المجر على الحد من الانتقادات الموجهة للصين من جانب الاتحاد الأوروبي، ما أثار استياء الدول التي تدعم موقف واشنطن المتشدد بشأن الحاجة إلى مواجهة ما يعتبرونه ممارسات تجارية صينية غير عادلة.
وبالنسبة للصين، فإنها تنظر إلى رئيس وزراء المجر على أنه شريك دبلوماسي مهم، وفي السياق نفسه، أكد "أوربان" خلال اجتماعه مع "شي": أن الصين قوة استقرار مهمة لتعزيز السلام العالمي.
من جهة أخرى، أكد زعماء الاتحاد الأوروبي، أن "أوربان"، الذي تتولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي هذا الشهر ولمدة 6 أشهر، لا يتحدث باسم الاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن يتبنوا وجهة نظر متشككة مماثلة بشأن محادثات رئيس الوزراء المجري مع الرئيس الصيني في بكين.
وتأتي زيارة أوربان للصين قبل قمة حلف شمال الأطلسي التي تستمر ثلاثة أيام في واشنطن التي تبدأ غدًا الثلاثاء.