الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم الموجة اليمينية في أوروبا.. "العقاب الانتخابي" يدفع بريطانيا نحو "اليسار"

  • مشاركة :
post-title
كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الجديد

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

للمرة الأولي منذ 14 عامًا، اختار البريطانيون أول رئيس وزراء من يسار الوسط، بعد الفوز الساحق الذي حقّقه حزب العمال في الانتخابات العامة، ما جعل المملكة المتحدة تغرّد وحيدة خارج سرب اليمين الأوروبي.

ويأتي فوز حزب العمال البريطاني بعد أيام من تحقيق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان مكاسب كاسحة في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، وتعيين حكومة يمينية متطرفة في هولندا، فضلًا عن تولي جورجيا ميلوني رئاسة وزراء إيطاليا، وهي يمينية أيضًا.

الصعود غير المسبوق في بريطانيا لحزب الإصلاح في المملكة المتحدة بقيادة نايجل فاراج، المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي حصل على نحو 14% من حصة الأصوات، يشير إلى أن البلاد بعيدة عن أن تكون محصنة ضد موجة اليمين التي تجتاح أوروبا.

فوز سطحي

فوز حزب "ستارمر" بثلث إجمالي الأصوات فقط، يعد أدنى مستوى لأي حكومة أغلبية واحدة في التاريخ، وعلى الرغم من كونها النتيجة التي أهّلته إلى تشكيل الحكومة، فإنها في الوقت نفسه نسبة قليلة جدًا، بحسب مجلة "تايمز" البريطانية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المنافسة لم تكن تأييدًا إيجابيًا لـ"ستارمر" أو حزب العمال بقدر ما كانت "عقابًا انتخابيًا" لحزب المحافظين بعد 14 عامًا من الحكم، ويعود نجاح الحزب أيضًا إلى حد كبير إلى الانقسامات اليمينية وحزب الديمقراطيين الليبراليين.

قد يكون التغيير هو "الوضع الطبيعي الجديد" في السياسة البريطانية، حيث يتخلى الناخبون عن ولاءاتهم القديمة، لكن هذا في الوقت نفسه يشير إلى أن العمال سيواجهون بحرًا من المطالب مع سلطتهم التشريعية الجديدة، حسبما ذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية.

"أزمة وجودية"

كتبت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أنه في حين أن انتخاب حزب العمال جعلت بريطانيا تغرّد خارج السرب الأوروبي، حيث ترتفع الأحزاب اليمينية، فإن المزاج المناهض للأشخاص الذين يعتلون المناصب الآن وسياساتهم قد يكون هو الدافع وراء كلا النمطين.

وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن حصول حزب فاراج على المركز الثاني في العديد من الدوائر الانتخابية يعني أن حزب العمال وضع نفسه تحت رقابة اليمين القومي، لكن المحافظين هم في نهاية المطاف الذين يواجهون الآن "أزمة وجودية" لن يتمكنوا من النجاة منها إلا بتبني سياسات إصلاحية أو إعادة ترتيب البيت من الداخل بدءً من القاعدة المركزية.

حزب العمال وأوروبا

وذكرت شبكة "DW" الألمانية، أنه ستتم مراقبة تحركات حزب العمال بشأن الهجرة عن كثب في أوروبا، مضيفة أن تعهد "ستارمر" بالتخلي عن خطة المحافظين المنتهية ولايتهم المثيرة للجدل لإعادة توطين المهاجرين في رواندا، من المرجح أن يتطلب التعاون مع الدول المجاورة التي تتصارع مع قضايا مماثلة.

سيضغط إصلاح نايجل فاراج على الحكومة الجديدة لإبقاء أوروبا على مسافة بعيدة، لكن سيكون من الصعب جدًا على ستارمر تنفيذ أجندته الداعمة للنمو خارج السوق الموحدة، كما قال أحد الخبراء للشبكة الألمانية.

وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي لوكالة "رويترز": "العمل مع شريك وصديق وحليف له نفس التفكير هو ما يريده الاتحاد الأوروبي، لكن فكرة الحصول على نفس المزايا التي تحصل عليها كعضو في النادي تصبح أكثر صعوبة بعض الشيء".