يجري الرسام اللبناني علي شمس الدين محاكاةً بالريشة الناطقة لأزمات الانهيار والتشرد والنزوح من خلال ما يُسميه (ثورة لونية) على كل الخراب الذي يواجه بلاده في معرض تشكيلي، افتتح مساء أمس في شارع الحمرا ببيروت، ويستمر حتى الثالث من يناير المقبل.
جاءت لوحات المعرض تحت عنوان "اللامكان والزمن المفقود"، ما فسَّره شمس الدين قائلًا: "الواقع اليوم هو مَن صنع الأمس، وكلاهما مفتوح على المجهول".
جمع شمس الدين خيبات الأعوام السابقة وحملها على متن لوحات تشكيلية تعكس الرفض للواقع، وتُشكل عالمها البديل لتعبر عن سنوات الانكسار، إذ تحاكي اللوحات مأساة الهجرة القسرية، وضياع الأمكنة التي عاش فيها الناس، وأصبحت حياتهم مرهونة لـ"خيمة أو حبة دواء أو كيس طحين"، كما يقول الرسام اللبناني لـ"رويترز".
في مكان أشبه بالمنازل المهجورة في شارع الحمرا الشهير، يعرض شمس الدين لوحاته على جدران (دار المصوّر) التي تحتضن غرفها العشرات من الكاميرات القديمة المُعلّقة على الجدران كلوحات تجريدية معتقة عبر الزمان.
بينما على أدراج (دار المصوّر) تستقبل الزائرين مُلصقات أفلام قديمة مصرية وعربية تأخذهم إلى سينما القرن الماضي، وإلى جوار كل لوحة حرص شمس الدين على كتابة عبارات ذات دلالة مثل (قبل بدء الرحيل) و(في انتظار غودو) و (ماذا تبقى لنا) و(ماذا سنزرع حين نعود).